تعتبر السياحة من أهم مقومات الاقتصاد الوطني لأي بلد من بلدان العالم، فالسياحة صناعة وتجارة، وتلعب دوراً مهماً في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في معظم الدول المتقدمة والنامية ومن أهم مقومات السياحة خلق فرص عمل جديدة للشباب، التعرف على الثقافات الأخرى، تشجيع الحرف اليدوية والمندثرة، الحفاظ على الموروث الشعبي. واليمن من البلدان التي تتمتع بموروث حضاري غزير يتنوع بتنوع طقوسه ومناخاته وتعاقبه الحضاري القديم المرسوم على الرمال في الصحراء والمحفور على الصخور الجبلية والمدرجات الزراعية. ولأنها البلد الذي يكنز حقب التاريخ وروائع الإبداع الإنساني، فلا عجب أن أصبح اليوم قبلة للسائحين الباحثين عن نفائس التاريخ في روعة المكان ودهشة الموروث. وان كانت العيون تمتع أنظارها بسحر اليمن وفنونها وتقتنص الأماكن السياحية والمواقع الأثرية التاريخية فان عين -عدسة- الكاميرا قد اقتنصت هذه اللقطة الجميلة والطريفة معاً لسائحة أجنبية في ربوع اليمن وهي تحاول اعتلاء ظهر الحمار مستمتعة بقضاء وقت جميل في ربوع بلاد السعيدة. هذه اللقطة على ظرافتها تشير إلى أن السياحة متعة، وتشير إلى أهمية استغلال المقومات السياحية وبلادنا غنية بمقومات جمة تتعدد وتتنوع من المكان إلى الزمان، وهذه المقومات بمقدورها أن تخلق صناعة بلا مداخن تخدم الاقتصاد الوطني وتقوي دعائمه وتعزز الصورة الجميلة لليمن موطن الحضارة والتاريخ. ولكن أين تنجح السياحة في بلد تشوبه بعض المشاكل التي يمكن تفاديه بحكمة ومن المشاكل التي تفسد السياحة هي الاختطافات للسياح الذين جاءوا إلى اليمن بمحض إرادتهم لما سمعوا من مقومات السياحة وطيبة وكرم الشعب اليمن وحسن ضيافته والمواقع السياحية الرائعة والنادرة على مستوى العالم. وما أن تطأ قدم السائح أرض اليمن إلا وتبدأ بالتفكير بما سمعه عن اليمن واليمنيين ينجلي من أول وهلة من وصوله المطار الذي يرفع رأس اليمن عالياً حتى يصل إلى مقر الشرطة السياحية الذي يرفع رأس اليمن عالياً حتى يصل إلى نقطة التفتيش بين المدن ليطلب الشرطي القائم على نقطة التفتيش ""حق الخدمة""!! ذكر لي سائح فرنسي ويعمل دبلوماسي أنه زار صنعاء وأعجب بجمالها وطيبة أهلها وكرمهم وحسن ضيافتهم وطيبة الأطفال الذي ما أن يعرفوا بوصول سائح إلا ويتهافتون عليه "WELCOME"" ولكن ما إن يخرج من صنعاء القديمة الأصيلة حتى يدخل إلى العصر الحجري في باب السبح الذي تتناثر فيه القمامة في كل مكان والريحة الطيبة التي تنبعث منه. فهل هذه هي نهاية الرحلة السعيدة لأرض السعيدة يا حكماء السعيدة وهل ندع هذه الأشياء التي يمكن أن نتفاداها تحطم السياحة مع انه يمكن معالجتها. أذكر أنه في إحدى دول المغرب العربي أشتهر لفترة من الزمن بالسياحة وإقبال السياح عليه بشكل كبير وبعد فترة زمنية بدأ عدد السياح بالتلاشي فقامت الدنيا ولم تقعد وبدؤوا بالبحث عن سبب عزوف السياح السفر إلى بلدهم فقاموا بوضع كاميرات بكل نقاط التفتيش المتواجدة بين المدن بدون علم الشرطة فوجدوا أن الشرطي كان يطلب من السياح حق الخدمة مثل أخواننا الذي ما شاف اللوحة خليجية إلا وطلب حق الخدمة. أين الحلول التي تدعم اقتصادنا ونجد وظائف للشباب المتعطل الذي يقبع في البيوت.