أعلنت منظمة (الأحرار السود) اليوم الأربعاء انسحابها بكل قواعدها من الحزب الاشتراكي اليمني، وانضمامها للمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم)، في ظل استياء مما وصفوه ب"الادارة العبثية والسيئة للحزب الاشتراكي". وتوجه صباح اليوم عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني محمد علي القيرعي، رئيس منظمة "الأحرار السود" الخاصة بالفئات المهمشة، إلى اللجنة الدائمة للمؤتمر مع عدد من أعضاء المنظمة، وعقدوا لقاءً مع الأستاذ صادق أمين أبو راس– الأمين العام المساعد للشئون التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام- حضرته "نبأ نيوز"- وقدموا طلباً رسمياً مختوماً، يؤكد انسحابهم من الحزب الاشتراكي، ورغبتهم في الانضمام لعضوية المؤتمر الشعبي العام، وأوردوا عدداً من الأسباب لذلك. من جانبه رحب الأستاذ صادق أمين أبو راس بانضمام منظمة "الأحرار السود" ممثلة برئيسها والأعضاء المرافقين له، مؤكداً أن المؤتمر الشعبي العام ومنذ تأسيسه في أغسطس 1982م مثل مظلة لكافة القوى السياسية الوطنية، وأبناء الشعب اليمني بمختلف فئاتهم، لكونه "حزب الشعب"، ويعمل من أجل خدمة الشعب والوطن بعيداً عن أي أجندة سياسية لا تصب مخرجاتها في الصالح اليمني العام- سواء كان ذلك على الصعيد التنموي العام، أو السياسي، أو الديمقراطي. وأشار إلى أن التنوع القائم داخل المؤتمر يمثل تميزاً، كونه يترجم واقع الساحة الجماهيرية، والحياة العصرية التي لا يمكن أن تستقيم بغير التعدد والتنوع والتوافق والحوار والشفافية. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز"، أوضح محمد القيرعي: أن سبب انضمامه ومنظمته للمؤتمر يعود لأسباب عديدة، قائلاً: "أننا قد وصلنا إلى مرحلة معينة من استخلاص مراحل نضال- الأحرار السود- حول أسباب الخصومة السياسية مع أي طرف سياسي وليس الحزب الحاكم وحسب. فالقضية قضية اجتماعية أخلاقية موروثة وفق ظروف تاريخية معينة، وبالتالي كان قرارنا هو الانتقال من موقع الخصومة السياسية مع موقع القرار السياسي إلى موقع التطبيع الكلي للعلاقات والعمل المشترك في سبيل تحقيق علاقات إنسانية سليمة". وحول أسباب تخليه عن الحزب الاشراكي، قال القيرعي: إن هناك جملة من الخلافات التي أعاقت في السنوات الأخيرة مجمل النشاط الحزبي، ولكن أحب أن أوضح أولاً أن التحول ليس لتسجيل موقف على الحزب لأن الحزب الاشتراكي حزب وطني ويمتلك حضور، وأنا عضو فيه منذ 28 سنة، ولكن الخلاف حول الإدارة العبثية والسيئة للحزب". وأضاف: "فالحزب فيه فئات تعمل على اختزال كل الميراث النضالي للحزب وتحويله من حزب وطني يمتلك حضوره في العملية الثورية إلى حزب رخموي يمثل مجموعة من القوة البيروقراطية ومن يعملون على تكريس النزعات السياسية داخل الحزب". حضر اللقاء كلا من نعمان قائد رئيس اتحاد الفئات الشد فقراً (المهمشين)، والمحامي رشاد الخضر مستشار الاتحاد، إلى جانب مراسل "نبأ نيوز" الذي رافق منظمة "الأحرار السود" إلى اللجنة الدائمة للمؤتمر. جدير بالذكر أن الفئات المهمشة، المعروفة محلياً باسم "الأخدام" تمثل شريحة كبير من التكوين الاجتماعي اليمني وتقدر اعدادها بنحو ثلاثة ملايين نسمة، وتمثلها منظمتين فقط هما الاتحاد الوطني للفئات الاشد فقراً ومنظمة الاحرار السود.