من المعروف كل أزمة تختلف عن الأخرى وتتعدد أنواعها وتتنوع حسب المواقف والأحداث التي تنشأ بسببها الأزمة، ولقد أصبح مصطلح الأزمة من المصطلحات الشائعة في حياتنا المعاصرة، الأزمة الاقتصادية، الأزمة الزراعية، الأزمة الفلسطينية، حيث صرنا اليوم تفشي أزمة مياه، كهرباء، ...الخ. ** تعريف الأزمة لا يوجد تعريف واحد للأزمة بل هناك تعاريف متعددة وقد حدد قاموس Webster. ** معنى الأزمة كما يلي: هي فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم هجمة مبرحة من الألم كرب أو خلل وظيفي. وعرف (الأزمة) بمعنى الشدة والقحط من ص19 طبعة 2003م. لقد ازدادت باطراد احتمالات التعامل مع الأزمة خلال السنوات الأخيرة مما جعل تعاملنا مع الأزمة يغدو ضرورة لابد منها والعالم اليوم أصبحت الأزمة محوراً أساسيا. كما عرف هنري كسينجر الأزمة حيث عبر عنها تعبيراً دقيقاً وموفقاً، قال:لا يمكن أن تكون هناك أزمة في الأسبوع المقبل أن جدول عملي حافل بالفعل، وقد عرف ريتشار نيكسن (رئيس الولاياتالمتحدة) الأزمات بأن الحياة أزمة تلو أخرى، كما يعرف أيضاً الأزمة بأنها حادث طارئ أو كارثة مفاجئة قد تتسبب بخسائر فادحة بالأموال أو الأرواح أو كليهما، ويجب معالجتها بالصورة الصحيحة والسرعة المطلوبة. كما أن علم إدارة الأزمات يزود الأفراد أكان في الحكومات والمؤسسات أو الشركات بالمعرفة والمهارات اللازمة لتجنب وقوعها وذلك للتقليل من آثارها ونتائجها الضارة، ولكن من العبث وينبغي قد المستطاع على منع حدوث أية أزمة، ولكن رغم الحرص الشديد ومن العبث الاعتقاد بإمكان منع الأزمات من الوقوع نهائياً فالأزمات سوف تحدث ولكن يمكن الحد منها وأن يقل تأثيرها. وكل أزمة تقريباً تحمل في طياتها مقومات نجاحها وكذا أسباب فشلها والبحث عن ذلك النجاح الكامن في جوهر الأزمة وتنميته واستثماره هو لب إدارة الأزمات والسبب الجوهري في سوء إدارة الأزمات يرجع الميل نحو مواجهة موقف سيء وجعله أسوء وقد يرى البعض مثلاً أن تسير الرئيس ريتشارد نيكسون على التنصت في وتر حيث خلق أزمة أكبر مما كان يمكن أن تحدث الجريمة الأصلية وهناك العديد من الأزمات في العالم قديماً وحديثاً. ** كيف نواجهه الأزمة؟ من الجلي أنه ليس من الممكن تنادي كل أزمة وذلك يستحيل تحويل الأنظار عن بعض الحوادث أو الكوارث الطبيعية وسوف تقوم وسائل الإعلام بتقديم تغطية متعمقة لها ومع ذلك، فإن معطيات تبين كيف أن الأزمات العمليالتيتة (التسربات الكيماوية والتلاعبات في السلع المنتجة والانحرافات في الأموال العامة وغيرها). نموذج من أربع مراحل: تمثل الأطر الأربعة الخطوات الرئيسية الأربع التي ينبغي أن تميز عملية إدارة الأزمة. 1. إدارة المشاكل: أن المهمة الأولى التي يجب أن يشرع فيها مدير اتصالات الأزمة هي تلك التي تدخل ضمن تسمية (إدارة المشاكل)، وفي هذه المرحلة وكما هو مبين في الشكل رقم (2)، يجب على الشركة أن تقوم ب: - مسح البيئة المحيطة بحثاً عن الاتجاهات العامة (أو المشاكل المنفردة) التي قد تؤثر فيها في المستقبل القريب. - جمع المعطيات عن المشاكل التي يحتمل أن تثير المتاعب وتقييمها. - تطور إستراتيجية الاتصالات وتركز جهودها على منع حدوث أزمة أو إعادة توجيه مسارها. 