تأكيداً لما سبق أن نشرته "نبأ نيوز" حول تزوير الجماعات الانفصالية في الخارج لتصريحات على ألسنة شخصيات سياسية جنوبية، كشفت رسالة تلقتها السلطات اليمنية عن كذب كل ما نسبته المواقع الاخبارية الانفصالية من تصريحات وتحركات ل"علي سالم البيض"، نافية أي علاقة له بالأنشطة الانفصالية. وأوضح مصدر سياسي ل"نبأ نيوز": أن السلطات اليمنية تلقت مساء أمس الاثنين رسالة خطية من علي سالم البيض ينفي فيها كل ما ورد على لسانه من تصريحات تداولتها بعض المواقع الاخبارية، ويؤكد أن زيارته لبعض العواصم الأوروبية كانت "لأغراض علاجية وأسرية"، ولا علاقة لها بأي نشاط سياسي متصل باليمن أو غيره. وأضاف المصدر: أن رسالة البيض أشارت إلى أن لقاءاته ببعض من وصفهم ب"الأصدقاء" في الخارج هي "لقاءات أخوية وودية"، معرباً عن أسفه من تأويلها واستغلالها من قبل بعض الوسائل الاعلامية "لا أخلاقياً، وتسييسها بما يخدم صراعاتها السياسية مع النظام"، منوهاً إلى أن رسالته هذه تأتي "لإزالة اللبس، وقطع دابر ردود الفعل المتسرعة، ولاخلاء المسئولية من اقحام اسمه في أي خطاب أو قضية"- في إشارة غير مباشرة لما تضمنه بيان "مجلس قيادة الثورة الجنوبية"، وما نسبته له مواقع انفصالية من أدوار في الحراك الانفصالي. وأكد المصدر: أن رسالة علي سالم البيض التي وردت عبر "قنوات دبلوماسية يمنية"، جاءت في أعقاب رسالة شفوية مماثلة حملتها إلى صنعاء قبل نحو الأسبوعين جهات رسمية عُمانية رفيعة، أوضحت خلالها أن البيض أكد عدم رغبته بممارسة أي نشاط سياسي، وأنه لا علاقة له بأحداث الجنوب الحالية. وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر "نبأ نيوز" في الخارج تعاظم القلق في أوساط القيادات الانفصالية في الخارج في أعقاب نجاح التسويات التي أجرتها السلطة مع قيادات الحراك في الداخل، والمتزامنة مع نجاح الدبلوماسية اليمنية في كسب المواقف الدولية المعلنة والرافضة لأي نشاط يستهدف وحدة اليمن ويزعزع استقرار المنطقة. وقالت المصادر: أن قيادات معارضة الخارج تشهد حالياً "ماراثوناً" غير مسبوق للوصول الى تسويات مع السلطة، وأنها وجهت رسائلاً لعدد من الجهات الرسمية العربية والدولية تؤكد فيها رغبتها في تسوية خلافاتها مع النظام سلمياً، وتعرب فيها عن استعدادها للجلوس على طاولة الحوار، واحترامها لأي مبادرة عربية أو دولية لرعاية مثل هذه التسويات. وتفيد المصادر: أن هذا التغير الكبير في موقف معارضة الخارج يأتي على خلفية شعورها بالعزلة العربية والدولية، وبلوغ يقينها بأن مشاريعها التشطيرية لن تحضى بأي تأييد أو تعاطف– على غرار ما حضيت به أبان حرب صيف 1994م- خاصة بعد تأكيد الادارة الأمريكية معارضتها رسمياً لأي نشاط يخل بأمن واستقرار اليمن والمنطقة عموماً، وكذلك قيام حكومات الدول الخليجية بتضييق الخناق على الجماعات الانفصالية المقيمة في بلدانها، وقطع الموارد التمويلية التي كانت تردها عبر قنوات غير رسمية، ورفع وتيرة التنسيق الأمني المشترك بينها وبين اليمن لإخماد الفتنة الانفصالية. وتشير إلى أن تلك التطورات دفعت بقيادات الحراك الانفصالي في الخارج للبحث عن مخرج سياسي يحفظ ماء وجهها، خاصة في ظل التوافق المعلن من قبل جميع القوى الوطنية السياسية والشعبية في الداخل برفض كل المشاريع التشطيرية، وتعهدها بالتصدي لأي أعمال عنف وتخريب مهما بلغت جسامة التضحيات. ونفت المصادر ما وصفته ب"تسريبات إحدى الصحف العربية" بأن يكون وصول علي ناصر والعطاس ومحمد علي وبن فريد وآخرين من القيادات "التاريخية" الجنوبية الى القاهرة هو لأجل عقد مفاوضات مع السلطة، مؤكدة أن قيادات معارضة الخارج اعتادت منذ نحو العامين على عقد لقاءاتها أما في القاهرة أو دبي الاماراتية، نظراً لأن دولاً عربية تقيم فيها بعض هذه القيادات تحرم عليهم ممارسة أنشطة سياسية انطلاقاً من أراضيها، كما هو الحال مع سوريا التي يقيم فيها علي ناصر محمد، والمملكة العربية السعودية التي يقيم فيها حيدر العطاس وعبد الله الأصنج. وفي الوقت الذي كشفت المصادر أن هذه القيادات تجري منذ مدة اتصالات مع مسئولين مصريين وسوريين وخليجيين بقصد حث أنظمتهم لتبني مبادرات تسوية بينهم وبين النظام، فإن مصادر "نبأ نيوز" بصنعاء تؤكد أن ماراثوناً آخراً بدأ "في الكواليس السرية" منذ بضعة أيام للقيادات الشبابية الانفصالية في الخارج- بينهم عدد كبير من قيادات "تاج"- لإجراء صفقات مع السلطة "في الغالب مالية"، بعد أن أدركوا أن "القيادات التأريخية" هي المرجحة لحصاد ثمرة حراكهم، وتظاهراتهم، وتعبئتهم الاعلامية التي كانوا يمضون لأجلها الساعات تلو الساعات خلف شاشات الانترنت. هذا وتتوقع مصادر "نبأ نيوز" أن تتفاجأ ساحة الرأي العام اليمنية صبيحة ذكرى عيد الوحدة اليمنية بحضور عدد كبير من القيادات المعارضة التي أمضت ردحاً من عمرها في الخارج، والتي ترددت أسمائها في البيانات الانفصالية.. فدار الرئاسة اليمنية مشرعة الأبواب منذ أيام، والماراثون مستمر..!