دعوات الحوار التي تتردد هنا وهناك على مستوى الساحة السياسية في الوطن تبشر بخير، وبطرح عقلاني وحكيم، (ولكن)، وهنا نقف بكل مسؤلية وطنية ونسال انفسنا: هل هذه الدعوات صادقة وتصب بالفعل نحو مصلحة الوطن من منظور واسع وليس من منظور حزبي ضيق!؟ وهنا بيت القصيد من هذة الدعوات. ولن اخوض كثيراً، فاحزاب اللقاء المشترك للاسف الشديد جعلت من دعوات الحوار التي تطلقها بين الحين والاخر وسيلة للابتزاز السياسي الرخيص الذي لا ينم عن اي شعور بالمسؤلية الوطنية الملقاة على كاهل كافة الاحزاب السياسية على الساحة الوطنية، والدليل على ذلك- من وجهة نظري- هو توقيت دعوات هذا الحوار! فكلما مر الوطن بازمة عابرة تسارع بالقول ان ابواب الحوار مقفولة، وان شروط هذا الحوار غير متوفرة، لانها هنا- للاسف- تتوهم ان السلطة في موقع ضعف في مواجهة هذة الازمة، وبالتالي تمارس سياسة صرف النظر (والتفرجة) عن بعد الى ان تنقض في الوقت المناسب لتحقق مآربها السياسية الغامظة، وغير المعلنة- بل وغير الوطنية!! فما شهدة الوطن مؤخرا من احداث يدعم ما ذهبت إليه، وارجو ان اكون مخطئاً، فهذة الاحزاب عندما ادركت ان التمرد الحوثي قاب قوسين من الحسم العسكري سارعت كعادتها باطلاق نفس دعواتها السابقة وبنفس الشروط! يا أيها الاحزاب ألم يحن الوقت للتعامل مع هذا الوطن العظيم، الذي نؤمن انه يتسع للجميع، بصدق وبمسؤولية وطنية!؟ ألم نتعض من الاحداث التي تجري من حولنا؟ متى سندرك ان وعي هذا الشعب العظيم قد وصل- والحمد لله- الى مرحلة يستطيع فيها التفريق بين الغث والسمين، والحق والباطل، والصدق والكذب اوالخداع!؟ الوطن يمر بمرحلة تسدعي الوقوف صفا واحدا في وجة كل من يحاول المس بأمنه واستقراه ووحدته، فهل نحن جادون؟؟ فان كنا كذلك فتعالوا الى حوار يجعل من قضايا الوطن الاساسية هي محور ارتكاز الجميع، وهذه القضايا تتمثل في البناء المؤسسي للدولة، وتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة ودعوات التمزيق والهدم، التي نسمعها من بعض الشواذ، والابتعاد عن الدعوات المناطقية التي يريد البعض ان يجعلها قضايا خاصة بعيدا عن قضايا الوطن الاكبر وطن 22 من مايو المجيد.