أوضح الدكتور قيس محمد النوري إن المقاومة العراقية لم تنطلق كردة فعل للاحتلال الأمريكي للعراق وانتهاك سيادته بقدر ماهي إلا أنموذجا لمشروع نهضوي عربي موحد لمواجهة الاستعمار الغربي للبلاد العربية والذي بدأت ملامحه تتضح في منتصف القرن الماضي بزرع الكيان الصهيوني في جسد الأمة العربية. وقال "إن الصفحات المواجهة بين العرب وأعدائهم منذ ذلك التاريخ والمعبر عنها بالحروب العدوانية تجاه العرب، حروب (48، 56، 67) واحتلال بيروت في (82) وفرض الحصار على العراق عام 1990م، حتى الغزو والاحتلال عام 2003 ناهيك عن الاستنزاف الموجهة الذي قادته قوى إقليمية في المقدمة منها إسرائيل طالما عملت لصالح أهداف وغايات ترتبط ارتباطا مباشرا بالاستهداف الغربي للأمة، وذلك لتعطيل مشروع بناء الدولة الأمة بديلاً للدولة القطرية العاجزة, ملفتاً إلى إن المقاومة العراقية الباسلة مخاض معمر بالدم يؤكد من جديد إصرار الأمة على التحدي لبناء غد عربي موحد. وأكد النوري في ندوة فكرية نظمها مركز "منارات" هذا الأسبوع أن تأثيرات نجاح المقاومة وانتصارها سوف لن يكون محصوراً في بيئتها الجغرافية القطرية,بل إن تداعيات ذلك الانتصار ستكون عربية بلا شك..وإنسانية على مد أوسع . وأشار إلى عدم فهم منطلقات المقاومة الوطنية العراقية المسلحة، دون فهم أبعاد الاستهداف الاستراتيجي الأمريكي للعراق، فلقد دخلت العراق في مواجهة مباشرة مع الغرب الاستعماري بقيادته الأمريكية ، منذ تأميم النفط العراقي مطلع سبعينات القرن الماضي، وتوظيف عائدات النفط بالشروع في بناء العراق وعلى كافة المجالات , رافق ذلك انتهاج سياسية خارجية ذات بعد قومي واضح، تتعارض بالضرورة مع التوجهات الغربية عموماً بالإبقاء على العرب في حالة تخلف دائم وبما يضمن اختلال ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني. واختتم "إن المقاومة الوطنية العراقية في الوقت الذي تضع فيه برنامجها الوطني من أجل التحرير والاستقلال الوطني، فإنها مصممة في القتال وإدارة الصراع مع المحتلين من أجل انتزاع استقلال العراق وبناءه بناءاً وطنياً ديمقراطياً.. وإنها إذ تضع تلك المبادئ والأسس والثوابت والتي تمثل حقوق الشعب والوطني والتي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها مهما غلت التضحيات فإنها تأمل بأن يعود المحتل إلى رشده ويسلك طريق الحق ويستند إلى العقل والمنطق والتاريخ ويعترف بهذه الحقوق ويلتزم بتنفيذها ذلك أن قوى التحرير ومقاومة الشعوب من أجل نيل حريتها وتحقيق إرادتها لا يمكن أن تنهزم أو تنكسر لأن الله والشعب والأحرار في العالم والتاريخ معها".