في كل مرة يفتتح فيها بريده الالكتروني يفاجأ برسالة الكترونية جديدة تخبره أنه أختير ضمن أحد الفائزين بجائزة مليونية يتحدد مقدارها حسب نوع العملة المعمول بها في الدولة المرسل منها البريد الالكتروني للجهة التي هي بطبيعة الحال عصابات دولية الكترونية تعمل على إغراء مستخدمي الانترنت بالشيكات والجوائز الوهمية. سعيد القدسي- 35 عاما – تربوي– يقول انه لم يعد يتعامل مع أي رسالة الكترونية من هذا النوع، فقد كاد يقع في شراك عملية نصب دولية الكترونية تنبه لها في اللحظات الاخيرة. ويرجع القدسي عدم تعامله معها لأسباب كثيرة منها: أنه تأكد له أن تلك الرسائل الوهمية ما هي إلا مصيدة لصاحب البريد الالكتروني الذي يقوم بالرد عليها فيقع بريده في قبضة هذه العصابات الدولية التي تستطيع التحكم فيها برسائله الوارده والمرسلة منه واليه. ويضيف القدسي انه ايضا لا يصدق فحوى الرسائل الواردة كون تلك الرسائل الواصلة كانت وجهتها وجهه اخرى غير بريده الالكتروني، وتم تحويلها الى بريده بهدف النصب والاحتيال عليه، كما ان بعض الرسائل الواردة الى بريده الالكتروني تصل من دول تعد من أشد دول العالم فقرا مثل بوركينافاسوا وسيراليون، ولم يخفي القدسي الذي يقضي اربع ساعات يوميا مستخدما شبكة النت انه فرح كثيرا مع اول رسالة وصلت الى بريده الالكتروني حملت له البشرى بالفوز بمليون دولار امريكي مرفقة بشيك مختوم وعليه حزمة توقيعات مصدقة عليه. ويؤكد:- سعدت كثيرا وشعرت ان الحظ السعيد وأبواب الأمل قد فتحت لي أبوابها وان مستقبلا افضل ملامح تباشيره هذه المرة من امريكا، وزاد من ثقتي بصدق محتوى الرسالة ان بريدى فاز ضمن عشرين بريدا آخر تم اختيارهم بشكل عشوائي من قبل شركة هوتميل وان هذا يحدث سنويا. وبناء على ذلك شرعت في رسم وتخطيط ملامح المستقبل وكم هي المشاريع الخيرية والانتاجية التي سأقوم بها، وكم سأتبرع للفقراء والمساكين، وكم مسجدا سأعمر في القرية، وكم أخر في المدينة!! ويستطرد قائلا: أخبرت أبي بالامر ونصحني بجعل الموضع سراً عملا بالحديث الشريف (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، وجئت بمترجم لغة انجليزية يرد على الرسالة الواردة من شركة اليانصيب الدولي برسالة أخرى منى متضمنة معلومات شخصية عنى. وبعد ساعة جاء الرد سريعا مفاده ان ارسال الجائزة يتطلب منى إرسال مبلغ 100 الف دولار كأجور بريد.. رديت عليهم أن أخصموا مبلغ أجور البريد من الجائزة ومن يومها لم اتلق جوابا حتى الان..!! وليد العديني– طالب ثانوية– هو الأخر كاد ان يقع ضحية شبكة نصب الكترونية.. يقول العدينى انه تلقى عبر بريده الالكتروني رسالة تخبره انه فاز بمبلغ 700 الف جنيه استرليني من يانصيب بريطاني دولي ومطلوب منه ارسال معلومات سريعه عنه مثل البلد والمدينة والاسم ورقم البطاقة والفيزا كارد. ويضيف: بصراحة تعاملت مع الأمر بجدية وشعرت انى أحلق في الهواء من شدة الفرحة، أخبرت أسرتي بالامر وبسرعة البرق تسرب الخبر في المدينة والقرية وانهال على البيت المهنئون والأشخاص المدينين لأبي القدامى والجدد. ويستطرد قائلا:-كل من شاهدني هنئني، قمت بفتح حساب بمبلغ مالي استلفته من صديق لي، وغادرت تعز متوجها الى صنعاء للاستفسار حول الجائزة من موظفي السفارة الذين اخبروني فيما بعد ان تلك الرسالة نصب واحتيال، وتأكد لي أكثر عندما طلبوا مني مبلغ 100 الف دولار مقابل أجور بريد وحوالة. وكنت أفكر فعلا بتحويل مبلغ أجور البريد لولا اني تعرفت على شخصا آخر تعرض لنفس القصة، رغم اني خسرت مبلغ مائة الف ريال مواصلات وتصوير وترجمة وبنك ومصاريف. أساليب النصب مختلفة عبر النت ومتعددة منها أيضا وصول رسائل الكترونية شخصية موجهة الي البريد الالكتروني يؤكد أصحابها فيها امتلاكهم ثروة طائلة ورثوها عن متوفين ويريدون استثمارها في بلد صاحب البريد الالكتروني المرسل إليه الرسالة الالكترونية وعليه ان يقوم هو بتحويل مبلغ مالي من أجل تحويل المبلغ مرفق بمعلومات مثل رقم الحساب البنكي ومعلومات شخصية أخرى. من جهته يحذر الخبير الدولي والمحلل في سوق المال العالمية سهيل الدراج من خطورة التجاوب مع تلك الرسائل الوهمية، وقال: من الصعب جدا الوصول الى هؤلاء المحتالين خصوصا عبر النت لان النت يعني تعامل مفتوح وغير مقيد، وباتالي يصعب تحديد هوية المستخدمين عبر النت، مشددا على ضرورة نشر التوعية في صفوف المجتمع كما فعلت بعض البنوك التي وضعت تحذيرات في موقعها الالكترونية. ودعا وسائل الاعلام المقروءة إلى التوعية من خلال كتاب متخصصين في القضايا الاجتماعية والتعاملات الالكترونية وتحذير الناس من هذه العصابات الالكترونية.