2. التخطيط-الوقاية: من أجل البحث عن تحذير إضافي، فإن إطار الشكل رقم (1) الذي يحمل تسمية (التخطيط-الوقاية) يسهم في رصد البيئة المحيطة مع مرحلة إدارة المشاكل، كما أنه يستخدم المعلومات، والتحذير، ونظم الاتصالات الداخلية. إن التخطيط هو الأساس الصلد لإدارة الأزمة، وتكمن الفكرة عند هذه النقطة في إظهار أنه حينما يغدو مفهوم أن مشكلة ما تجاوزت حدود إدارة المشاكل، حينما يصبح من المعترف به أن أزمة على وشك الحدوث، أو حينما تؤذن أحدى المشاكل بالتحول الحاد السريع، فإن هيئة الإدارة ينبغي أن تستخدم نظم جمع المعلومات والتحذير لديها لمراقبة الأزمة بعناية، وفي الوقت نفسه ينبغي أن تستعد لمواجهة أزمة محدقة إذا ما حدث ووقعت. وفضلاً عن ذلك فإن مرحلة التخطيط-الوقاية هي نقطة البدء في عملية إدارة الأزمة في تلك المواقف (الحرائق، الانفجارات، الأعاصير، الفيضانات)حيث تكون المفاجآت حتمية، وعند هذه المرحلة، يحين الوقت ل: 1. وضع سياسة تتسم بالمبادرة حيال المشكلة. 2. إعادة تحليل ارتباطات الشركة بجمهور الزبائن المتنوع. 3. اختيار الأعضاء المحتملين لفريق إدارة الأزمة. 4. تحديد الممثل الملائم للشركة في إدارة العلاقات مع وسائل الإعلام في الدولة والمؤسسة. 5. تحديد الرسالة، والهدف والمنافذ الإعلامية التي ستستخدم في تنفيذ خطة اتصالات الأزمة. وعند هذه المرحلة أيضاً يجب أن تقيم الإدارة ما يلي: 1. أبعاد المشكلة. 2. درجة تحكم الشركة في الموقف. 3. الخيارات التي يمكن للدولة أن تختار من بينها في تطوير خطة نوعية لمواجهة الأزمة. ويلعب البحث دوراً مهما في كل منحى من مناحي إدارة الأزمة، كما يجب على الدولة أن تضمن لخططها التعبير بوضوح عن الوعي بالمواقف العامة، وبالتالي فإن التغذية الارتجاعية ستوفر للدولة معلومات جديدة عن زبائنها وعن الدولة ذاتها، وستساعد معلومات كهذه بدورها على تحسين نوعية خطة الأزمة أو تحديثها وفقاً لتوقعات مختلف الزبائن. وإلى جانب ذلك فإن البحث يقيم الموقف لأن من الضروري إجراء تقييم للخصائص المحتملة للأزمة بصورة متكررة. فإذا استطاعت الدولة أو المؤسسة إدارة المشاكل على نحو فعال في هذه المرحلة فمن المرجع أن يتم تجنب الوقوع في أزمة كاملة والوصول إلى نقطة اللازمة، وفي أقل القليل، فإن الإدارة الفعالة للمشاكل تقلل من تأثير العواقب السلبية. الأزمة: عند هذه النقطة، ربما تكون الدولة قد فقدت جميع المبادرات النشطة. كانت السلامة تشكل دائماً اهتمامنا الأول لكن السيف كان قد سبق العذل، ذلك أن الرأي كان قد تشكل بالفعل على أساس أن الدولة كانت على بينه بالأخطار المحتملة لقهوتها الحارقة إلا أنها أعلنت أن هناك مخاطر أكثر جدية في أي مطعم ومرة أخرى كان الوقت قد تأخر كثيراً. وفضلاً عن