تقديراً للدور الذي لعبته الجالية اليمنية وبالتحديد منذ ما يربو على قرن من الزمان حين وصل آلاف من البحارة اليمنيين إلى ميناء مدينة "ساوث شيلدز" البريطانية ليتخذوها موطناً، قامت شركة "بردج" للإنتاج الفني وعلى مدار ثلاثة أعوام بالعمل والتعاون مع من تبقى من البحارة اليمنيين بهدف تسجيل قصصهم وتوثيق خبراتهم وتقديمها في سياق فني رائع من خلال فيلم وثائقي من إخراج المخرجة "يتناغرا في" بالإضافة إلى جمع عدة صور للجيل الأول من أبناء الجالية. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة بأنه سيتم عرض هذا الفيلم والصور في معرض "آخر رجال القاموس" الذي سوف يتم افتتاحه رسمياً في أبريل المقبلفي "بولتيك جاليري" بمدينة ساوثشيلدز. وسيتخلل المعرض أيضاً بعض البرامج الإضافية التي ستجسد الحياة الثقافية اليمنية وتسامح أبناء اليمن في الداخل والخارج، بالإضافة لبرامج تعليمية بالتعاون مع الشركاء المنظمين للمعرض يقوم خلالها المنظمون بالتواصل مع الشباب في المنتديات والمدارس لتعريفهم بالجالية اليمنية. كما ستتطرق هذه الفعاليات لمناقشة الهوية وحق المواطنة والتعددية الثقافية التي تتميز بها بريطانيا. كما أكدت بأنه سيرافق المعرض مؤتمر أكاديمي سيعقد في جامعة نيوكاسل لمناقشة الهجرة ومسائل الهوية. وسوف يدعى إلى هذا المؤتمر متحدثون مختصون في هذا المجال لمحاولة الخروج بحلول للتحديات التي تواجه المهاجرين وأحقية المواطنة. وكانت مجلة "صوت اليمن"- الصادرة في بريطانيا والتي يرأسها الزميل عبد العالم الشميري- نقلت عن المخرجة "تينا غرافي" منظمة المعرض، قولها بأن حبها لليمن واليمنيين دفعها إلى تنظيم هذا المعرض لإنصاف الجالية اليمنية في بريطانيا التي أعطت الكثير لهذا البلد. كما أشارت إلى أن هناك سوء فهم لهذه الجالية التي صورها البعض وكأنها المسؤولة عن الركود الإقتصادي وأعمال الشغب التي صاحبت ذلك الركود الذي شهدته المملكة المتحدة في بداية القرن الماضي. وتمنت "غرافي" بأن تتاح لها الفرصة في إقامت المعرض في اليمن، وتعريف اليمنيين بتاريخ جاليتهم في بريطانيا والمعاناة التي عاشوها في سبيل توفير العيش الرضي لأبنائهم في الداخل.