حذر الباحث مهيوب القدسي من الإهمال المتعمد المشترك للتراث الشعبي اليمني من قبل الحكومة والمجتمع، مؤكداً أنه "يتعرض للدمار والاندثار ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة". واستغرب القدسي – في محاضرة ألقاها أمس الخميس بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة- الإهمال الكبير لتراث اليمن الضارب في أعماقه في جذور التاريخ، في حين نشاهد دولاً كثيرة تفاخر بتراثها بين الشعوب، ضاربا المثل بدول الخليج العربي، الذي قال أنها لا تملك غير تراث الصحراء وثقافة الجمل والخيمة الذي تقدمه في قنوات فضائية متخصصة. فهناك قناة خاصة بالجمال، وأخرى بالشعر النبطي الذي وصفه المحاضر(بالشعر النفطي)، كونه يدعم الرذيلة، ويسيء للقيم الإنسانية- على حد قوله. وطالب القدسي بالإسراع بتدارك القضية حتى لا نجد أنفسنا في اليمن بلا تراث إمام الشعوب، معتبرا الاهتمام به ضرورة وطنية وهو مع التنمية وجهان لعملة واحدة. واعتبر القدسي إن عرض قص الحجر وأعمدة عرش بلقيس في مأرب تكراراً أصاب الناس في الداخل والخارج بالملل، وكأن اليمن لا تملك في تراثها وحضارتها وثقافتها غير هذين المعلمين. واستهجن المحاضر ظاهرة التقليد الأعمى في الشكل واللبس والأسماء الأجنبية واللهجات والأعراس، واصفا تلك الظاهرة بالتقليد الأعمى، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التمسك بالقديم الايجابي من التراث كالأسماء المذكرة مثل بجاش وهزاع ومهيوب ورزاز، والمؤنثة مثل مخلص وزبيبة ونفحة وتفاحة وليمونة وزهر وزهور لكون هذه الأسماء ترتبط بالبيئة اليمنية الفلاحية. وأبدى دهشته من وجود 17 مواطنا في قريته يحملون اسم صدام، وعشرة يحملون اسم أسامة، وهي أسماء مشاهير سياسية ودينية أثرت في مجريات الحياة السياسية في العالم العربي. حضر المحاضرة جمع من المهتمين والمثقفين بالمحافظة..