افتتح التجمع اليمني للاصلاح بتعز مؤتمره المحلي الرابع بخطبة "بكائية" على الجنوب، أكد خلالها أن الجنوبيين وحدهم الوحدويين "لا غيرهم"، داعياً إياهم الى الهتاف صارخين "لترحل عنا غيمة الفساد الى الجحيم"، الأمر الذي أثار لغط كبير بين أبناء تعز، بعد أن تجاهل الاصلاح الحديث عن أوضاعهم، واستخدم كلمة (لا غيركم) التي تم تفسيرها على أنها اتهام ل(الشماليين) بالانفصالية. مراسل "نبأ نيوز" بتعز، الزميل عبد القوي شعلان، حضر افتتاح المؤتمر، ووافانا بالتقرير التالي: قال عبد العزيز الرميمة – رئيس اللجنة التنفيذية لاحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز- أن أبناء الجنوب في ردفان ويافع والحبيلين وحبيل وحالمين والضالع وحضرموت وشبوه ولحج يطالهم حصارا بمختلف أنواع الأسلحة جراء مطالباتهم بحقوقهم المكفولة في الدستور والقوانين النافذة. ولفت- في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس على هامش انعقاد المؤتمر المحلي الرابع للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز- إلى أن هؤلاء المحاصرين اليوم معظمهم خرج بعد انتهاء حرب 94م يلوح ويصفق لدخول قوات الشرعية فيما بعضهم سكت ودخل داره يحلم منتظرا هتاف الفاتح يدوى في سماء الجنوب أحلاما وأماني بالعمل والثروة والسكن. وقال: ما هي إلا سنوات وأحيل الكثير من هؤلاء إلى صندوق التقاعد ووزعت الأراضي والمباني ولم يجد هؤلاء من يندد بهذه التصرفات التي أضرت بمصلحة اليمن سواء من المثقفين أو من علماء السلطة)، مؤكداً وقوف اللقاء المشترك بالمحافظة مع أبناء المناطق الجنوبية وحراكهم السلمي. وخاطبهم قائلا: نشارككم شظف عيشكم لأننا نعلم علم اليقين أنكم انتم الوحدويون لا غيركم ولنهتف صارخين لترحل عنا غيمة الفساد الى الجحيم. من جانبه، قال عبد الحافظ الفقية- رئيس الهيئة التنفيذية للتجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة: أن الأوضاع التي تعيشها اليمن تستدعي منا التوحد لا التفرق، والعمل الجماعي لا التفرد، ورص الصفوف وليس الإقصاء والأبعاد، مشيرا الى ان دعوة الإصلاح واللقاء المشترك لتمتين العلاقات مع كافة القوى السياسية والاجتماعية لا تمنع من تقييم الأوضاع ونقد الاختلالات. ونوه إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف استثنائية بالغة التعقيد بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء على المستوى الاقتصادي والمعيشي للمواطن والوطن أو على المستوى السياسي الأمر الذي يعكس نفسه بالجملة على مسار المجتمع والسلطة على حد سواء. وأشار الفقيه إلى جملة من إخفاقات السلطة التي قال أنها فشلت في بناء التنمية الحقيقية في البلد سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو التعليمي أو الصحي أو سائر الخدمات الأساسية الأخرى, مستشهدا بفشلها في الاستفادة من برنامج الإصلاح الوطني الشامل الذي تبنته وتعهدت حينها بتنفيذ حزمة من الإصلاحات المالية والإدارية كانت تقول انها ستحقق بها خلال سنة ونصف تثبيت سعر الصرف عن مستوى 40,5 ريال للدولار الواحد وتثبيت عجز الموازنة بما لا يتجاوز 45 مليار ريال وكذلك تثبيت عجز ميزان المدفوعات والمديونية العامة للدولة. وقال: أن السلطة بدلا من تنفيذ برنامجها رأيناها تضيف أعباء جديدة على المواطن من حلال إنزال الجرعات المتلاحقة وبدلا من تثبيت سعر الصرف عند 40,5 ريال للدولار الواحد وصل سعره اليوم إلى ما يزيد عن 200 ريال وبدلا من آن يقف عجز الموازنة عند 45 مليار ريال وصل العجز. وحول الجانب السياسي في البلد، أبدى رئيس فرع اصلاح تعز أسفه من التداعيات التي تمر بها البلاد في كل من صعده وبعض المناطق الجنوبية, ساخرا من آلية المعالجات التي تتبعها السلطة إزاء القضية الجنوبية تحديدا والمتمثلة بعسكرة المحافظات الجنوبية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية الأمر الذي زاد من تثوير الشارع ودفع بالمحايد إلى إعلان الثورة وجر المؤيد للسلطة إلى مربع الحياد إن لم يكن الرفض التام لممارساتها وتصرفاتها التي غاب عن العدل والقضاء. واستنكرالفقيه ما وصفها بالإجراءات التعسفية التي قامت بها وزارة الأعلام ضد عدد كبير من الصحف الأهلية مما يعني تراجع الهامش الديموقراطي بشكل مخيف, داعيا في ختام كلمته إلى وضع المشاكل جميعها على الطاولة والبدء بحوار جاد وصادق مع حزب المؤتمر الشعبي العام لما فيه مصلحة الشعب اليمني وأمنه ووحدته، محذرا من العواقب الوخيمة التي ستحدث لو لم يتم البدء بإصلاحات انتخابية وسياسية خلال الفترة السنتين القادمتين التي تم فيها التمديد لمجلس النواب. كلمة المؤتمر الشعبي العام ألقاها عبد الرحمن الرميمة، أشار فيها إلى تزامن انعقاد المؤتمر المحلي للإصلاح مع ذكرى الوحدة اليمنية التاسع عشرة لتي هي أهم وأعظم إنجاز تحقق للشعب اليمني في القرن العشرين، منوها إلى أن حماية الوحدة الوطنية واجب شرعي على كل يمني ذكرا كان أم أنثى، صغيرا كان أم كبيراً، وبالتالي فان المساس بها هو مساس بالكرامة والشموخ والحياة. وقال: مهما يكن الاختلاف في الرأي والحقوق والواجبات والمصالح المشتركة فان الدستور والقوانين قد كفلت حرية التعبير الذي لا يضر بالمصلحة الوطنية العليا للوطن، مؤكدا ان الديموقراطية ليست باباً مفتوحا على الغارب لكل من تدفعه غرائزه الذاتية للتمادي على الحقوق العامة والممتلكات الخاصة والتمادي اللامحدود في وسائل الأعلام المقرؤه التي لا تراعي ضوابط أو أصول، مطالبا الجميع الموقوف صفا واحد في خندق المصلحة الوطنية العليا كون الجميع سائرون في مركب واحد هو اليمن. الحفل الذي ألقيت فيه أيضا كلمتي القطاع النسوي لحزب الإصلاح ومجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني حضره عدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة والاعلاميين.