أنتقد الأستاذ مهيوب ناصر القدسي التقليد الأعمى للثقافات الأخرى التي بدأت تتسيد على الساحة اليمنية ونسيان الحضارة اليمنية الأصيلة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .. و أضاف القدسي في محاضرة له بعنوان ( من التراث الشعبي اليمني ) على قاعة منتدى السعيد صباح أمس الأول أن من التقليد الأعمى الذي ظهر على الساحة كالقول ( عساكم من عودة ) وغيرها من الألفاظ الدخيلة. وشدد على أهمية استدراك العادات والتقاليد اليمنية في عصر التداخلات الثقافية و الفكرية معتبرا ذات الأمر أنه من أهم الأمور التي يجب أن تهتم به كل الجهات. و أعتبر مهيوب أن الثقافة اليمنية لا تضاهيها أي ثقافة أخرى في العالم و مع ذلك لم تعطَ أهميتها في حين أكتفت الدولة بعرض من الحضارات التي مل منها الجميع كدار الحجر وعرش بلقيس و غيرها من المشاهد التي أضحى الجميع يعرفها و كأنها هي اليمن بأكملها في إشارة منه إلى أهمية إحياء كل المظاهر الشعبية كعادة مستديمة ارتبطت بأصالة الإنسان اليمني وتراثه وثقافته و ليس فقط إحياءها أيام المناسبات أو الاحتفالات الخاصة .. وأضاف مهيوب أن دول الخليج مازالت مهتمة بعادتها المتمثلة بالصحراء و الخيام و الإبل و الشعر و غيرها من العادات و التقاليد في حين تشتت الموروث اليمني ليطال حتى تسميات البنيين و البنات بأسماء مقلدة معتبرا أن أسمه ( مهيوب ) ربما يكون آخر اسم في قائمة الموروث اليمني لتختفي من القائمة المعاصرة أسماء ( مقبل , هزاع , ناجي , مدهش , ... ) علاوة على أسماء النساء ( هند , فاطمة , تفاحة , زبيبة , قبول , جلجلة , ... ) لتحل أسماء غريبة مبهمة .. و تطرق مهيوب في محاضرته إلى الزاجل اليمني و ما كان يمثله عند النساء من شعر وتناغم يتناسب والأحداث التي يمررن به كالحب و الزواج و الألم و غيرها من ظروف الحياة المختلفة , وأعتبر مهيوب أن كل زامل أو قصيدة أو حكمة من التراث الشعبي هي لأناس علماء و حكماء وعظماء استطاعوا أن يحافظوا على إنتاجيتهم الفكرية عبر القرون للمكانة التي كانوا يحتلونها . منتقدا بذات الوقت بعضاً من مشاهد الوقت الحاضر و التي أصبحت تلهي كثيراً من الشباب كالقنوات الشعرية التي تفتقد إلى أبسط قيام الجمال في الشعر لتصبح قنوات هابطة و سخيفة وهادمة للقيم و الأخلاق النبيلة بل أنها تدعوا إلى الرذيلة و مع ذلك يتفاخر بها البعض حسب تعبيره .. و أستعرض مهيوب بعضاً من المنغصات التي بدأت بتشويه جمال الأصالة اليمنية والقضاء على ما تبقى منها حين أقدم الكثيرون على استيراد أتفه الأشياء التي كانت معروفة في اليمن كالبن و البخور والزبيب و الثوم و البسابس ليصل الأمر حتى إلى استيراد أعواد المنخاخ ،مطلقا صرخة مديرية" أعجزنا حتى عن صنع المناخ" .. حضر الفعالية الشيخ سلطان السامعي و ممثلو وسائل الإعلام وجمع من المهتمين