قال الطبيب ياسين عبد العليم القباطي- امين عام الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام- إن مكتب الصحة بتعز لن يكون قادرا على إغلاق عيادات المشعوذين المنتشرة في مدينة تعز، كونه منح تراخيص لها بمبالغ مالية كبيرة ولكونه يفتقد لشروط الثقافة الصحية التي تؤهله لاتخاذ القرار. وقال القباطي الذي يشغل أيضا منصب نقيب أطباء تعز، في لقاء خاص مع "نبأ نيوز" حول ظاهرة انتشار المشعوذين بتعز: إن المشكلة في التراخيص الطبية التي يمنحها مكتب صحة تعز لكل من هب ودب حيث تعطي تراخيص للمشعوذين، كما تعطي للدكاكين، فالمجلس الطبي الأعلى غائب، والرقابة الطبية غير مفعلة, مطالبا بضرورة أن يكون للطبيب اليمني ساعة طبية تثقيفية سنوية, معتبرا ان وضع الطبيب في اليمن أصبح ممتهنا ومذلا جدا على حد وصفه. وفيما يتعلق بإعلان الزنداني اكتشافا لعلاج الايدز قال القباطي: ان ذالك تقرره منظمة الصحة العالمية متسائلا في الوقت نفسه: هل اتبع الزنداني منهجية البحث العلمي التي تعتمد على إجراء التجارب العلمية على الحيوانات أولا؟ وإذا كان قد اكتشف علاجا للايدز لماذا لم يقدمه للعالم وجعله حبيس صنعاء فقط ؟ وشن القباطي- الذي حصل على مئات الجوائز العالمية في الطب واشتهر في تجربته مع مرض الجذام في اليمن والعالم- هجوما على المشعوذين وأدعياء الطب، واصفا إياهم بالكذابين. وقال: ليس كل من يقرا القرآن هو معالج بالقران، والله لم يخصص أناس لعلاج اناس آخرين، فالمريض بالسرطان قد يشعر عند المشعوذ انه ارتاح نفسيا لكنه قد يكتشف بعد فترة أن السرطان قاتله بسبب إن التشخيص كان خاطئا. وفيما يخص وضع مرض الجذام في اليمن كشف القباطي ان الوضع مستقر فيما لا يزال عدد الحالات المكتشفة تتراوح بين 400 إلى 500 حالة سنويا , منوها انه كلما زادت الحالات المكتشفة زاد المرض ذلك ان النشاط يزيد بزيادة الاكتشاف, مؤكدا ان عدد العيادات العاملة في حقل الجذام بلغت 64 عيادة منتشرة على مستوى محافظات الجمهورية إضافة إلى 6 سيارات لاندكروزر تتنقل في ربوع اليمن . وفي الشأن النقابي، كشف القباطي: إن مدير مكتب صحة تعز ورئيس فرع المؤتمر رفضا ان يكون نقيب أطباء تعز من خارج المؤتمر، وقال: لقد اجتمعنا حسب القانون واتفقنا ووقعنا على أساس انتخاب الهيئة الإدارية المكونة من سبعة أعضاء ثم تقوم هذه الهيئة بعد ذالك باختيار نقيب الأطباء ولكن الأخوة في المؤتمر رفضوا ولم يوافقوا على الاجتماع واختيار النقيب. وأكد القباطي ان الوضع النقابي في تعز منقسم على نفسه مستدلا بعدد النقابات التي بلغت 15 نقابة حيث لكل قسم نقابتين، مشيرا إلى ان الجهات المعنية تتعامل مع النقابيين على أساس حزبي فهي ترفض التعامل مع أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة أطباء تعز الذين ينتمون للمشترك وتتعامل فقط مع الثلاثة الآخرين الذين ينتمون للمؤتمر. وحمل القباطي مسئولية سرقة وفشل العمل النقابي على ما وصفها بالسلطة الغير واعية التي قال أنها تريد ان تكسب الناس بالعنف وليس بالحب والتآخي، منوها الى ان الخروج من المأزق النقابي بتعز يكمن في استجابة السلطة لمطالب الناس جميعا وليس فقط للمتزلفين منها والمقربين. يشار الى ان الطبيب القباطي اصدر كتابا جديدا تحت عنوان (رد الاعتبار) يناقش وضع الجذام في اليمن والعالم كأول كتاب يناقش هذا المرض ويوثق لمراحل تاريخية مختلفة، وهو نتاج جهد بحثي قام به الباحث خلال أربع سنوات تنقل فيها بين دول عدة منها مصر والسودان واندونيسيا وليبيا والمغرب وسوريا اضافة الى اليمن.