هذا ما حدث وما سيحدث.. صراع العليمي بن مبارك    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاومة الوطنية العراقية.. المنطلقات والأبعاد الإستراتيجية
نشر في نبأ نيوز يوم 07 - 04 - 2009

الباحث العراقي - د. قيس محمد نوري
مدخل
لم تكن المقاومة العراقية المسلحة للاحتلال الأمريكي للعراق، تنطلق من ردة فعل نتيجة للاحتلال..لقد مثلت ضده المقاومة امتداداً للمشروع النهضوي العربي الذي بدأت ملامحه تتضح منذ الهجمة الاستعمارية الغربية الأخيرة منتصف القرن الماضي والتي أسفرت عن زرع الكيان الصهيوني في جسد الأمة.
إن الصفحات المواجهة بين العرب وأعدائهم منذ ذلك التاريخ والمعبر عنها بالحروب العدوانية تجاه العرب، حروب (48، 56، 67) واحتلال بيروت في (82) وفرض الحصار على العراق عام 1990م، ولغاية الغزو والاحتلال عام 2003م ناهيك عن الاستنزاف الموجهة الذي قادته قوى إقليمية في المقدمة منها إيران وإسرائيل طالما عملت لصالح أهداف وغايات ترتبط بالمباشر بالاستهداف الغربي للأمة، كل ضد مثل صفحات مترابطة سعت وتسعى لتعطيل مشروع بناء الدولة الأمة بديلاً للدولة القطرية العاجزة..إن المقاومة العراقية الباسلة مخاض معمر بالدم يؤكد من جديد إصرار الأمة على التحدي لبناء غد عربي موحد.
من هنا نقول أن تأثيرات نجاح المقاومة وانتصارها سوف لن يكون محصوراً في بيئتها الجغرافية القطرية.. إن تداعيات انتصارها ستكون عربية بلا شك..وإنسانية على مدى أوسع.
لا يمكن فهم منطلقات المقاومة الوطنية العراقية المسلحة، دون فهم أبعاد الاستهداف الاستراتيجي الأمريكي للعراق، من هنا لابد لنا من ألقاء الضوء سريعاً على مرحلة ما قبل الغزو والاحتلال. لقد دخلت ثورة 17تموز 1968م في العراق بمواجهة مباشرة مع الغرب الاستعماري بقيادته الأمريكية، منذ تأميم النفط العراقي مطلع سبعينات القرن الماضي، وتوظيف عائدات النفط بالشروع في بناء العراق وعلى كافة المجالات..رافق هذا انتهاج سياسية خارجية ذات بعد قومي واضح، معا تعارض بالضرورة مع التوجهات الغربية عموماً بالإبقاء على العرب في حالة تخلف دائم وبما يضمن اختلال ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني..لقد وظفت عائدات النفط بعد تأميمه في:
- تأهيل الموارد البشرية علمياً، لتكون الرافعة الأساسية لعملية البناء الشاملة.
- النهوض بالصناعة النفطية، الاستخراجية والتكررية بخبرة وطنية صرفة للتخلص من الهيمنة الغربية على هذا القطاع الحيوي.
- النهوض بالتعليم ليصل إلى أبعد قرية عراقية.
- النهوض بالنظام الصحي العراقي، حتى وصل إلى مستويات متقدمة، تضاهي في رقيها المستويات الأوروبية.
- التركيز على تطوير البحث العلمي المتقدم من خلال أنشاء مراكز بحثية عالية التخصص، ومنها المجالات النووية للأغراض السلمية.
- بناء جيش قوي، قادر على الاضطلاع بأدوار تتطلبها موجبات الأمن القومي العربي، وليس فقط تأمين، الأمن الوطني العراقي.
- إنتهاج سياسية خارجية، أصطفت على الدوام مع حركات التحرر العالمية، والمعبر عنها بمواقف عراقية جريئة إضافة إلى المساعدات المادية المباشرة.
إننا ، لا نستطيع حصر ما بناه الحكم الوطني، أو ما أتخذه من مواقف قومية في هذه المحاضرة السريعة، لكل هذا دخل العراق في مواجهة مباشرة مع الغرب الاستعماري ومركز قيادته العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية. لقد تأكد للقيادة العراقية الوطنية أن الاستهداف الاستراتيجي الأمريكي، قد حسم أمره باسقاط النظام السياسي في العراق، وهذا لن يتحقق إلا من خلال:
1. استمرار وتصعيد وتفعيل المواجهة السياسية.
2. إحباط كل محاولات القيادة العراقية لرفع الحصار المفروض على العراق منذ آب 1990م.
3. تقييد التحرك العراقي السياسي والاقتصادي تجاه دول الإقليم والعالم.
