تعتبر الصين من أهم الدول التي ترتبط مع اليمن بعلاقات إستراتيجية تأريخية وقوية متشعبة في كافة المجالات، إضافة إلى مكانتها الدولية المرموقة التي تزداد يوما بعد يوم بفضل التقدم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الذي تحظى به. وللمكانة التي تحظى بها الصين في مجالات العلاقات والتعاون مع اليمن، فقد أقدمت الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على فتح ملحقية ثقافية فيها يكون هدفها رعاية الطلبة اليمنيين في الصين والعمل على فتح مجالات أوسع في التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين. وبعد ستة أشهر تقريباً على افتتاح الملحقية الثقافية اليمنية في بكين، كانت "نبأ نيوز" أول من يحاور الملحق الثقافي الأستاذ عبد السلام قاسم النوعة، في أول ظهور إعلامي له منذ تعيينه واستلام مهام عمل الملحقية الثقافية، فكان لنا معه الحوار التالي: س: حدثنا عن أهمية وجود ملحقية ثقافية في الصين؟ -- الصين بلد كبير أصبح له دوره وتأثيره الكبير على العالم بما يمتلكه من حضارة وتاريخ وقوة علمية وتكنولوجية التي أفضت إلى قوة صناعية وإنتاجية ومن الحكمة أن نستفيد منهم في الجانب العلمي والثقافي والتقني فضلا عن أن لدينا الآن (259) طالبا يدرسون في الجامعات الصينية على منح دراسية وهذا العدد يزيد عاما بعد عام فقد سعينا إلى زيادة عدد المنح الدراسية مع الجانب الصيني وقد وافق الجانب الصيني على زيادة عدد المنح المقدمة للعام الدراسي 2009-2010 بنسبة 50% وأصبح عددها 63 منحة دراسات جامعية وعليا (ماجستير ودكتوراه وكذلك في مجال التعليم الفني. كما يوجد عدد من الطلاب الدارسين على نفقتهم الخاصة وعلى مقاعد مجانية تقدم عن طريق السفارة الصينيةبصنعاء لا تقل عن 15 منحة سنويا وهؤلاء الطلاب يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام وحل أي إشكالية قد تواجههم. س: ما الذي تسعون إليه من خلال عملكم كمستشار ثقافي؟ -- لقد سعينا في البداية إلى زيادة عدد المنح الدراسية والحمد لله تم ذلك ونسعى الآن إلى إقامة علاقات علمية وثقافية بين الجامعات اليمنية والجامعات الصينية لتبادل الخبرات والأبحاث العلمية، وفي مجال تقييم وتطوير المناهج الدراسية والتعاون في مجال تطبيق معايير الجودة في التعليم فقد كان لي زيارة إلى جامعة بكين قبل ثلاث أيام بهدف تفعيل التعاون العلمي بينها وجامعة صنعاء ووجدت إن عدد الطلاب الدارسين في جامعة بكين 32 ألف طالب فقط ( رغم عدد سكان الصين) نصف هذا العدد في مجال الدراسات العليا بينما عدد الطلاب في جامعة صنعاء قرابة ثمانين ألف طالب وعدد طلاب الدراسات العليا فيها 1600 تقريبا فقط ويتضح من ذلك معنى الجودة في التعليم. وهناك موضوع آخر مهم اعتبره من المهام الأساسية وهو إظهار الوجه الحضاري لليمن والترويج للجانب السياحي لبلادنا حيث لدينا قصور كبير في هذا الجانب فقد حضرت في الأسبوع الماضي مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية وعن تعليم اللغتين الصينية والعربية والذي تقيمه جامعة الدراسات الدولية في بكين بتكليف من سعادة السفير عبد الملك المعلمي الذي أجد منه كل الدعم والتشجيع. وقد ذكرت اليمن في هذا المؤتمر بان ليس لديه أي إنتاج فكري من الكتب والإصدارات الأخرى في العام 2007م مع العراق والصومال اللتان لهما ظروفهما الخاصة وأوصوا بترجمة ثلاثين كتابا من الصينية إلى العربية ومن العربية إلى الصينية من العديد من الدول العربية، الأمر الذي يحز في النفس رغم أني متأكد من وجود مؤلفات وإصدارات خلال العام الماضي إلا أننا نفتقد الوسيلة لإظهارها ونشرها وهنا يجب أن يكون للملحقية دور أساسي مع تفاعل الجهات المعنية في بلادنا في هذا الجانب. س: كيف ترى واقع الطلبة والباحثين اليمنيين في الصين؟ -- الطلاب اليمنيين في الصين متميزون ويرفعون رأس اليمن عاليا في الجانب العلمي والأخلاقي أيضا والملحقية الثقافية وجدت لخدمتهم وتلمس احتياجاتهم وحل أي إشكالية قد تواجههم. س: يوجد عدد من الطلاب المتميزين والذين يحصلون على مقاعد مجانية من الجانب الصيني ما الذي تستطيعون إن تقدموه لحل اشكالياتهم؟ -- نحن في الملحقية الثقافية نحاول حل اشكالياتهم والمتمثلة في الجانب المالي بمخاطبة الوزارة بأسماء الطلاب الذين يرغبون بمواصلة دراستهم العليا بموجب مقاعد مجانية مقدمه من الجانب الصيني ولكن أصبح عدد الطلاب الدارسين على النفقة الخاصة كبيرا ونحاول أن نرسل إلى الوزارة بطلباتهم بشكل جماعي لان وزارة التعليم العالي لها ظروفها المالية ولا تستطيع أن تعتمد كل الطلاب ونحن نعي ذلك لأنني مع أعضاء الملحقية كنا نعمل في الوزارة ونتفهم جيدا مشاكلها وحجم الضغط على قيادة الوزارة في هذا الجانب. س: كيف ترون سياسة الابتعاث إلى الخارج التي تتبعها بلادنا؟ -- الآن الابتعاث إلى الخارج يسير بشكل جيد فقد حدد الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي المجالات العلمية والتخصصات النادرة مستوعبا توجهات القيادة السياسية في ذلك. س: ما هي الصعوبات التي تواجهونها في الملحقية الثقافية؟ -- توجد العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق ما نسعى إليه وهو إظهار الوجه الحضاري لليمن حيث لا تتوفر لدينا ابسط الأشياء التي يمكن من خلالها عمل معارض ثقافية وسياحية عن اليمن مثل: - نماذج للملابس والحلي اليمني القديم. - نماذج لتماثيل للملوك وقادة الممالك اليمنية القديمة. - صور للمناطق اليمنية السياحية ,,,,,,,, وغيرها. وقد وجه سعادة السفير عدد من الرسائل إلى الجهات المعنية في بلادنا لطلب هذه الأشياء. وهذه فرصة نجدها من خلالكم لدعوة وزارتي الثقافة والسياحة لمدنا ببعض الأشياء التي من خلالها نستطيع تقديم اليمن للمجتمع الصيني الذي يمثل سدس العالم بشكل جيد. والصعوبات التي تواجهنا أيضا في الجانب المالي ولكن لا نستطيع الحديث عنه في الوقت الراهن لأننا نتفهم أن بلادنا تمر بفترة مالية غير جيده يعاني منه كل العالم ونحن نقدر ذلك.