في مفارقة مثيرة للسخرية، توارت قيادات التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وبقية أحزاب اللقاء المشترك اليوم الخميس عن أنظار ومنصة اللقاء التشاوري بالضالع، وأوكلت قيادة اللقاء لكل من عيدروس النقيب ومحمد غالب أحمد، لكون الأول من "أبين" والثاني من "الشعيب" في محاولة لاستجداء عطف الانفصاليين بواجهة "جنوبية"، وإغرائهم على المشاركة، غير أن قيادات الحراك الانفصالي "رفضت بلع الطُعم"، ولازمت موقف المقاطعة! اللقاء الذي عقد بمقر الاصلاح، استهله الدكتور النقيب بالتأكيد بأن "مشترك الضالع وردفان تقع عليهم مسئولية الحراك، وهم عموده"، مؤكداً: إن "الحراك يخدم المشترك، ويخدم أبناء الجنوب كافة". وجدد النقيب تأكيد موقف المشترك بمقاطعة الانتخابات النيابية، داعياً إلى ديمقراطية توافقية، ومهدداً بتحريك الشارع في المرحلة القادمة ، منوهاً إلى أن معارضتهم ومقاطعتهم للانتخابات في المرحلة القادمة ستكون ايجابية على مستوى الشارع ، ولن تكون سلبية بالجلوس في موقف المتفرج. ودعا النقيب إلى عدم استعداء الآخرين– سواء في السلطة أو خارجها- "من أجل كسب الرأي العام"، في تأكيد غير مباشر على ما سبق الاتفاق عليه من هدنة بين المشترك والحراك الانفصالي، في أعقاب حادثة الضالع التي تعرض فيها مهرجان المشترك لاعتداء من قبل الانفصاليين. وعلى نفس الصعيد، قامت شخصيات محسوبة على الحراك الانفصالي والشيخ حميد الأحمر في آن واحد، بمهاجمة المشترك، واتهمته بأنه الوجه الثاني للسلطة، وأنه تخلى عن القضية الجنوبية، فيما وصفه أحدهم بأنه "مشترك شمالي". وتأكيداً لما نشرته "نبأ نيوز" أمس الأربعاء بعنوان "المشترك يشاور نفسه"، فإن ملتقى الضالع اليوم الخميس لم يشهد أي مشاركة من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية غير المنضوية تحت لواء المشترك، كما غابت جميع منظمات المجتمع المدني غير التابعة للمشترك، فيما اقتصر ت المشاركة الخارجية على عدد صغير من عناصر الحراك الذين اشترطت عليهم قيادة الحراك المشاركة بصفتهم الشخصية مراعاة لظروفهم ومصالحهم مع رجل الأعمال حميد الأحمر.