4. إعادة ترتيب الاصطفاف العربي الرسمي، ما أمكن ضمن مسارات تصب في خدمة التوجه الأمريكي بإسقاط النظام الوطني في العراق.
بضوء كل هذا، شخصت القيادة السياسية العراقية، قبل العدوان الحالات والاحتمالات الآتية:
• إن المواجهة مع الولايات المتحدة لن تبقى مواجهة سياسية، وذلك بسبب الأداء السياسي العراقي الذي نجح في إفشال الهدف الأمريكي بإسقاط النظام الوطني من خلال الحصار وفرض العزلة عليه.
• إن احتمالات المساومة مع الولايات المتحدة وبغض النظر عن طبيعة الإدارة في البيت الأبيض، هي احتمالات شبه معدومة وأن حصلت هذه المساومة فلابد لها أن تكون على حساب الثوابت الوطنية والقومية في الخطاب السياسي العراقي خاصة ما يتعلق منها بالموقف من الصراع العربي الصهيوني.
• النظام الرسمي العربي كان عاجزاً تماماً والتبعية في أمس حالاتها معا أفقد العراق إمكانية الاستفادة من التأثير العربي في لجم العدوان والتأمر على العراق.
• لهذه الأسباب وغيرها جاء تشخيص القيادة السياسية في العراق بحتمية الحرب والمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين.
** بدايات المقاومة
أعتبر المحللون العسكريون والسياسيون في العالم أن المقاومة الشعبية الوطنية في العراق، هي أسرع مقاومة شعبية نشأت لمواجهة المحتل، حيث إنها بدأت في اليوم الأول بعد إعلان احتلال العراق في 9/4/2003م، إن السر وراء ذلك، أيها الأخوة ليكن بالاستحضارات التي أعدتها القيادة السياسية العراقية قبل فترة طويلة من الحرب والتي تمثلت في بعض مفرداتها، بأعداد الشعب للمواجهة الحتمية القادمة، فكانت هناك مناهج التدريب العسكري المنظم، الذي شمل كل قادر على حمل السلاح دون استثناء، من طلبة الكليات دوراً بالقيادات الوسطية والفرعية والوزراء وصولاً لأعضاء القيادة السياسية للدولة.
لقد توج هذا الجهد المنظم والمستمر بوضح خطة إستراتيجية لمفردات عمل المقاومة الشعبية حددت محاورها قبل بدأ العدوان على العراق بمدة حيث كلف نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، الفريق أول الركن عزة إبراهيم بالإشراف على تمرين عسكري تعبوي، أطلق عليه تسمية (تمرين العراق العظيم) شارك فيه القادة العسكريين, ومسئولي المنظمات الحزبية والشعبية كافة. وكان الهدف منه تطبيق تمارين عسكرية تنفذ بالتنسيق, بين القطاعات العسكرية والمنظمات الحزبية والشعبية, أي توظيف إمكانات الشعب كافة في مواجهة العدوان.
من خلال هذه الخطة, قسم العراق إلى أربعة مناطق عسكرية, لكل منها قائد, ومستشاري عسكريين, وتم تنفيذ تمارين مشابهة لكل منظمة, وعندما بدأ العدوان بدأت المقاومة الشعبية مرافقة للعمليات العسكرية وبالتنسيق معها وقد تمثلت صورتها الأولى في المواجهة الشعبية في (أم قصر) في القاطع الجنوبي حسب توزيع المناطق, ثم توالى تنفيذ العمليات القتالية للمقاومة في مناطق مختلفة من العراق وأينما وجدت قوات الاحتلال.
إن أوضح الأدلة على إن التخطيط للمقاومة, كان عمل مرسوم ومخطط له من قبل القيادة العراقية بالإخبار التي توالت عند رفع الحصار الإعلامي عن العراق بعد احتلاله, وأخذت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية تنقل ما يجري في العراق.
لقد نشرت وسائل الإعلام ومنها صحيفة (القدس العربي) في عددها الصادر بتاريخ 22/4/2003م أي بعد عشرة أيام من احتلال بغداد, نشرت البيان الأول للمقاومة العراقية حيث أشارت: ( قالت قيادة المقاومة والتحرير في بلاغها العسكري الأول, إن أعضاءها يشنون عمليات قتالية, بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية مما أسفر عن قتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين والبريطانيين) تضيف الصحيفة: وتضمن البيان تعبيرات مشهورة للرئيس صدام الحسين، كما عنون ب( جمهورية العراق – قيادة المقاومة والتحرير) مما يشير, والكلام مازال للصحيفة, إن الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي قام بصياغته.
** المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية :
انطلاقا عن ضرورات تأطير عمل المقاومة العراقية , بمختلق فصائلها واتجاهاتها أدركت قيادة البعث في العراق أهمية وضع منهاج سياسي واستراتيجي للمقاومة , حيث صدر هذا المنهاج في 9 سبتمبر / أيلول 2003م ليكون دليلاً للعمل الجهادي , شارك في صياغته القوى والفصائل المنضوية في جبهة العمل التي شملت اتجاهات وطنية وقومية وإسلامية أسفرت في نهاية الأمر عن جبهة عريضة مقاومة للاحتلال وفق فلسفة عمل تنطلق من عدد المحددات منها:
1. استمرارية المقاومة طالما كان هناك احتلال وبأي صيغة, وعلى أي جزء من ارض العراق وبغض النظر عن القرارات الأمنية اللاحقة للاحتلال.
2. شرعية المقاومة , وحقها في العمل العسكري وغيره, وبالتعرض القتالي على قوات الاحتلال , إفراد ومعدات ومجمعات ومنشئات ومعسكرات ومقرات وهيئات وخطوط إمداد ومرافق خدمات ومساندة ومراكز امن مساعدة وغيرها.
3. شرعية وواجب التعامل القتالي مع المتعاملين والعملاء إفراداً وأحزاباً وهيئات وغيرها من العناوين والمسميات.
4. منع وعرقلة جهد الاحتلال من التصرف والتمكن والاستغلال, كيفما كان شكله لثروات ومرافق وممتلكات العراق وبالطرق والصفة التي تقتضيها متطلبات تحقيق الهدف (عسكرية أو إدارية أو فنية).
5. تعميم المقاومة المسلحة على أرض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم والتأكيد على واجبهم وحقهم المتكافئين في المقاومة وتحرير العراق تحت أي عنوان أو مسمى.
6. العمل على تحقيق تشكيل جيش تحرير العراق , كتطوير في عمل المقاومة لتحرير العراق.
7. عدم التعويل على احتمالات الدعم من قبل الأنظمة العربية لأسباب مرتبطة بطبيعة النظام الرسمي العربي بمجملة , وبالأخص الدول العربية المحيطة بالعراق .
8. الإيمان بواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة على قاعدة المسئولية والحق القوميين, وغير المتعارض مع مسئولية وحق العراقيين, المؤسس على قاعدة الوطنية العراقية
** رؤية المقاومة لعراق ما بعد التحرير:
بلورت قيادة المقاومة العراقية رؤيتها لعراق ما بعد التحرير في البرنامج السياسي للمقاومة (برنامج التحرير والاستقلال) الصادر في أكتوبر / تشرين أول 2006م على النحو الأتي :
تقوم قيادة المقاومة العراقية بتشكيل مجلس شورى مؤقت يتكون من 50-100 شخصية من بين فضائل المقاومة المسلحة والأحزاب والقيادات والشخصيات الوطنية المقاومة والرافضة للاحتلال وعملاءه.
ويقوم مجلس الشورى الذي يضم الفصائل المقاومة بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات عراقية وطنية معروفة بموقفها الرافض والمقاوم للاحتلال وذلك لمدة سنتين وتتولى هذه الحكومة وبإشراف كامل من قبل قيادة المقاومة, ومجلس الشورى المؤقت القيام بالمسئوليات الآتية:
‌أ. الإشراف الكامل على تهيئة أمور الدولة في المجالات كافة .
‌ب. تحقيق ما يتم الاتفاق عليه من قبل قيادة المقاومة مع المحتل في المفاوضات , وخاصة عملية الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات الغازية للعراق ومتابعة تطبيق بقية البنود في اتفاقية التحرير والاستقلال الوطني .
‌ج. حل الميليشيات التابعة للاحتلال وللأحزاب المتحالفة معه وبدون استثناء, وحل الجيش الحالي والشرطة وقوى الأرض المشكلة في الاحتلال وبفعله.. والهمل على إنهاء كافة المظاهر المسلحة في عموم العراق.
‌د. إعادة تشكيل الجيش العراقي الوطني السابق وبكافة تشكيلاته، وقوى الأمن الوطنية السابقة بكافة تشكيلاتها ، وإعادة الحياة لكافة مؤسسات الدولة ، المنحلة بموجب قرارات الإحتلال وتصفية الآثار المدمرة لهذة القرارات وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا .
