خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاومة الوطنية العراقية.. المنطلقات والأبعاد الإستراتيجية
نشر في نبأ نيوز يوم 07 - 04 - 2009

الباحث العراقي - د. قيس محمد نوري
مدخل
لم تكن المقاومة العراقية المسلحة للاحتلال الأمريكي للعراق، تنطلق من ردة فعل نتيجة للاحتلال..لقد مثلت ضده المقاومة امتداداً للمشروع النهضوي العربي الذي بدأت ملامحه تتضح منذ الهجمة الاستعمارية الغربية الأخيرة منتصف القرن الماضي والتي أسفرت عن زرع الكيان الصهيوني في جسد الأمة.
إن الصفحات المواجهة بين العرب وأعدائهم منذ ذلك التاريخ والمعبر عنها بالحروب العدوانية تجاه العرب، حروب (48، 56، 67) واحتلال بيروت في (82) وفرض الحصار على العراق عام 1990م، ولغاية الغزو والاحتلال عام 2003م ناهيك عن الاستنزاف الموجهة الذي قادته قوى إقليمية في المقدمة منها إيران وإسرائيل طالما عملت لصالح أهداف وغايات ترتبط بالمباشر بالاستهداف الغربي للأمة، كل ضد مثل صفحات مترابطة سعت وتسعى لتعطيل مشروع بناء الدولة الأمة بديلاً للدولة القطرية العاجزة..إن المقاومة العراقية الباسلة مخاض معمر بالدم يؤكد من جديد إصرار الأمة على التحدي لبناء غد عربي موحد.
من هنا نقول أن تأثيرات نجاح المقاومة وانتصارها سوف لن يكون محصوراً في بيئتها الجغرافية القطرية.. إن تداعيات انتصارها ستكون عربية بلا شك..وإنسانية على مدى أوسع.
لا يمكن فهم منطلقات المقاومة الوطنية العراقية المسلحة، دون فهم أبعاد الاستهداف الاستراتيجي الأمريكي للعراق، من هنا لابد لنا من ألقاء الضوء سريعاً على مرحلة ما قبل الغزو والاحتلال. لقد دخلت ثورة 17تموز 1968م في العراق بمواجهة مباشرة مع الغرب الاستعماري بقيادته الأمريكية، منذ تأميم النفط العراقي مطلع سبعينات القرن الماضي، وتوظيف عائدات النفط بالشروع في بناء العراق وعلى كافة المجالات..رافق هذا انتهاج سياسية خارجية ذات بعد قومي واضح، معا تعارض بالضرورة مع التوجهات الغربية عموماً بالإبقاء على العرب في حالة تخلف دائم وبما يضمن اختلال ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني..لقد وظفت عائدات النفط بعد تأميمه في:
- تأهيل الموارد البشرية علمياً، لتكون الرافعة الأساسية لعملية البناء الشاملة.
- النهوض بالصناعة النفطية، الاستخراجية والتكررية بخبرة وطنية صرفة للتخلص من الهيمنة الغربية على هذا القطاع الحيوي.
- النهوض بالتعليم ليصل إلى أبعد قرية عراقية.
- النهوض بالنظام الصحي العراقي، حتى وصل إلى مستويات متقدمة، تضاهي في رقيها المستويات الأوروبية.
- التركيز على تطوير البحث العلمي المتقدم من خلال أنشاء مراكز بحثية عالية التخصص، ومنها المجالات النووية للأغراض السلمية.
- بناء جيش قوي، قادر على الاضطلاع بأدوار تتطلبها موجبات الأمن القومي العربي، وليس فقط تأمين، الأمن الوطني العراقي.
- إنتهاج سياسية خارجية، أصطفت على الدوام مع حركات التحرر العالمية، والمعبر عنها بمواقف عراقية جريئة إضافة إلى المساعدات المادية المباشرة.
إننا ، لا نستطيع حصر ما بناه الحكم الوطني، أو ما أتخذه من مواقف قومية في هذه المحاضرة السريعة، لكل هذا دخل العراق في مواجهة مباشرة مع الغرب الاستعماري ومركز قيادته العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية. لقد تأكد للقيادة العراقية الوطنية أن الاستهداف الاستراتيجي الأمريكي، قد حسم أمره باسقاط النظام السياسي في العراق، وهذا لن يتحقق إلا من خلال:
1. استمرار وتصعيد وتفعيل المواجهة السياسية.
2. إحباط كل محاولات القيادة العراقية لرفع الحصار المفروض على العراق منذ آب 1990م.
3. تقييد التحرك العراقي السياسي والاقتصادي تجاه دول الإقليم والعالم.
