اضطررت للقبول بأنصاف الحلول.. والانتقال إلى صنعاء وتركت بيتي وطفلي الصغير عند أختي- حل لابد منه حتى أثبت ذاتي.. لم يعد أمامي أي خيار، ورضخت للأمر حتى أثبت أقدامي في "اليمنية"، وبعدها أنشد الاستقرار وينتقل ولدي عندي.. عدم الاستقرار زرع في نفسي القلق الدائم والتفكير الدائم؛ وبالمقابل زرع في نفسي الإصرار على النجاح والتحدي لنفسي وللآخرين.. كل هذا جعلني أدرك أنه لا معنى للحياة بدون كفاح وإرادة وصبر، وأصبحت أسعى للنجاح لا أنتظر أن يأتيني على طبق من فضة.. عملنا هذا يحتاج إلى حصافة وذكاء فطري مع أننا نتلقى الدورات في كيفية التعامل مع الجمهور مع أن هذا قد يحتاج إلى دورات والى دراسة ومعرفة سيكولوجية للشخصية التي أمامك، وأيضا يحتاج إلى ذكاء فطري وموهبة ذاتية وقدرات عالية إضافة إلى التربية المهذبة التي ينشأ عليها المرء وكيفية الحديث والمرونة في التعامل- وأنا بطبيعتي هادئة جداً، وحساسة، ولكنني أغضب أحيانا من بعض السلوكيات التي لا تعجبني، وأعود سريعا إلى هدوئي، مدربة نفسي على السكينة والتصرف بعقل وحكمة.. طبيعتي هادئة، رائقة- مثلما يقولون- مع إنني أرى العكس، ولكن وحتى عندما أثور لا أحداً يسمع صوتي، ولا يرى ثورتي إلا أنا وكأنني تجاوزت كل الخطوط الحمراء.. وأشعر بالخجل من نفسي مع أنه لم يسمعني احد- كما أسلفت- أو لم ينتبه أحد! تحديت نفسي وقبلت السكن عند بيت خالي مع إنني لا أحب الضجيج وأعشق الهدوء، وذلك مؤقتا حتى أبحث عن سكن عقلي مستمر في التفكير، ولا يهدأ أبدا وأنا أسعى بكل جهدي وهدوئي وسكينتي إلى الوصول إلى المستحيل وملامسة النجوم وبهدوء وسكينة. ليس دائما القوة توصلنا إلى مبتغانا.. نعم، ليس دائما هاجسي الوحيد هو الحصول على الماجستير في العلوم السياسية، وقد حصلت على مقعد.. أشعر أحيانا بالفرح الممزوج بالدموع عندما أصل إلى هدف من أهدافي، وأحقق بعض أحلامي، وأتذكر إن طفلي ليس بقربي، ولكن عندما أتذكر أنة يدرس في المدرسة النموذجية يخفف علي وطأة الإحساس بالحزن. أما الإحباط فلا أريده أن يطرق بابي مهما تكن الأسباب، ومهما تكن الظروف، ولن أكون فريسة اليأس والإحباط مطلقا بل سأتجاوز كل هذا بإيماني وقدرتي على العمل والنجاح، وأتمنى من الله الرضا والتواضع وأن يجعل الدعاء رفيقي الدائم!! عندما يقف الإنسان كثيرا حتى يسأل ماذا يريد من الحياة، ولا يجد الإجابة هنا تكون الطامة لأنه- للأسف- لا يعرف ماذا يريد من الحياة! بمعنى لا يوجد هدف واضح يسعى إليه.. فهناك من يدرس غير التخصص الذي يرغب فيه ويعمل في العمل الذي لا يناسب كفائتة لأنة لا يعرف ماذا يريد ولا توجد خطط في رأسه، ولكن يترك ذلك للصدفة هي التي توجهه. البعض ينجح في ذلك والبعض يخفق لأنة لم يحدد ماذا يريد وما هو طموحة! ليس عيب أن نفشل وأن نخفق من المحاولة الأولى، بل نكرر المحاولة تلو المحاولة، مؤمنين بأن لكل مجتهد نصيب.. أما أنا فأنني مؤمنة بأن الله لا يضيع جهدنا سدى، وسنرى ثمرة جهودنا قريبا إن شاء الله باب الأمل والتفاؤل لا يطرقه إلا العبد المؤمن بقدرة الله تعالى، ونحن جميعا عباد الله.. ومن يسعى إلى الأمام مخلفا وراءه اليأس والفشل لابد أن يصل، أما الذي يقف أمام الماضي لن يدركه الحاضر، ولن يشعر بحلاوة المستقبل..!!