منيت المواقع الإخبارية الانفصالية بنكسة فشل ذريع في تبوء موطيء قدم في ساحة الرأي العام "الجنوبي"، واجتاحت أوساط أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية، بمن فيهم قيادات الحراك الانفصالي في الداخل والخارج، موجة مقاطعة لكل ما يُبت من أنباء في تلك المواقع، بعد استياء عام من حجم الأكاذيب التي تروج لها وتنسبها على غير هداية أو دراية لقيادات "الحراك الانفصالي" أو لمسئولين حكوميين. وأفادت قيادات في "الحراك الانفصالي" ل"نبأ نيوز": أن كثافة الأخبار الكاذبة التي يتولى القائمون على إدارة تلك المواقع الإخبارية ترويجها تسببت بإرباك شديد جداً في أوساط تيارات الحراك، وأوقعت القيادات "الجنوبية" في العديد من الإشكاليات، والإحراجات. وأكدت: أن بعض ما نشرته تلك المواقع من تصريحات نسبتها إلى قادة "النضال السلمي"- على حد وصفه- أججت خلافات كبيرة، وبدلاً من أن تخدم "القضية الجنوبية" تحولت إلى أحد أهم أسباب تمزيق وحدة صف "الجنوبيين"، وخاصة "قيادات النضال السلمي"، معربين عن دهشتهم من دأب تلك المواقع على "فبركة" أخبار ثم نفيها في اليوم التالي. وأكدوا أيضاً: أن ذلك الأسلوب أفقد ثقة الشارع الجنوبي بتلك المواقع، وبات كل ما ينشر– حتى وإن كان صحيحاً– موضع شك على خلفية الاعتقاد السائد بأنها ستنفي ما نشرته في اليوم التالي، منوهين إلى عزوف كبير من قبل المواطنين عن دخول تلك المواقع للدرجة التي "أصبح بعضها مهجورا". من جهته، أعرب الكاتب علي هيثم الغريب- أحد قيادات الحراك الانفصالي- عن دهشته من الأكاذيب التي تروج لها المواقع الانفصالية، مبدياً أسفه بأنها رغم كونها "مواقع جنوبية" إلاّ أنها لم تتوان عن نشر أكاذيب حوله، وقال بدهشة وذهول: "إسألوا أصحاب تلك المواقع لخدمة من تنشر مثل تلك الأخبار"! وجاء استغرابه ذلك خلال تصريح ل"شبوة برس" نفى فيه ما زعمته بأن الرئيس علي عبد الله صالح بعث مستشاره سالم صالح محمد لإقناع حسن باعوم ويحيى غالب الشعيبي بالعودة من مناطق يافع والشعيب إلى أماكن تواجدهم الأصلي في كل من مدينتي عدن وحضرموت وبضمانة "وجه الرئيس"، وأن علي هيثم الغريب هو من يقوم بدور الوساطة في ذلك- وهو ما نفاه "الغريب" جملة وتفصيلاً، وأكد استيائه الشديد من ترويج مثل هذه الأكاذيب. ولم يكن ذلك الخبر هو الأكذوبة الوحيدة التي يتم تلفيقها، وحشر رئيس الجمهورية فيها، بل أن موقعاً إنفصالياً آخراً نسج قصة من خياله حول تكذيب البيان الذي أصدره نائب وزير الداخلية، وقال أنه "جاء مرسلا من قبل الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع ووزع حتى بدون علم الزوعري الذي أستغرب سماعه الخبر بدون علمه"، مشيراً إلى "أن تعليمات صدرت من مكتب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للعليمي بإصدار تصريح سريع، ونسبه إلى جنوبي ليواجه جنوبي أخر قدم اللجوء، وان العليمي هو من أوعز بوضع اسم الزوعري على التصريح"- وهي القصة التي نفاها الزوعري، وأكد أنه هو من أصدر التصريح. وخلال نفس الأسبوع نسجت المواقع الانفصالية خبراً ثالثاً تدعي فيه قيام النائب المؤتمر علي شايع محمد مثنى، أحد أبناء الضالع، بتقديم طلب اللجوء السياسي في بريطانيا، في الوقت الذي كان "شايع" يقضي إجازة العيد بين أهله في قرية "حماده" بمديرية الأزارق بمحافظة الضالع- وهو الخبر الذي نفاه شايع باتصال ل"نبأ نيوز". قصصاً وأخباراً وبيانات لا حصر لها ظلت المواقع الانفصالية تنسجها وتروجها بصورة يومية، ليتبين للرأي العام لاحقاً زيفها وكذبها، الأمر الذي قاد إلى عزوف القراء عن دخول تلك المواقع، ومقاطعة جميع أخبارها- حتى لو كانت صحيحة- في نفس الوقت الذي تشهد المنتديات الالكترونية سجالاً صاخباً، وسخرية لاذعة من قبل الانفصاليين أنفسهم لمواقعهم الانفصالية، ودوافعها من ترويج أخبار أصبحت مصدراً رئيسياً لإرباك قادة تيارات الحراك، وتأجيج الخلافات بينهم، وتمزيق صفوفهم شرّ ممزق..