4. إعادة ترتيب الاصطفاف العربي الرسمي، ما أمكن ضمن مسارات تصب في خدمة التوجه الأمريكي بإسقاط النظام الوطني في العراق.
بضوء كل هذا، شخصت القيادة السياسية العراقية، قبل العدوان الحالات والاحتمالات الآتية:
• إن المواجهة مع الولايات المتحدة لن تبقى مواجهة سياسية، وذلك بسبب الأداء السياسي العراقي الذي نجح في إفشال الهدف الأمريكي بإسقاط النظام الوطني من خلال الحصار وفرض العزلة عليه.
• إن احتمالات المساومة مع الولايات المتحدة وبغض النظر عن طبيعة الإدارة في البيت الأبيض، هي احتمالات شبه معدومة وأن حصلت هذه المساومة فلابد لها أن تكون على حساب الثوابت الوطنية والقومية في الخطاب السياسي العراقي خاصة ما يتعلق منها بالموقف من الصراع العربي الصهيوني.
• النظام الرسمي العربي كان عاجزاً تماماً والتبعية في أمس حالاتها معا أفقد العراق إمكانية الاستفادة من التأثير العربي في لجم العدوان والتأمر على العراق.
• لهذه الأسباب وغيرها جاء تشخيص القيادة السياسية في العراق بحتمية الحرب والمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين.
** بدايات المقاومة
أعتبر المحللون العسكريون والسياسيون في العالم أن المقاومة الشعبية الوطنية في العراق، هي أسرع مقاومة شعبية نشأت لمواجهة المحتل، حيث إنها بدأت في اليوم الأول بعد إعلان احتلال العراق في 9/4/2003م، إن السر وراء ذلك، أيها الأخوة ليكن بالاستحضارات التي أعدتها القيادة السياسية العراقية قبل فترة طويلة من الحرب والتي تمثلت في بعض مفرداتها، بأعداد الشعب للمواجهة الحتمية القادمة، فكانت هناك مناهج التدريب العسكري المنظم، الذي شمل كل قادر على حمل السلاح دون استثناء، من طلبة الكليات دوراً بالقيادات الوسطية والفرعية والوزراء وصولاً لأعضاء القيادة السياسية للدولة.
لقد توج هذا الجهد المنظم والمستمر بوضح خطة إستراتيجية لمفردات عمل المقاومة الشعبية حددت محاورها قبل بدأ العدوان على العراق بمدة حيث كلف نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، الفريق أول الركن عزة إبراهيم بالإشراف على تمرين عسكري تعبوي، أطلق عليه تسمية (تمرين العراق العظيم) شارك فيه القادة العسكريين, ومسئولي المنظمات الحزبية والشعبية كافة. وكان الهدف منه تطبيق تمارين عسكرية تنفذ بالتنسيق, بين القطاعات العسكرية والمنظمات الحزبية والشعبية, أي توظيف إمكانات الشعب كافة في مواجهة العدوان.
من خلال هذه الخطة, قسم العراق إلى أربعة مناطق عسكرية, لكل منها قائد, ومستشاري عسكريين, وتم تنفيذ تمارين مشابهة لكل منظمة, وعندما بدأ العدوان بدأت المقاومة الشعبية مرافقة للعمليات العسكرية وبالتنسيق معها وقد تمثلت صورتها الأولى في المواجهة الشعبية في (أم قصر) في القاطع الجنوبي حسب توزيع المناطق, ثم توالى تنفيذ العمليات القتالية للمقاومة في مناطق مختلفة من العراق وأينما وجدت قوات الاحتلال.
إن أوضح الأدلة على إن التخطيط للمقاومة, كان عمل مرسوم ومخطط له من قبل القيادة العراقية بالإخبار التي توالت عند رفع الحصار الإعلامي عن العراق بعد احتلاله, وأخذت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية تنقل ما يجري في العراق.
لقد نشرت وسائل الإعلام ومنها صحيفة (القدس العربي) في عددها الصادر بتاريخ 22/4/2003م أي بعد عشرة أيام من احتلال بغداد, نشرت البيان الأول للمقاومة العراقية حيث أشارت: ( قالت قيادة المقاومة والتحرير في بلاغها العسكري الأول, إن أعضاءها يشنون عمليات قتالية, بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية مما أسفر عن قتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين والبريطانيين) تضيف الصحيفة: وتضمن البيان تعبيرات مشهورة للرئيس صدام الحسين، كما عنون ب( جمهورية العراق – قيادة المقاومة والتحرير) مما يشير, والكلام مازال للصحيفة, إن الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي قام بصياغته.
** المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية :
انطلاقا عن ضرورات تأطير عمل المقاومة العراقية , بمختلق فصائلها واتجاهاتها أدركت قيادة البعث في العراق أهمية وضع منهاج سياسي واستراتيجي للمقاومة , حيث صدر هذا المنهاج في 9 سبتمبر / أيلول 2003م ليكون دليلاً للعمل الجهادي , شارك في صياغته القوى والفصائل المنضوية في جبهة العمل التي شملت اتجاهات وطنية وقومية وإسلامية أسفرت في نهاية الأمر عن جبهة عريضة مقاومة للاحتلال وفق فلسفة عمل تنطلق من عدد المحددات منها:
1. استمرارية المقاومة طالما كان هناك احتلال وبأي صيغة, وعلى أي جزء من ارض العراق وبغض النظر عن القرارات الأمنية اللاحقة للاحتلال.
2. شرعية المقاومة , وحقها في العمل العسكري وغيره, وبالتعرض القتالي على قوات الاحتلال , إفراد ومعدات ومجمعات ومنشئات ومعسكرات ومقرات وهيئات وخطوط إمداد ومرافق خدمات ومساندة ومراكز امن مساعدة وغيرها.
3. شرعية وواجب التعامل القتالي مع المتعاملين والعملاء إفراداً وأحزاباً وهيئات وغيرها من العناوين والمسميات.
4. منع وعرقلة جهد الاحتلال من التصرف والتمكن والاستغلال, كيفما كان شكله لثروات ومرافق وممتلكات العراق وبالطرق والصفة التي تقتضيها متطلبات تحقيق الهدف (عسكرية أو إدارية أو فنية).
5. تعميم المقاومة المسلحة على أرض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم والتأكيد على واجبهم وحقهم المتكافئين في المقاومة وتحرير العراق تحت أي عنوان أو مسمى.
6. العمل على تحقيق تشكيل جيش تحرير العراق , كتطوير في عمل المقاومة لتحرير العراق.
7. عدم التعويل على احتمالات الدعم من قبل الأنظمة العربية لأسباب مرتبطة بطبيعة النظام الرسمي العربي بمجملة , وبالأخص الدول العربية المحيطة بالعراق .
8. الإيمان بواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة على قاعدة المسئولية والحق القوميين, وغير المتعارض مع مسئولية وحق العراقيين, المؤسس على قاعدة الوطنية العراقية
** رؤية المقاومة لعراق ما بعد التحرير:
بلورت قيادة المقاومة العراقية رؤيتها لعراق ما بعد التحرير في البرنامج السياسي للمقاومة (برنامج التحرير والاستقلال) الصادر في أكتوبر / تشرين أول 2006م على النحو الأتي :
تقوم قيادة المقاومة العراقية بتشكيل مجلس شورى مؤقت يتكون من 50-100 شخصية من بين فضائل المقاومة المسلحة والأحزاب والقيادات والشخصيات الوطنية المقاومة والرافضة للاحتلال وعملاءه.
ويقوم مجلس الشورى الذي يضم الفصائل المقاومة بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات عراقية وطنية معروفة بموقفها الرافض والمقاوم للاحتلال وذلك لمدة سنتين وتتولى هذه الحكومة وبإشراف كامل من قبل قيادة المقاومة, ومجلس الشورى المؤقت القيام بالمسئوليات الآتية:
‌أ. الإشراف الكامل على تهيئة أمور الدولة في المجالات كافة .
‌ب. تحقيق ما يتم الاتفاق عليه من قبل قيادة المقاومة مع المحتل في المفاوضات , وخاصة عملية الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات الغازية للعراق ومتابعة تطبيق بقية البنود في اتفاقية التحرير والاستقلال الوطني .
‌ج. حل الميليشيات التابعة للاحتلال وللأحزاب المتحالفة معه وبدون استثناء, وحل الجيش الحالي والشرطة وقوى الأرض المشكلة في الاحتلال وبفعله.. والهمل على إنهاء كافة المظاهر المسلحة في عموم العراق.
‌د. إعادة تشكيل الجيش العراقي الوطني السابق وبكافة تشكيلاته، وقوى الأمن الوطنية السابقة بكافة تشكيلاتها ، وإعادة الحياة لكافة مؤسسات الدولة ، المنحلة بموجب قرارات الإحتلال وتصفية الآثار المدمرة لهذة القرارات وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا .
