سقط ظهر اليوم الخميس في عدن أربعة قتلى من عناصر الحراك القاعدي، وأصيب (19) آخرين بينهم (6) أفراد أمن، في أعقاب مهرجان يدعو لتشطير اليمن، أدارته قياداته عبر الموبايل، وفجرت مواجهاته من فوق سطوح منازل عدن بأسلحة قناصة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" داخل المهرجان، أن مجاميعاً لا تزيد عن بضع مئات المشاركين، معظمهم من صغار السن، أقاموا مهرجاناً في ساحة الهاشمي بعدن، وجه خلاله حيدر أبو بكر العطاس كلمة عبر جهاز "الموبايل"، كما وجه طارق الفضلي كلمته عبر "الموبايل" أيضاً بعد أن خذلته شجاعته من إخراج رأسه من الجحر الذي يختبيء به أسوة بالفتيان الذين زج بهم في المهرجان.. وتفيد المصادر: أن المهرجان انتهى دون أي أحداث تذكر، غير ان عناصر مسلحة من الحراك القاعدي قامت خلال انسحاب المشاركين من ساحة الهاشمي بتوجيه بنادق قناصة من فوق سطوح بعض المنازل، نحو أفراد الأمن والمشاركين، ومباشرة اطلاق الرصاص باتجاههم، والتسبب بمقتل أحد المشاركين واصابة نحو ثلاثة من أفراد الأمن الذين ردوا على مصدر النيران، لتلتهب الساحة بعدها بالمواجهات. كما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" طبقاً لافادات مشاركين أن مجاميعاً تابعة للقيادي القاعدي طارق الفضلي- أحد العائدين من أفغانستان، حسب قوله- تلقت أوامراً من الفضلي شخصياً بالتوجه إلى إدارة أمن عدن واقتحامها، في محاولة لاستغلال انشغال قواتها الأمنية في المواجهات الجارية في الميدان، وإحراز نصر نوعي على أجهزة الدولة، غير أن المهاجمين فوجئوا بمقاومة ضارية، وقوات كبيرة كانت متحسبة لمثل هذا العمل، وقامت بردهم على أعقابهم. وكشفت عناصر متنفذة في الحراك القاعدي ل"نبأ نيوز" أن علي ناصر محمد وطارق الفضلي هما من تبنيا تمويل تكاليف نقل مجاميع الحراك من محافظاتهم إلى عدن، إضافة الى نفقات أخرى تم صرفها كتكاليف تغذية وسكن. المشاركون في تظاهرات اليوم رفعوا أعلاماً سوداء وأعلام "الجنوب العربي"، وهتفوا بشعارات تقول في أحدها (لا وحدة بعد اليوم).. وقاموا بعد انتهاء المهرجان بأعمال شغب واسعة رجموا خلالها أفراد الأمن بالحجارة وهشموا سيارات المواطنين، ولم يستطيعوا الاعتداء على أي محل تجاري كون أصحاب المحلات أغلقوا محلاتهم منذ مساء أمس بعدة أقفال ولم يفتحوها حتى انتهاء المطاردات في حدود الساعة الثانية بعد الظهر. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن قيادات الحراك القاعدي المعروفة لم تحضر إطلاقاً للمهرجان، وكان الحضور الوحيد لها هو عبر الموبايل من خلال كلمتي العطاس والفضلي، وذلك هو نهج اعتاد عليه الحراك، بأن يزج بالناس في المواجهات فيما تدفن قياداته أنفسها في جحور الجبال أو عبر البحار، لتمارس أسلوباً جديداً من العمل النضالي عبر شرائح الموبايل.. الذي ما زالت الأجهزة الأمنية تواجه انتقادات حادة بسبب عدم قطعها لخطوط الاتصال أثناء فعاليات الحراك القاعدي، والذي يعتمد عليها بشكل كامل في تحريك عناصره لتنفيذ عملياتها.
وهكذا يتراجع الحراك من زعامات، ومشائخ، وسلاطين، ليدخل حقبة المناضلين بشرائح الموبايل...