أكدت مصادر "نبأ نيوز" في العاصمة الروسية موسكو تفاقم الاستياء في أوساط الجالية اليمنية في روسيا من الأوضاع التي آلت إليها سفارة بلادهم بموسكو، وسوء تعامل العاملين فيها- سواء مع الطلاب أو المغتربين أو الضيوف الوافدين للعلاج أو العمل، وازدياد حدة التوتر لدى قسم كبير من أبناء الجالية. "نبأ نيوز" قامت بجولة استطلاعية للتحقق مما يرد الموقع من شكاوى بصورة مستمرة، فكانت الصدمة الأولى عند بوابة السفارة التي يفترض تمثيلها واجهة الجمهورية اليمنية، وإذا بها قد تحولت إلى "مكب" للنفايات، حيث تحيط بها القمامة من كل صوب، فيما برميل القمامة يمتليء بالقاذورات بشكل مخزي (وكما هو واضح في الصور)، وقد اختارت له السفارة موضعاً مقابلاً للوحة الخارجية التي تضم صوراً دعائية عن اليمن.. أما الصور التعريفية التي ضمتها اللوحة، فقد آل وضعها إلى حال مزري، ومعظمها مقطعة، وقد تبدلت ألوانها من طول زمن عرضها كما لو أنها من تراث الأجداد، ولا وجود لأي كلمات باللغة الروسية، في الوقت الذي يؤكد أبناء الجالية أنه كان يجري تغيير الصور المعروضة من فترة لأخرى، بجانب نشر ملصقات تعريفية باللغة الروسية. طلاب إلتقتهم "نبأ نيوز" كانوا متوجهين إلى السفارة، قالوا: "أننا عندما ندخل السفارة نحس أننا لسنا في سفارة بلادنا، فلا أحد من العاملين في السفارة يرتاح لزيارة الطلاب، والكل ينهال علينا بالأسئلة: ماذا تريد؟ لماذا أتيت؟" وأكد هؤلاء الطلاب عدم تواجد الموظفين لإنجاز المعاملات، "إلا إذا با تتصل قبلها بيوم، وتحجز موعد لليوم الثاني- مثل العيادة- وعادة يقولون لك بأن السفير مش موجود، أو الختم معه، أو القنصل مريض لازم توقيعه، أو المسئول المالي مش موجود تعال بكره... الخ"، من غير اكتراث بأن هناك عدد كبير من المراجعين يأتون من مدن بعيده. وحول الكيفية التي يحلون بها الإشكاليات أو المشاكل التي تواجههم، أفادوا: "المشاكل التي يتعرض لها الطلاب والمقيمين لا تحل عن طريق السفارة، بل يحلها الطالب بنفسه أو عن طريق رجال الخير من اليمنيين المقيمين في روسيا"، ويؤكدون أنه "لم يسبق لدبلوماسي يمني أن ساهم بدولار واحد لحل أي مشكلة أو إقامة أي نشاط". أما فيما يتعلق بالملحقية الثقافية، يفيد الطلاب: أن "معاملة الطلاب من قبل الملحقية الثقافية تعامل غير لائق، ويتم تنزيل أسماء لبعض الطلاب بغير وجه حق، ولا توجد أي متابعة لمشاكل الطلاب عندما تتعلق بجهة داخل اليمن"، ويؤكدون أن المعنيين غالباً ما يعاملونهم "بالصراخ سب الطلاب"، و"عدم الرفع إلى الداخل بالمشاكل التي يعاني منها الطلاب". وحول موقف السفارة من أنشطة الجالية، أكد المتحدثون "عدم حضور الدبلوماسيين للأنشطة الطلابية التي تقام بالمناسبات والأعياد الوطنية.. وعدم المساهمة من قبل السفارة بدعم الأنشطة الطلابية، ولا حتى بفلس واحد". أحد رجال الأعمال المقيمين في موسكو، قال ل"نبأ نيوز" أنه يلخص المشكلة ب"عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل كل الدبلوماسيين والموظفين المحليين العاملين في السفارة، فكل واحد منهم مهتم بمصالحة الشخصية، وكيف يبني مستقبله، ولا أحد منهم تهمه هذه المشاكل كلها، وما يعانيه الطالب في الغربة". سألناه إن كان الطلاب يرفعون شكاوى لجهات رسمية أو يقومون بفعاليات احتجاجية، فقال: "الطلاب يكتفون بالسكوت، والخوف من س أو ص.."، قاطعناه متسائلين عمن يعني ب"س أو ص"، فأجاب: "أحياناً يتم تنزيل أسماء طلاب من كشوف المخصصات عقاباً لانتقادهم وضع ما.. والبعض يهددونهم ويخوفوهم.. وحتى السياسة تدخل بالموضوع، حيث هناك من يدعي أنه سوف تصبح عنده دولة ويتوعد من الآن كل من يقف في طريقه".. واختتم رجل الأعمال حديثه، قائلاً: "زمان كان يوجد في السفارة حارس، وجنايني، وكهربائي، و 5 سواقين، ولدى كل واحد منهم مرتب من الداخل، وهؤلاء تركوا العمل كلهم.. يا حبذا لو تسألون أين تذهب مرتباتهم الآن؟". الطلاب من جهتهم، وجهوا كلامهم لمعالي وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، قائلين: "نحن نخاف من تفاقم الأوضاع بين السفارة من جهة والطلاب والمقيمين من جهة أخرى، فهل انتم تعرفون يا معالي وزير الخارجية هذه المشاكل كلها؟ وهل تستطيعون حلها؟ أم ماذا تأملون؟". "نبأ نيوز" لا تضيف شيئاً على تساؤل الطلاب لأنها تعلم أن معالي الوزير يتصفح الموقع يومياً، وسيقرأ كل شيء، وسيرى الصور أيضاً، وربما سيتخذ إجراءاته بما تمليه مسئوليته الوطنية قبل الوظيفية!! إقرأ على نبأنيوز تقارير سابقة: إثر تمادي الانفصاليين بموسكو مطالبات بتغيير كادر السفارة فساد وتعبئة مناطقية وفضائح تحت مظلة البعثة الدبلوماسية بموسكو المغتربون في روسيا يتهمون قنصلية بلادهم بإثارة فتن انفصالية طلاب اليمن في روسيا يشكون للرئيس مضايقات أمنية سببها السفارة