أجمع مشاركون في الندوة الخاصة بمناقشة برامج التدريب والتاهيل للمعلمين والمعلمات التي عقدت بمنتدى الحوار الشهري التابع لمركز المعلومات والتاهيل لحقوق الانسان بتعز صباح هذا اليوم الخميس على اختيار فترة العطلة الصيفية وقتا لتنفيذ البرامج التدريبية للمعلمين والمعلمات حتى لا تعاني المدارس من إرباك يطال العملية التعليمية برمتها. واضاف المشاركون في الندوة- التى غاب عنها ممثل لوزارة التربية والتعليم أو مكتب تربية المحافظة: إن المعلم الذي يؤدي مهنته في فصل دراسي يصل عدد طلابه الى 120 طالبا لا يمكن ان يطبق ما تدرب علية في الدورات التدريبية التي تنفذها وزارة التربية سنويا وتكلف ملايين الدولارات الأمر الذي يضطر معه الى تطبيق خطة تدريسية تقليدية كما هو عليه الوضع حاليا. وفيما افتتح عبد القوي سالم- المدير التنفيذي لمركز المعلومات والتاهيل لحقوق الانسان- الندوة، أشار على قحطان المسئول الإعلامي بنقابة المعلمين اليمنيينبتعز إلى أن المنهج المدرسي الحالي لا يتناسب مع متطلبات العصر واحتياجات المجتمع، مستدلا على ذلك بمخرجات التعليم الهائلة التي تعاني من البطالة بسبب عدم حاجة المجتمع لهذه التخصصات. وأضاف: إن برامج التدريب المنفذة من قبل وزارة التربية هي برامج تناسب المنهج الدراسي القديم، لافتا الى ان المواد العلمية التي تدرس في مدارسنا تعد مواد تراثية في الدول المتقدمة ولذلك احتلت اليمن المركز الاخير في التعليم حسب تقرير البنك الدولي الاخير. وقال: انه لأمر مخجل أن تأتي اليمن بعد دول لا توجد بها حتى وزارة للتعليم مثل الصومال. وقال: لقد تم اختيار المدربين وفقا لمعايير المحسوبية والتلفون والوساطة وهو ما ادى الى وجود مدربين غير مؤهلين، ولا يملكون الخبرة وبالتالي مادة تدريبية ضعيفة، ومعلمين ومعلمات غير مدربين تدريبا صحيحا رغم الاموال الباهظة التي تنفق في التدريب، مؤكدا إن المدارس المحورية الخاصة بالتدريب تم اختيارها وفقا للمحسوبية والوساطة وهي مدارس غير مؤهلة كمدارس محورية وتفتقر لابسط شروط المدرسة المحورية ضاربا المثل بمدارس في مقبنة وموزع والوازعية. أ. د عبد الله الذيفاني- خبير تربوي جامعة تعز- أشار الى إنه من المؤسف ان يتلقى أبناؤنا تعليمهم على يد معلمين بهذا المستوى من التأهيل الهزيل ومعظمهم مؤهلاتهم مادون الثانوية، مستدركا بالقول ان المسئولية تتحملها الدولة. وكشف ان جامعة تعز كانت قد قدمت مبادرة لوزارة التربية تقضي برفع مؤهلات هؤلاء المعلمين والمعلمات غير المؤهلين الذين تزيد نسبتهم عن 70% من المعلمين والمعلمات، ولكن الوزارة سلمت وودعت في نفس الوقت ولم تتجاوب مع مبادرة الجامعة، والان مركز التاهيل والتطوير التربوي بجامعة تعز يعاني من عدم اقبال المعلمين عليه بسبب ان وزارة التربية لم تدفع بهؤلاء المعلمين الى التاهيل والتدريب. وأضاف: هناك مدربين اقل كفاءة من المعلمين والقيادات المعنية بالتدريب جاءت بطريقة لانعرفها الى مواقع المسئولية ونفي ان يكون لدى وزارة التربية والتعليم وثيقة منهاج بنيت عليه كتبنا الدراسية وهو ما يعد كارثة بكل معنى الكلمة. ودعا الى إعادة النظر في البرامج التدريبية وهيكلتها بشكل آخر وفق رؤية فلسفية ومنهاج وأفكار حديثة، مشدداً على أهمية التدريب في العملية التعليمية التي تأتي دائما بالجديد والمفيد، مشبها إياها بالعيادة التي نعرف من خلالها أوجاعنا وأمراضنا. وضرب المثل بماليزيا والسويد اللتين توليان اهمية قصوى للتدريب ولذلك هي من أقل الدول بطالة في العالم. واختتم حديثه قائلا: نقول لهم خذوا الفلوس، ولكن صححوا برامج التدريب من هذه السلبيات والانحرافا . هذا وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات من قبل الحاضرين.