‌ه. إعداد دستور دائم للبلاد ، تتم مناقشته من قبل مجلس الشورى ، ويعرض للاستفتاء الشعبي العام وبما ينظم الحياة السياسية والعامة في عموم العراق لمدة خمسة سنوات بعد الاستقلال يتم خلال انتخاب رئيسا للجمهورية وبرلمان ويضمن الحقوق الوطنية والقومية للأكراد والأقليات الأخرى، ويتعايش بموجبة الجميع بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم بنوع من الوحدة الوطنية الأزلية التي اتصف بها شعب العراق طيلة تاريخه المجيد، على إن يخول البرلمان المنتخب بتعديله بما ينسجم مع تطور واستقرار الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق.
‌و. إجراء انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة طبقا للدستور بعد انتهاء الفترة الانتقالية ... وبما يضمن مشاركة حرة فيها لجميع الحركات والأحزاب والتيارات السياسية وبما يحقق ولادة نظام وطني ديمقراطي ،تعددي ،يخدم حقوق الإنسان ويصون الحريات العامة، ويحفظ وحدة العراق وشعبة واستقلاله ويحافظ على ثرواته المادية والبشرية .
‌ز. القيام بعملية مصالحة وطنية شاملة على أساس ما ورد في هذه الوثيقة من حقوق وثوابت وطنية، وان اللقاء والحوار والوفاق الوطني والمصالحة مفتوحا مع كافة العراقيين ،أحزاباً وحركات وأفراد ممن يعلنون قبولهم بهذه الثوابت ويستعدون للعمل من أجل تنفيذها والجهاد في سبيل انتزاعها، على أن تسبق هذه المصالحة عملية مراجعة ومكاشفة من قبل جميع القوى الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية، وممارسة النقد والنقد الذاتي وعلى أوسع نطاق والابتعاد عن سياسية الثأر والثأر المضاد ونبذ الفتنة وتصفية الحسابات، وعدم توجيه السلاح إلا للمحتل الغاصب من أجل تحرير الوطن والمقدسات.
** رؤية المقاومة لشكل العلاقات الدولية
لقد أشار البرنامج السياسي للمقاومة فيما يتعلق برؤيتها لشكل العلاقات الدولية بعد التحرير إلى استعداد حكومتها لإقامة أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية مع جميع دول العالم، عدا الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية، وبما يضمن المصالح المتبادلة بين العراق وهذه الدول..وتحقيق الشراكة في تبادل المصالح والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.
وأن قيادة المقاومة العراقية ، تتفهم طبيعة المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية كدول عظمى وأنها مستعدة لإقامة علاقات حسنة ودائمة معها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في بالشؤون الداخلية وفقا للاتفاقيات والمعاهدات والأعراف الدولية وبا يضمن تلك المصالح ويحافظ عليها على سيادة واستقلال الدول والشعوب واحترام إرادتها ويضمن حقوقها بالتصرف بثرواتها الوطنية المادية والبشرية والطبيعية.
كما وأن المقاومة العراقية ستقيم أفضل العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع جميع دول الجوار المباشر للعراق وخاصة الدول العربية الشقيقة، واحترام جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية، وعدم اللجوء إلى القوة في حل الخلافات الثنائية مطلقاً إلا في مجال الدفاع عن النفس والوطن والشعب ضد أي اعتداء خارجي مسلح.
إن المقاومة الوطنية العراقية في الوقت الذي تضع فيه برنامجها الوطني من أجل التحرير والاستقلال الوطني، فإنها مصممة في القتال وإدارة الصراع مع المحتلين من أجل انتزاع استقلال العراق وبناءه بناءاً وطنياً ديمقراطياً.. وإنها إذ تضع تلك المبادئ والأسس والثوابت والتي تمثل حقوق الشعب والوطني والتي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها مهما غلت التضحيات فإنها تأمل بأن يعود المحتل إلى رشده ويسلك طريق الحق ويستند إلى العقل والمنطق والتاريخ ويعترف بهذه الحقوق ويلتزم بتنفيذها ذلك أن قوى التحرير ومقاومة الشعوب من أجل نيل حريتها وتحقيق إرادتها لا يمكن أن تنهزم أو تنكسر لأن الله والشعب والأحرار في العالم والتاريخ معها.
إن المقاومة العراقية الباسلة سوف تنتصر بأذن الله مهما طال زمن المعركة مع المحتلين الغزاة، وليس أمام المحتل إلا القبول بثوابت التحرير الشامل والاستقلال الكامل من كل أشكال الهيمنة والسيطرة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات حقناً للدماء..وحفظ ما تبقى له من ماء الوجه، أو مواجهة الهزيمة المنكرة والأكيدة.
عاش العراق.. الخلود لشهدائه.. والنصر لمقاومته الباسلة..
................................................
* محاضرة ألقاها في مركز منارات بصنعاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.