• أخوة يكاد يكون شابا... قارب على مرحلة النضوج، تجاوز السادسة عشر الا قليل! يصرخ بعنف! وهو يشدها من شعرها! "قلت لك أكثر من مرة لا تجلسين على الباب هكذا...! المارين كلهم الأن يعرفونك من كثرة جلستك على الباب"! ويأتيه الجواب بدفعه بعيداً عنها بقوة ابنة "الخامسة عشر" حتى يسقط أرضاً ! لينهض دافعاً اياها بكل قوته نحو صنبور المياة في الحديقة! ويسقطان هناك، يتشابكان! وينكسر الصنبور.! فيصمتان! وتنتهى المعركة.. بصدره، ينزف دماً من أظافرها الشرسة، ونصف شعرها، وقع في حوشهم من يده الطائشة! بعد ساعات من الموقف... وعلى صرير الليل الطويل، يدار هناك همس! نفس الصوت، لكنه منخفض، ونقراً خفيفاً على الغرفة المجاورة لغرفته ! "هيه أنتِ .. الم تنامي بعد !!؟" وبصوتٍ متوجس، ايضاً منخفض "لا .. ماذا عندك ؟" "تعالي أسمعك الشعر الذي كتبته اليوم"! ليغرق "الحب"..... فيهما "حباً"! • عصفورة الشوق بكاء ، وعويل طفلة عنيدة ... مشاكسة، مليئة بكل ما هو للأطفال من أحلام صغيرة ، وكبيرة...! "مش أنا ، مش أنا!" "قالت لي العصفورة أنه أنتِ، سرقتِ من الكعك، ثم اعدتيها مكانها!"
• فقير الدم !!! صوت يصرخ- يكاد يكون ضاحكاً : "ماذا فعلتِ بأخيك يا قاسية" صوت منخفض ، وخائف تنظر بإتجاه أمها التى مسكت لها العصا / وحيناً بإتجاه اخيها الممسك بكأس الماء الذي أختلط به قليل من الدماء التى نزفت من أنفه، بعد علقة ساخنة دارت بينه وبين أخته! "مش أنا ، مش أنا!" تنهرها الأم! "بلى أنتِ لقد قالت لي العصفورة، أنك ضربتِ آخاك حتى خرج من أنفه دم!" يصرخ ببراءة وهو يشير نحو " دمه المسكوب" في الكأس ! " أنظري يا أمي ... وتقول أنني فقير دم!" نظرة من عيني الأم، وآخرى من الأب الممتلىء ضحكاً في أخر الغرفة .... ليبقى الحب "عنوان" تلك "المعركة "! • شاعر...! "هيه أنتم أنهضوا، لقد خرجت أمي من البيت" "انا اتضور جوعاً!! من سيجلب لنا الفطور الأن!؟" " دعيني ، سأخرج إلى المطبخ لعل امي تركت هناك شيء ، قبل ان تخرج " مراهق في مقتبل سنوات حياته، تجاوز الخامسة عشر، وربما أكثر خط "شاربه" اولى شعيراته ، وأربع فتيات، في غرفة ضيقة، هروباً من مدارسهم ، وهروباً من عيون أبائهم كانت غرفة " الشاعر" ملجاً لهم ، وتجاوز " الشاعر" أيضاً فغاب عن مدرسته! وحديث الأصدقاء " الكبار"... تماماً " كالكبار" أفكار ، وسياسة ، وموسيقى ، وأشعار، وحديث طفولة لاينتهى! **** " أخي هل مازلت تكتب الشعر!؟" " اي شعر يا أبنتي ! خلاص أنتهت أيام الشعر وأنتهت سنواته" " هل ترى فلانه!، أو هل سمعت عن صديقتنا " فلانه "!! " من؟ أيهم ! لم أعد اتذكر" يحك شعر رأسه الذي تخللته شعيرات بيضاء... وأعوامه " الأربعون " بدأت جلية في تجاعيد صغيرة ظهرت تحت عينية! تقفز أبنته الصغرى إلى حضنه ، فيداعبها ، ثم ينظر بإتجاهي مشيراً إلى طفلتيه " هذا هو ... شعري اليوم !"