بعد مسلسل تراجع شديد في خدمات شركة "يمن نت" الحكومية الاحتكارية للخدمة، خلال الأسابيع الماضية، شهدت خدمة الانترنت خلال الأسبوع الجاري إنهياراً شبه تام، بلغ ذروته اليوم الخميس بعد عجز ما يزيد عن 85% من المشتركين عن استخدام الانترنت. وفيما لازمت شركة "يمن نت" أسلوبها المعتاد في النفي أو إختلاق الذرائع، أو إلقاء المسئوليات على المشترك ، سادت مقاهي الانترنت، ومختلف الأوساط الاجتماعية موجة استياء عارم من تراجع الخدمة إلى الدرجة التي استحال اليوم الخميس على المشتركين فتح أي بريد الكتروني أو تصفح أي موقع إخباري إلاّ بعناء كبير جداً. من جهتهم، مراسلو "نبأ نيوز" في عدن وشبوة والضالع وتعز، ما زالوا يعجزون منذ اسبوعين عن إرسال صور معظم الاحداث التي يقومون بتغطيتها ولو بحجم لا يتجاوز (400×600)، فيما تعذر على مندوبها الى المكلا لتغطية فعاليات مؤتمر الاستثمار في حضرموت أمس الربعاء إرسال حتى التقرير الإخباري على ملف (word) نظراً لانهيار خدمة الانترنت وتدني سرعتها إلى الحضيض ، الأمر الذي اضطره الى مغادرة حضرموت والعودة صنعاء في نفس اليوم.. في نفس الوقت الذي ابدى مستثمرون ومراسلو وكالات عربية وأجنبية رافقوا الوفود الاستثماترية استيائهم البالغ للأسباب ذاتها. وبحسب اتصالات أجرتها "نبأ نيوز" مع عدد من مشتركي "يمن نت" فإن الأراء تجمع على أتهام إدارة شركة "يمن نت" بالفساد والعبث بالمشتركين وتعمد تخفيض السرعة بغية ضمان استخدام المشترك للانترنت لأطول فترة ممكنة، مشيرين إلى أن تراجع السرعة بدأ في أعقاب توجيها الأخ الرئيس علي عبد الله صالح لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بتخفيض تكلفة الخدمة بمقدار 30%، في إطار توجهات سيادته لتشجيع استخدام تقنية المعلومات. وبينوا: أن الشركة قرأت الموضوع من باب الربح والخسارة، وسعت للالتفاف على التوجيهات الرئاسية بتخفيض سرعة الخدمة ودفع المشترك الى مضاعفة ساعات جلوسه أمام الانترنت، مؤكدين أن العمل الذي كانوا ينجزونه في ساعة لا يمكن الان انجازه بأقل من أربع ساعات أو أكثر نظراً لبطيء السرعة، وتقطع الاتصال بالشبكة لمرات عديدة خلال الساعة الواحدة. وأشار مشتركو يمن نت إلى أنهم وبعد التكاليف الباهضة التي باتوا يتحملونها اضطروا الى تقليل اعتمادهم على الانترنت، والتحول الى الفضائيات لمتابعة الاخبار والاستعانة برسائل الموبايل بدلا من "الشات"، وفتح البريد الالكتروني مرة واحدة في اليوم بعد أن كانوا يفتحونه لعشرات المرات يومياً. مصادر في شركات حكومية واهلية قالت ل"نبأ نيوز" أن بعض أعمالها تعطلت بسبب انهيار خدمة شركة "يمن نت" وعجزها عن المراسلة وتبادل بعض الملفات الثقيلة، وأبدت استغراباً من اللا مبالاة التي تتعامل بها "يمن نت" مع المشكلة، وعدم مراعاتها لتأثير ذلك على سمعتها ووارداتها. ونوهت الى أن بقاء الاحتكار بيد يمن نت يحول القطاع الحكومي الى مجرد شركات ختاسرة لا اكثر ولا اقل.