في أحدث تطور سياسي يمني، شهدت الأيام القليلة الماضية نشاطاً سياسياً واسعاً لقيادات التيار الجنوبي (الانفصالي) في الخارج لتنسيق حراك تيارات الداخل "الجنوبية"، وتوحيدها في إطار مشترك أطلقوا عليه (هيئة النضال السلمي)، عوضاً عن المسمى الذي كان مقترحاً (هيئة تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية). وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن قيادات "جنوبية" في الخارج باشرت اتصالاتها وتنسيقاتها لتشكيل (هيئة النضال السلمي) في المحافظات الجنوبية الستة من كل من (جمعية المتقاعدين العسكريين، وجمعية العاطلين عن العمل، وملتقى التسامح والتصالح، وجمعية شهداء الثورة)، كأول "صيغة لتوحيد نشاط التيارات الجنوبية في الداخل"، وك"أسلوب تنظيمي ميداني لقيادة جماهير الحراك السياسي"، وتم الاتفاق على تشكيل فروع الهيئة في المحافظات أولاً، ثم التحضير "لإيجاد قيادة سياسية وميدانية موحدة". وبحسب مصادر وثيقة الصلة، فإن (هيئة النضال السلمي) وضعت في صدارة أهدافها مطالبة النظام بالإفراج عن المعتقلين، والاعتراف بالقضية الجنوبية، وقبول التفاوض العلني مع قيادات الجنوب.. كما أنها ستعلن مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة، والعمل "بشتى الوسائل" على منع أبناء الجنوب من المشاركة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز": أن محمد علي أحمد- أحد القيادات الانفصالية في لندن، والشهير بتجارة السلاح- كان وراء التنسيق والتمويل لاجتماع عقد يوم الأربعاء في مديرية "لودر" بمحافظة أبين، في نفس المنطقة التي ينتمي إليها، وضم قيادات جميع التيارات المذكورة آنفاً، في محاولة لتشكيل (هيئة النضال السلمي بمحافظة أبين). وأضافت المصادر: أن خلافات واسعة تأججت خلال الاجتماع على توزيع المراكز القيادية للهيئة، الأمر الذي أحال دون الاتفاق، وتم تأجيل الاجتماع إلى ما بعد عشرة أيام، وهي المهلة التي حددها محمد علي أحمد للتواصل بين قيادات التيارات والسعي للتوفيق بينها. إلاّ أنه وتفادياً لتسرب خبر فشل الاجتماع، وما يمكن أن يترتب عنه من استغلال من النظام، تم الاتفاق على توزيع البيان التأسيسي الذي كان معداً مسبقاً، دون الإشارة إلى رئاسة الهيئة وأعضائها. وعلى الصعيد نفسه، أسفر اجتماع التيارات الجنوبية يوم أمس الأول الأربعاء في محافظة لحج عن اتفاق، والإعلان عن تشكيل (هيئة النضال السلمي بمحافظة لحج)، والتي ضمت الأسماء التالية: • النائب ناصر الخبجي رئيساً (وهو سكرتير ثاني بمنظمة الحزب الاشتراكي بلحج) • فضل صالح مفتاح نائباً • عبد الحكيم درويس أميناً عاماً (وهو رئيس اتحاد القوى الشعبية) • قاسم الداعري مسئولاً للدائرة السياسية (كان مسئول الحراك السياسي بردفان) وفي الوقت الذي عقدت لحجوأبين اجتماعاتهما، فإن التحضيرات في محافظة الضالع تجري على قدم وساق، وهو ما أكده عبده المعطري ل"نبأ نيوز"، وقال أنهم يعملون على توحيد حراك التيارات المختلفة في إطار (هيئة تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية)- وهو المسمى الذي قررت قيادات الخارج يوم الأربعاء الماضي- تغييره إلى (هيئة النضال السلمي). وأكد المعطري أنهم سيختارون النائب البرلماني صلاح الشنفره رئيساً للهيئة، وهو ما فسره مقربون منه بأن المعطري يستبق الأحداث لسحب البساط من تحت أقدام شلال علي شايع، الذي تشهد علاقتهما حساسية كبيرة جداً. وتؤكد مصادر موثوقة في الضالع ل"نبأ نيوز" أن علي ناصر محمد– الرئيس الأسبق- يقف على رأس أعمال تنسيق عمل التيارات الجنوبية في الضالع، وقد أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة اتصالات واسعة مع قيادات جنوبية في الضالع، ويشرف حالياً على حملة جمع التبرعات المالية لدعم الحراك الجنوبي. هذا وستقوم "نبأ نيوز" بنشر معلومات مهمة جداً وردتها قبل قليل من نشر هذا التقرير، ويجري حالياً التحقق من مصداقيتها من مصادر أخرى في أوساط القوى الانفصالية في الخارج..