أبرار أحمد علي الحناني- طفلة يمنية بسن العاشرة، تعشق الموسيقى، وحين تكون أمام البيانو يخيل لك أنها فراشة، وأن أناملها كما أجنحة ترفرف فوق المفاتيح، تخطفك بأنغامها إلى حيث تريد.. فكان ذلك سرّ اكتساحها عشرات المنافسين العرب في الملتقى العاشر للطفولة العربية في الشارقة مارس/2009م.. لم تصدق أبرار أن حاكم إمارة الشارقة- الدكتور سلطان محمد القاسمي- وعقيلته، وخلفهما مئات العرب يقفون إعجاباً لهذه اليمنية الصغيرة، ويصفقون بحرارة، ويتوجونها بمركز ثالث على مستوى الوطن العربي، بعد عازف قانون من تونس، وعازف أورج من سوريا.. فهي وحدها من يحترف التحليق بنغمات البيانو..! لكن أبرار لم تكن بحال مختلف عن سواها من الموهوبات المبدعات اللواتي تتجاهلن بلادهن، وتبخل عليهن حتى بقبلة تهنئة، رغم أنها مثلت بلدها أفضل تمثيل، ودونت اسم اليمن في رأس قائمة أطفال الوطن العربي المبدعين.. وهو إنجاز لم يحققه أي مسئول حكومي حتى اليوم! قالت أبرار ل"نبأ نيوز" أن العزف هوايتها المفضلة منذ أن عرفت نفسها.. ولأن والدها رجل مثقف ومنفتح ويعمل مديراً لشركة سفريات وسياحة فقد اشترى لها بيانو، فبدأت تنمي موهبتها عليه داخل البيت.. وتقول أنها تشعر براحة نفسية كبيرة كلما جلست أمام البيانو وبدأت تعزف.. بل أن أمها أيضاً كلما شعرت بانزعاج طلبت من أبرار أن تعزف لها شيئاً، فكل الأسرة عاشت التجربة معها، وشجعتها. أبرار وجدت الطريق أخيراً إلى البيت اليمني للموسيقى بواسطة خالها، وهناك تبناها الأستاذ فؤاد الشرجبي– المدير- الذي وجد عندها موهبة متقدمة، وقدرة عالية على تطوير نفسها.. فصار يعلمها العزف بكلتي اليدين، وبدأت أبرار لأول مرة تستمع لمعزوفات عالمية لبيتهوفن وموزارت، وآخرين، فتقول أنها بفضل البيت اليمني للموسيقى تحولت إلى عازفة محترفة، تستطيع عزف حتى المقطوعات الصعبة. تقول أبرار أنها لا تستطيع أن تصبر أسبوعاً أو حتى أيام دون أن تعزف، وحتى لو استمعت لبعض الأشرطة فإن ذلك لا يروي ظمأها للعزف بنفسها.. لذلك تستغل أوقات فراغها صباحاً أو عند المساء لصقل موهبتها. أمس، وبعد انتظار طويل للجهات الرسمية للاحتفال بأبرار، أو لوسائل الإعلام اليمنية لتفاخر بهذه المبدعة التي شرفت بلدها، فترصع واجهات الصحف بصورتها، لم تجد والدة أبرار بُداً من الاحتفال بابنتها بدلاً من الدولة والإعلام، فأقامت لها حفلاً تكريمياً مصغراً في البيت اليمني للموسيقى، كان ل"نبأ نيوز" شرف المشاركة فيه.. وهناك وجدت أبرار نفسها تحلق مجدداً بين أكف المصفقين بحرارة وهي ترفرف كفراشة ملونة فوق مفاتيح البيانو، وتسافر بكل من حضر إلى عالم النغم الجميل، بعيداً عن مقابر الحزبية البليدة التي لم تتعلم بعد أن الأوطان تبنيها أجيال مبدعة، وليس أسمال الماضي..! أبرار سعيدة للغاية، وكلما سهونا عنها كانت تذكرنا: "أنا مثلت اليمن.. أنا ذهبت للشارقة باسم أطفال اليمن..".. فما أعظم صغارنا حين يحملون الوطن كزهرة حمراء يسرقون بها أضواء العالم، وما أصعب ألاّ يجدون في الوطن من ينمي في نفوسهم هذا الفخر العظيم باليمن.. نعم.. أبرار مثلت اليمن.. وكل أطفال اليمن.. وبيّضت وجه اليمن.. وهي تستحق قبلة على الخد من رئيس اليمن.. وذاك قليل على من يرفع راية اليمن، ويسجل حضورها في محافل الخارج..! اقرأ على نبأ نيوز حصرياً: أشعر الشعراء العرب- طفلة يمنية كرمتها الشارقة ونستها صنعاء أصغر شاعر مليون تعلنه الإمارات..أيمن الخليفي القادم من شبوة سمر يحيى.. أصغر وأول يمنية عازفة أوركسترا وتشدو لفلسطين