أجج حادث مقتل علي عاطف مدير مكتب أمين عام الحزب الحاكم عبد القادر باجمال تداعيات خطيرة جداً خلال الساعات الماضية من يوم السبت، تنبيء بتصعيد غير مسبوق للأحداث. ففي الوقت الذي حشدت يافع قبائلها في لحج وأبين مطالبة بدم عاطف وانبرى خطاب إعلامي مناطقي يؤل كل شيء إلى "شمالي وجنوبي"، فإن الشيخ مقبل القطيش- شيخ العصيمات من حاشد- أصدر بياناً يطالب فيه أيضاً بدم ابنه "محمود" الذي قتل في نفس الحادث، ثم لتزداد تعقيداً بعد اتهام حزب الإصلاح للمؤتمر ب"تسييس" القضية إثر إشارته في بيان النعي إلى أن "عاطف" توفى بعد تعرضه لنيران مرافقين لقيادي في الإصلاح"، فيما عقدت الأمانة العامة للمؤتمر اجتماعاً طارئاً تبحث فيه تداعيات الحادث. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" فإن إجتماعاً دعا إليه أمس الشيخ عبد الرب النقيب، شيخ مشائخ الموسطة- أسفر عن توجيه الدعوة لأبناء يافع المتواجدين بصنعاء- بمختلف فئاتهم ومراكزهم- بمغادرة العاصمة برفقة جثمان الفقيد علي عاطف، وأعلنوا تعليق العمل بالمجالس المحلية في جميع مديريات يافع، وأمهلوا الطرف الآخر ثلاثة أيام للإيفاء بالحقوق الشرعية.. وفي الوقت الذي خرج مئات المسلحين من قبائل يافع في تظاهرة قرب مقر الاجتماع، فإن عدداً من المنابر الإعلامية الالكترونية شمرت عن سواعدها لتأجيج نيران الفتنة وتصنيف الرصاص إلى (شمالي/ جنوبي)، في أسوء استثمار في تاريخ الصحافة. من جانبه الشيخ مقبل بن زايد القطيش- شيخ العصيمات من حاشد- هو الآخر أعلن استنفاره مطالباً وزير الداخلية والنائب العام بإلقاء القبض على قتلة ولده "محمود" الذي توفي يوم السبت الموافق 5/7/2008م جراء إصابته بثلاث رصاصات قاتلة في رأسه وأجزاء متفرقة من جسمه. وقال الشيخ مقبل القطيش- في بلاغ صحافي تلقته "نبأ نيوز": "أن قاتل ولده هو ابن علي عاطف الذي قام مع مجموعة مسلحة من مرافقي والده بالتعرض له وإطلاق النار عليه دون سابقة أو ما يستدعي ذلك، بينما كان يمر هو وأحد زملائه من أمام المنزل وهو أعزل من السلاح، قاصدا التوجه إلى مقر عمله، ففاجأه ابن علي عاطف ومن معه باعتراض طريقهما وافتعال مشكلة معهما وإطلاق وابل من الرصاص عليه أصابته في رأسه وأجزاء من جسده وظل ينزف في مكان الجريمة دون إسعافه وإصابة زميله "نصيب بن علي غالب العمودي" بجراح". واستغرب الشيخ القطيش إهمال وتقاعس الداخلية والنيابة العامة وعدم إلقاء القبض على القتلة حتى الآن بينما سارعت الداخلية بالقبض على زملائه الذين وصلوا لمكان الحادث وتعرضوا لإطلاق النار من قبل مجموعة من المسلحين الذين توافدوا على منزل علي عاطف. ودعا الشيخ القطيش الجهات المعنية إلى "سرعة تطبيق النظام والقانون بعيدا عن تسييس القضية أو تصفية حسابات شخصية وحذر من النتائج التي تترتب على استخدام الدماء البريئة في مناكفات سياسية"، مؤكدا أن ولده لا توجد له عداوات أو خلافات مع القاتل وعصابته- على حد تعبيره- ولا حتى سابق معرفة، وفوجئ وهو يمضي في طريقه بالاعتداء الغاشم عليه والذي أودى بحياته. واعتبر أن أي محاولة لإضفاء بعد سياسي على هذه القضية هي محاولة لتمييع قضيته، وضياع دم ابنه البريء "وهو ما لن نسمح به أبداً"، محملاً الجهات الرسمية في الدولة القيام بواجبها لحماية المواطن وأمنه وإظهار الحقيقة وسرعة القبض على الجناة. وعلمت "نبأ نيوز" من مصادرها قيام عدد من أبناء يافع بمهاجمة شبكات اتصالات شركة "سبأ فون" الواقعة في مناطقهم، وتخريبها، كونها تابعة للشيخ حميد الأحمر الذي كان بعض مرافقيه طرفاً في المشكلة. هذا ويدور قلق في أوساط مختلفة من استغلالها مناطقياً من قبل التيارات التي داومت منذ فترة على اللعب على حبال الفتن المناطقية "الانفصالية" والتي ظهرت بوادرها في الساعات الأولى للحادث عبر الكتابات التي روجت لها بعض المواقع الالكترونية.