الصبر مفتاح الفرج.. لكل مجتهد نصيب.. ومن سار على الدرب وصل.. وما ضاع حق وراءه مطالب.. ومن جد وجد.. ومن طلب العلا سهر الليالي ، وغيرها .. شعارات جوفاء ومثاليات زائفة لا ينبغي الإيمان بها بحال من الأحوال، أو اعتقادها لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا وجود لها حتى في أذهان من يرددونها، وما ترديدها إلا نوع من الهروب من الواقع المؤسف، وتعبير عن اليأس والإحباط اللذين وصلت إليهما النفس، وتبرير استمرار الحياة إلى الغد الذي لن يختلف كثيرا عن اليوم، بل ربما يحمل المزيد من الألم والإحباط واليأس، كما أنها تعبير عن العجز وعدم القدرة على الحركة والفعل الذي يحقق لصاحبه الوصول إلى أبسط حقوقه، إضافة إلى ذلك فهذه المثاليات والشعارات تثير الشك والتساؤل حول فحواها ومطلقيها.. فما الذي ترمي إليه هذه الأوهام يا ترى؟ ومن تكفل بإطلاقها ؟ لا شك أن الجواب عن الشق الأول من السؤال لا يحتاج إلى تجشم عناء التأمل والبحث لأن وضعها يرمي إلى إبقاء الفرد في مكانه من دون حركة أو قل: تشرع العجز كحالة أصل، بينما العجز هو الاستثناء، ومن ثم يظل الفرد منتظرا الخلاص من واقعه أو تخليصه منه بالاستناد إلى قوة الخلاص الكامنة وراء مثل تلك الشعارات كونها تضع شيئا من الأفيون في النفس لحظة اليأس والإحباط. أما الشق الثاني من السؤال أعلاه فإن الإجابة عنه تأتي من معرفة الهدف من وراء إطلاق مثل تلك الأباطيل وصاحب المصلحة العليا في ذلك، ومن هنا نجد أن واضعيها إما طبقة الأغنياء وسبب ذلك تجنب حقد الفقراء المطحونين وثورتهم عليهم بحجة البحث عن العدالة المفقودة، والمساواة المعدومة، وتوزيع الثروة العادل.. وإما أن واضعيها هم طبقة الفقراء لتبرير واقعهم وعجزهم عن التغيير والفعل وبقائهم في مكانهم، وإقناع أجيالهم القادمة كي يستمروا في الحياة على أمل أن يجد المجتهد نصيبه أو الصابر ثمرة صبره، أو البحث عن حقه حق.. الأمل الذي لن يأتي. إن التمسك بترديد هذه الشعارات ظلم عظيم يجب التخلص منه بالكفر به وحجبه وعدم اعتقاده مطلقا.. فليس لكل مجتهد نصيب ولا هم يحزنون ... أليس كذلك؟!. [email protected]