وجهت شكوى تم رفعها أمس الاثنين إلى نيابة الاستئناف بمحافظة تعز اتهامات إلى قيادات عسكرية وصفتها ب"الفاسدة" بالتورط في تقديم تسهيلات للمهربين عبر منافذ ميناء المخاء، التي وصفته ب"كولومبيااليمن" جراء انتعاش التهريب عبره، في نفس الوقت الذي كشفت مصادر "نبأ نيوز" عن عمليات تهريب تجري على قدم وساق بعد منتصف ليل كل يوم، تتكبد الدولة جرائها خسائراً قدرتها بمئات الملايين يومياً. وجاء الكشف عن تلك الحقائق في أعقاب قيام إحدى الحاميات العسكرية المرابطة في ميناء المخاء قبل أيام قليلة بالزج بأحد المواطنين بالحبس لأسباب وصفت ب"غامضة"، غير أن المحتجز رجح أن تكون حملته التي شنها على المهربين وما يلحقون بالوطن من خسائر، هي من يقف وراء زجه بالحبس. وعلمت "نبأ نيوز" أن منصور العلوي- رئيس نيابة استئناف محافظة تعز- وجه أمس الاثنين بإطلاق سراح المواطن عوض ثابت إبراهيم- 33 عاما- من أهالي مدينة المخاء، والذي كان قد تم احتجازه قبل أيام من قبل إحدى الحاميات العسكرية المرابطة في الميناء دون إبداء أسباب واضحة، كما أحال قضيته إلى نيابة المخاء لمعرفة ملابسات الموضوع. يأتي هذا الأجراء عقب شكوى تقدم بها شقيق المذكور أمس الاثنين إلى رئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة، وجّه فيها اتهامات إلى قيادات أمنية وعسكرية بالتورط في قضايا فساد ومخالفات لقانون التهريب. وأشارت الشكوى إلى: "أن بعض الوحدات العسكرية تقوم بالتسهيل لعمليات التهريب من والى داخل الوطن، وذلك عبر منافذ المخاء وذباب وباب المندب، مقابل نسب محددة من العيار الثقيل يحصلون عليها". ووصفت الشكوى ميناء المخاء ب"كولومبيااليمن"- في إشارة إلى حجم التهريب عبره، الذي قيل انه أول ميناء أبحرت منه سفينة، مؤكدة "أن مافيا التهريب في الميناء أدت إلى القضاء على ميناء المخاء وتدهوره، فضلا عن إهدار ملايين الريالات يوميا من خزينة المال العام". ورجح المواطن- في شكواه- أن يكون أمر القبض عليه جاء عقب كلامه عن التهريب والمتسببين في التهريب وكيف يعملون على نهب الدولة وتعريض المصلحة الوطنية العليا للخطر. وطالب رئيس نيابة تعز بإحالة قضيته إلى القضاء إذا ثبت انه اقترف جرما يستحق عليه العقاب القانوني، مشددا على ضرورة قيام النيابة باستدعاء المتسببين باحتجازه لمعرفة سبب اعتقاله الذي يجهله حتى الآن. من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة ل"نبأ نيوز" إن عمليات التهريب في منافذ المخاء وذباب وباب المندب تتم على قدم وساق خاصة بعد منتصف الليل، حيث يتم إنزال الصناديق المحملة بالطرود والمواد المهربة مثل الأسلحة والمواشي والمخدرات والحشيش والأدوية المنتهية والسجائر والبهارات بينما يتم تهريب الديزل المدعوم إلى خارج اليمن وخاصة إلى الصومال واريتريا وجيبوتي بسعر 2500 ريال للبرميل الواحد في حين تبلغ تكلفته على الدولة 3000 ريال ويباع للمواطن بسعر 500ريال للبرميل الواحد. وأوضحت المصادر إن حجم الخسائر التي تتكبدها الدولة جراء التهريب عبر ميناء المخاء وتحديدا عبر منفذ وحجة تبلغ مئات الملايين من الريالات يوميا. وأهابت تلك المصادر برئيس الدولة التوجيه بضبط المهربين ومن يقف ورائهم تحقيقا للمصلحة العامة ورفدا لخزينة الدولة التي تخسر مليارات الريالات جراء التهريب سنويا.