قال الإعلامي والمهتم بالشأن التراثي والثقافي مهيوب القدسي: إن التراث الشعبي اليمني يعيش اليوم حالة إهمال وانهيار نتيجة عدم الاهتمام الرسمي والمجتمعي، وإنه يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظل ثقافة التقليد لكل ما هو خارجي والانبهار بكل ما هو غير يمني. وأكد القدسي في محاضرته التي ألقاها أمس في منتدى السعيد الثقافي بعنوان «من التراث الشعبي اليمني» أن التراث والتنمية هما وجهان لعملة واحدة، وأن الماضي والحاضر كلاهما ملازم ومعايش للآخر، ولا يمكن الفصل بينهما، فلا وجود للحاضر والمستقبل دون أن نعود إلى ماضينا وما يحويه من تراث وثقافة. مشيراً إلى هروبنا من تراثنا وهويتنا بينما نقلد في ذات الوقت تقليداً أعمى كل ما هو تراثي وقديم لغيرنا من الدول المجاورة التي لا يقارن تاريخها بحضارة وتاريخ اليمن العريق.. وتناول القدسي في محاضرته جوانب متنوعة ومختلفة من النصوص الشعبية والهوامل التي تردد في الريف اليمني، واصفاً المرأة الريفية بأنها صاحبة أعمق فلسفة تحليلية من خلال هواملها التي تختفي خلف الكلمات والألفاظ الشعبية البسيطة. مبدياً حسرته على تلاشي العادات الريفية في الأعراس والاحتفالات التي كانت تعطي صورة حية لتنوع الثقافة اليمنية وتكاملها لتصنع التراث الشعبي اليمني. وأثريت المحاضرة بعدد من المداخلات والنقاشات من قبل الحضور.