‌ه. إعداد دستور دائم للبلاد ، تتم مناقشته من قبل مجلس الشورى ، ويعرض للاستفتاء الشعبي العام وبما ينظم الحياة السياسية والعامة في عموم العراق لمدة خمسة سنوات بعد الاستقلال يتم خلال انتخاب رئيسا للجمهورية وبرلمان ويضمن الحقوق الوطنية والقومية للأكراد والأقليات الأخرى، ويتعايش بموجبة الجميع بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم بنوع من الوحدة الوطنية الأزلية التي اتصف بها شعب العراق طيلة تاريخه المجيد، على إن يخول البرلمان المنتخب بتعديله بما ينسجم مع تطور واستقرار الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق.
‌و. إجراء انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة طبقا للدستور بعد انتهاء الفترة الانتقالية ... وبما يضمن مشاركة حرة فيها لجميع الحركات والأحزاب والتيارات السياسية وبما يحقق ولادة نظام وطني ديمقراطي ،تعددي ،يخدم حقوق الإنسان ويصون الحريات العامة، ويحفظ وحدة العراق وشعبة واستقلاله ويحافظ على ثرواته المادية والبشرية .
‌ز. القيام بعملية مصالحة وطنية شاملة على أساس ما ورد في هذه الوثيقة من حقوق وثوابت وطنية، وان اللقاء والحوار والوفاق الوطني والمصالحة مفتوحا مع كافة العراقيين ،أحزاباً وحركات وأفراد ممن يعلنون قبولهم بهذه الثوابت ويستعدون للعمل من أجل تنفيذها والجهاد في سبيل انتزاعها، على أن تسبق هذه المصالحة عملية مراجعة ومكاشفة من قبل جميع القوى الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية، وممارسة النقد والنقد الذاتي وعلى أوسع نطاق والابتعاد عن سياسية الثأر والثأر المضاد ونبذ الفتنة وتصفية الحسابات، وعدم توجيه السلاح إلا للمحتل الغاصب من أجل تحرير الوطن والمقدسات.
** رؤية المقاومة لشكل العلاقات الدولية
لقد أشار البرنامج السياسي للمقاومة فيما يتعلق برؤيتها لشكل العلاقات الدولية بعد التحرير إلى استعداد حكومتها لإقامة أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية مع جميع دول العالم، عدا الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية، وبما يضمن المصالح المتبادلة بين العراق وهذه الدول..وتحقيق الشراكة في تبادل المصالح والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.
وأن قيادة المقاومة العراقية ، تتفهم طبيعة المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية كدول عظمى وأنها مستعدة لإقامة علاقات حسنة ودائمة معها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في بالشؤون الداخلية وفقا للاتفاقيات والمعاهدات والأعراف الدولية وبا يضمن تلك المصالح ويحافظ عليها على سيادة واستقلال الدول والشعوب واحترام إرادتها ويضمن حقوقها بالتصرف بثرواتها الوطنية المادية والبشرية والطبيعية.
كما وأن المقاومة العراقية ستقيم أفضل العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع جميع دول الجوار المباشر للعراق وخاصة الدول العربية الشقيقة، واحترام جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية، وعدم اللجوء إلى القوة في حل الخلافات الثنائية مطلقاً إلا في مجال الدفاع عن النفس والوطن والشعب ضد أي اعتداء خارجي مسلح.
إن المقاومة الوطنية العراقية في الوقت الذي تضع فيه برنامجها الوطني من أجل التحرير والاستقلال الوطني، فإنها مصممة في القتال وإدارة الصراع مع المحتلين من أجل انتزاع استقلال العراق وبناءه بناءاً وطنياً ديمقراطياً.. وإنها إذ تضع تلك المبادئ والأسس والثوابت والتي تمثل حقوق الشعب والوطني والتي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها مهما غلت التضحيات فإنها تأمل بأن يعود المحتل إلى رشده ويسلك طريق الحق ويستند إلى العقل والمنطق والتاريخ ويعترف بهذه الحقوق ويلتزم بتنفيذها ذلك أن قوى التحرير ومقاومة الشعوب من أجل نيل حريتها وتحقيق إرادتها لا يمكن أن تنهزم أو تنكسر لأن الله والشعب والأحرار في العالم والتاريخ معها.
إن المقاومة العراقية الباسلة سوف تنتصر بأذن الله مهما طال زمن المعركة مع المحتلين الغزاة، وليس أمام المحتل إلا القبول بثوابت التحرير الشامل والاستقلال الكامل من كل أشكال الهيمنة والسيطرة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات حقناً للدماء..وحفظ ما تبقى له من ماء الوجه، أو مواجهة الهزيمة المنكرة والأكيدة.
عاش العراق.. الخلود لشهدائه.. والنصر لمقاومته الباسلة..
................................................
* محاضرة ألقاها في مركز منارات بصنعاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.