قال مصدر مسئول في سكرتارية منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا إن تراجع الأسعار بات أمرا مقلقا بالنسبة للمنتجين مشيرا إلى أن هناك اتصالات بين وزراء نفط المنظمة لمواجهة التدهور في الأسعار. ولم يستبعد المصدر- في تصريحه ل(كونا): أن تعقد المنظمة اجتماعا استثانيا خلال الشهر المقبل قبل الموعد المقرر للاجتماع العادي في 17 ديسمبر المقبل إذا ما دعت الحاجة لذلك. وربط المصدر ذاته التراجع الأخير بأسعار النفط بجملة من العوامل من أبرزها أزمة أسواق المال العالمية الراهنة وحدوث تباطؤ في الأداء الاقتصادي العالمي لاسيما في الولاياتالمتحدة التي تعتبر اكبر مستهلك للطاقة في العالم. وأوضح أن هذا التراجع في أسعار الخام ليس له علاقة بمعادلة العرض والطلب ملمحا في ذات الوقت الى إمكانية تقليص المعروض من النفط في الأسواق العالمية للحيلولة دون مزيد من التدهور في الأسعار. يذكر إن سعر سلة أوبك وصل أمس إلى معدل 80 دولارا للبرميل بعد أن كان قد تجاوز المائة الدولار الصيف الماضي. وكانت ليبيا قد دعت الدول المنتجة في أوبك وخارجها إلى خفض معدلات إنتاجها مؤكدة انه إذا استمر تراجع أسعار النفط فان المنظمة ستلجأ إلى الى خيار خفض الإنتاج. ونقل عن وزير النفط الليبي شكري غانم الذي يرأس شركة النفط الليبية قوله ان تراجع الأسعار بدا يسبب خسائر كبيرة للمنتجين حيث يتوقع ان لا تغطي العائدات المالية المتأتية من مبيعات النفط تكاليف الإنتاج التي ارتفعت مؤخرا بشكل كبير. ولم يستبعد المسئول الليبي عقد اجتماع طارئ لوزراء نفط الأوبك قبل الاجتماع السنوي في 19 ديسمبر لبحث تراجع أسعار الخام في السوق العالمية فيما حذر وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل من استمرار التراجع في أسعار الخام لافتا إلى ان ذلك من شانه ان يؤثر على اقتصاديات دول الأوبك. وكان وزراء منظمة الأوبك قد اتفقوا الشهر الماضي على قرار يقضي بتجميد العمل بسقف الإنتاج الرسمي المعمول به حاليا وتخفيض الزيادة في الإنتاج الإضافي بمعدل 520 الف برميل في اليوم والعودة إلى سقف الإنتاج الذي حددته المنظمة في مؤتمرها الوزاري المنعقد في سبتمبر العام الماضي والذي يقدر ب 8ر28 برميل في اليوم مع استثناء العراق الذي لا يخضع بعد لنظام الحصص الإنتاجية واندونيسيا التي أعلنت عن تجميد عضويتها.