ذلك، فإن الرأي العام كان قد تشكل فيما يتعلق بشهادات الخبراء نيابة عن ماكدونالدز: أن الحروق الناجمة عن القهوة الساخنة عديمة الأهمية إحصائياً إذا ما قورنت ببلايين الأكواب من القهوة التي باعتها الدولة سنوياً 1994م. وينبغي على الدول بل يجب البدء وتبذل جهوداً تذكر لمعالجة المشكلة عن الطريق الإعلان الواسع على سبيل المثال، عن العدد الذي وضعته للعملاء الذين تأثروا بالمشكلة. وتتضمن المرحلة الثالثة، طبقا لنموذجنا: - تقييم استجابة الدولة للأزمة. - إجهاض الدعاية السلبية وإبلاغ زبائن الدولة بالإجراءات التي اتخذت لحل المشكلة. - توجيه رسالة الدولة إلى الجمهور الملائم، والحصول على تأييد طرف ثالث من أحد الخبراء وتنفيذ برنامج اتصالات داخلية. 4. ما بعد الأزمة: هناك في كل أزمة مرحلة (ما بعد الأزمة) حيث تحن الدولة إلى الأيام المجيدة السالفة، فإن المشكلة لم تنته بعد فهي مازالت ترد في الأخبار حتى وإن كانت ذروة انتشارها الإعلامي السلبي قد أصبحت في خبر كان ويظهر الأثر الجانبي للقضية في مناقشات الداعية إلى إصلاح التشريعات وفي إعلانات الراديو والتحليلات الصحفية التي تنتقد نظاما قضائيا يمنح تعويضات تأديبية مجافية للعقل. وفي الوقت نفسه، تستخدم أقل تكلفة من الاسترداد الكامل هو: الوقع التي تستخدم للإصلاح أو الترميم ولقد استعادت بعد أسابيع من الأزمة مركزها الذي تهدد ماليا، استراتيجيات الاتصالات في إعادة تجديد سمعة الدولة. ففي مرحلة ما بعد الأزمة، يجب على الدولة: - الاستمرار في إيلاء الاهتمام لجماهيرها المتنوعة. - الاستمرار في مراقبة المشكلة إلى أن تتناقص حدتها. - الاستمرار في إطلاع وسائل الإعلام على إجراءاتها، إذا دعت الضرورة. - تقييم كيفية عمل خطة الأزمة أن وجدت وكيفية استجابة الإدارة والعاملين للموقف. - دمج هذه التغذية الارتجاعية في خطة الأزمة، وتحسينها ومع أي أزمات مستقبلية. - تطور إستراتيجية طويلة الأمد للاتصالات لتقليل الأخطار الناجمة عن الأزمة. عادة ما تكون نهاية أحدى الأزمات بداية لأزمة أخرى وتبدأ العملية ثانية وينبغي تنشيط إدارة المشاكل وأنظمة التخطيط-الوقاية لمنع إبتداء الأزمات، لقد كتبت ليزا ماجارت مؤلفة المقالة الفائزة في مسابقة العام 1994م بكأس للكتابة الطلابية في عدد الخريف العام 1994م من هذة الدورية تقول: (ينبغي أن تكون إدارة الأزمة في الواقع إدارة للسمعة ويجب أن تكون جهدا مستمراً). هذه الملاحظة مهمة لسببين: الأول: أنها تؤكد مجدداً أهمية إدارة الأزمات بفاعلية. الثاني: أنها تكرر الاستمرار المتأصل لوجود خطة فعالة لمواجهة الأزمة، وإذا كان من شأن هذين السببين أن يوجها بثبات الإجراءات المشتركة فيما يتعلق بإدارة الأزمة، فإن الإجراءات الطارئة المتصلة بالأزمة ستغدو غير ضرورية. ....................... • المستشار اليمني أستاذ الإدارة الزائر، رئيس الاتحاد العربي للتنمية الإدارية- رئيس الاتحاد الأوروبي للتسويق والتنمية الإدارية - عضو مجلس الأمناء.