في بيان ظن الجميع أنه خطاباً لأحد القيادات الانفصالية، أعلن تنظيم القاعدة رسميا اليوم الأربعاء 13 مايو 2009م دعمه للحراك الانفصالي في جنوباليمن؛ ودعا أبناء الجنوب الى الالتفاف حول راية القاعدة من أجل أن يتولى "دفع الظلم" عنهم، وعن إخوانهم في العراق وفلسطين، مؤكداً أن القاعدة تقاتل النظام في اليمن منذ سنين بعد أن أمرهم الله بقتال نظام الرئيس صالحن واصفين أنفسهم بأنهم "أعلم الناس بما يمارسه النظام من ظلم وقهر وتبديد للثروة". واعتبر أبو بصير ناصر الوحيشي- أمير "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"ن في تسجيل صوتي بعنوان (إلى أهلنا في الجنوب)، بثته إحدى المواقع الإلكترونية المحسوبة على تنظيم القاعدة- أن ما يحدث في لحج والضالع وأبين وحضرموت وغيرها من المدن من ظلم وقهر للعزّل من المواطنين لا يقره عقل، ولا يرضاه إنسان، ويتحتم على تنظيم القاعدة نحوهم "المناصرة والتأييد والمناصحة، والأخذ على أيديهم". وخاطب أبو بصير- الذي يأتي بيانه بعد بضع أسابيع من اتهام السلطات اليمنية لطارق الفضلي، أحد قيادات الحراك الانفصالي، باحتضان عناصر ارهابية تابعة للقاعدة، وأنه كان من بين المتشددين الذين عارضوا الوحدة في 1990م- اليمنيين في الجنوب بالقول: "أيها الأحرار الصامدون المقاومون لهذا الظلم والقهر الذي دهى اليمن والجزيرة العربية ككل، إن ما تطالبون به هو حقكم كفله لكم دينكم، ودفعتكم إليه فطركم التي لا ترضى الظلم" إلا أن زعيم القاعدة في جزيرة العرب ذكّر الجنوبيين بأنهم جربوا "جميع المناهج"، مشيرا الى حكم اليمنالجنوبي السابق من قبل الحزب الاشتراكي، وشدد على ان "لا عدل وحرية الا في ظل الاسلام". وقال: "إننا نقاتل منذ سنين هذا النظام الذي عطل الشريعة؛ لأن الله أمرنا بذلك"، مضيفاً: "نحن أعلم الناس بما يمارسه النظام من ظلم وقهر وتبديد للثروة" وأضاف: "كنا نود أن يلتحم الناس بنا ويلتفوا حول رايتنا لندفع عنا وعنهم ظلم هذا النظام العميل وعن بقية إخواننا في العراق وفلسطين فهم أيضا لم يسلموا منه فقد زود البارجات الأمريكية لقتل أطفالهم ونسائهم". وحذر أمير القاعدة من الأحزاب قائلاً: "احذروا أن تخدعوا مرة أخرى، أو أن تجير جهودكم في مقارعة الظلم والعدوان لصالح من لا خلاق لهم من سدنة الأحزاب بكل أشكالها والتي لم تجن منها أمتنا إلا التفرق والتبعية والخضوع للأعداء، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين". من جهته علق احد الصحافيين المحللين لنشاط القاعدة في حديث لموقع "الاسلاميون نت" الذي اورد الخبر: "أن الجنوب يأخذ حيزا أيديولوجيا هاما في فكر القاعدة وأدبياتها بشكل خاص؛ لأن القاعدة تعتقد أن جيش المدد سيخرج من منطقة جنوبية محددة هي منطقة (عدن-أبين)"، وهي المنطقة التي شهدت منذ فترة مواجهات عنيفة في أعقاب حملة أمنية قصمت ظهر خلايا القاعدة، الأمر الذي ولد ردة فعل عنيفة لدى السلطان الفضلي الذي أعلن حينها الانضمام الى الحراك الانفصالي بعد رفض السلطات تلبية مطالبه في إطلاق سراح عناصر القاعدة الذين اعتقلتهم خلال الحملة. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد قال في مقابلة مع مجلة "النيوزويك" الأمريكية نهاية أبريل الماضي بعد مواجهات شهدتها محافظات جنوبية: "إن عدونا الأساسي هو القاعدة، ولا وجود لتهديد، لا من الانفصاليين ولا من الحوثيين أو تنظيم القاعدة، لكن القاعدة تضر اقتصادنا طبعا، إنها تضر قطاعنا السياحي وقطاع الشركات، ولذلك نحن قلقون أكثر بشأن القاعدة". وكانت السلطات اليمنية كشفت نهاية العام الماضي عن وجود تحالف لتنظيم "القاعدة" فرع اليمن مع قادة جنوبيين يدعون لانفصال اليمن، وألقت أجهزة الأمن في المحافظات الجنوبية في شهري مارس وأبريل الماضيين القبض على مشتبهين بالانتماء للقاعدة، وقالت السلطات وقتها إن معظمهم من الشباب وصغار السن، الذين تم تجنيدهم للقيام بعمليات انتحارية وتخريبية ضمن خلية قاسم الريمي، أحد الفارين من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006.