تجري شركة ألمانية استثمارية متخصصة ترتيباتها واستعداداتها النهائية حالياً لإطلاق الأعمال الإنشائية خلال الربع الأخير من العام الجاري 2008 لبناء مزرعة لإنتاج الأسماك والأحياء البحرية في حضرموت جنوبي شرقي اليمن، هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط في إطار مشروعها الاستثماري مع مؤسسة الزبير اليمنية للتوكيلات التجارية برأسمال مشترك يبلغ 18 مليون دولار. وقال محمد الخباني مدير عام الشركة اليمنية المساهمة في المشروع، إن رئيس مجلس شركة إيكو مارس الألمانية، ناقش أمس الأول مع محمد صالح شملان وزير الثروة السمكية اليمني الترتيبات الخاصة بتنفيذ مشروع استزراع وتربية الأسماك بواسطة نظام المزارع المقفلة في حضرموت بتكلفة تبلغ 18 مليون دولار، مشيراً إلى أن الشركة الألمانية استكملت الإجراءات الخاصة بالتراخيص عبر الهيئة العامة للاستثمار، كما أنها تسلمت الأرض وستبدأ في تنفيذ مشروع خلال الربع الأخير من العام الجاري 2008 وهو مزرعة مغلقة مغطاة لزراعة ونمو الأسماك محمية من أشعة الشمس وتقلب الطقس، ستكون الأكبر على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط. ووقعت الشركة الألمانية في أواخر عام 2006 عقداً مع شركة الزبير اليمنية لتنفيذ هذا المشروع، وبموجب هذا العقد تسهم مؤسسة الزبير للتوكيلات التجارية اليمنية في رأسمال المشروع بنسبة 50 في المائة مناصفة مع الشركة الألمانية، ويقع المشروع في منطقة شحير الساحلية المطلة على بحر العرب في محافظة حضرموت. وأضاف مسؤول الشركة اليمنية المساهمة في المشروع أن المزرعة الجديدة ستتخصص في تربية الأسماك والأحياء البحرية في هواء ودرجة حرارة معينة، وبيئة مناسبة لا تتأثر بالعوامل الخارجية مهما تغير الجو. وأشار لوثر كليم المحاضر في جامعة دراشتات الألمانية، إلى أن من مميزات هذه المزارع تنمية كميات كبيرة من الأسماك في وقت قياسي جداً عكس نموها في البحر الذي تكون فيه الكميات حسب فصول السنة الأربعة. وقال إنه بإمكان اليمن أن ينتج ويصدر كميات كبيرة من هذه المزارع إلى أسواق أوروبا وآسيا بمواصفات ممتازة، صحية، وأكثر جودة عالمياً. وتسعى الحكومة اليمنية إلى جذب مثل هذه الاستثمارات المهمة لتنويع مصادر الدخل القومي واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا المجال، نظراً إلى امتلاك اليمن ثروات هائلة في المجال السمكي تضم أكثر من 400 نوع من الأحياء البحرية تتيح الفرصة لاصطياد ما يقارب نحو 400 ألف طن سنوياً منها، في حين أن ما يستغل من تلك الثروة حاليا يقارب 60 نوعاً بما نسبته 17 في المائة من إجمالي أنواع الأسماك والأحياء البحرية الموجودة في المياه اليمنية. وأوضح مسؤول في وزارة الثروة السمكية اليمنية، أن حكومة بلاده تعمل حاليا على تجهيز مشروع ترويجي هو الأول من نوعه لاستقطاب الرساميل المحلية والأجنبية إلى مشروع الاستزراع السمكي الذي يضم 25 موقعاً صالحاً للاستزراع على طول الشريط الساحلي لليمن.