توافد المئات من ابناء ومشائخ مديريات محافظتي تعز واب الى اجتماع تشاوري عقد ظهر أمس الجمعة في منطقة الحوبان مدينة تعز وذلك على خلفية الافراج عن البرلماني احمد عباس البرطي المتهم ومعه اخرون بقتل الشيخ محمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير وشقيق وكيل محافظة تعز قبل بضعة اشهر. الاجتماع الذي ضم ايضا عدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية والسلطة المحلية بالمحافظة القى شقيق الشوافي- كلمة اشار فيها الى ان شقيقه قتل وهو يؤدي واجبه الوظيفي وقد حكم القضاء ليقول كلمته اخمادا لنار الفتنة في المنطقة وفي المحافظة بشكل عام، مجددا امله و ثقته بالقيادة السياسية في البلد، وفيما ابدى الشوافي اسفه من الحكم الصادر الذي قضي بالافراج عن المتهم البرطي اتهم بعض الشخصيات النافذة بالوقوف ضد العدالة، وقال:- الان اضع القضية بين ايديكم يامشائخ وياعقال تعزواليمن ولذلك دعوناكم للتشاور وان تقولوا قولتكم المناسبة. من جانبه اشاد الشيخ سلطان البركاني– رئيس كتلة الحزب الحاكم في مجلس النواب- في كلمته بشقيق المجني عليه محمد منصور الشوافي لتحليه بالصبر ولجوءه الى القضاء الذي قال انه سيظل النافذة الوحيدة لاحقاق العدالة، مؤيدا مقترحات الشيخ عبده محمد الجندي بتشكل لجنة لمقابلة الرئيس واللجوء الى الاستئناف، وقال ان القضاء ما يزال مطلوب منه ان ينتصر للعداله لانه الطريق السليم لاحقاق العدالة، مؤكدا ان الجميع جنود مجندين مع الشيخ الشوافي في سبيل الحق وتحقيق العدالة. الشيخ عبده محمد الجندي– طالب الحاضرين بعدم الانفعال طالما والقضية ما تزال في طور القضاء حتى وان كان احد المتهمين قد خرج من السجن، وقال: اذا فشل القضاء في تحقيق العدالة سيكون من حق اولياء الدم اخذ حقهم بايديهم ولكن القضية ما تزال منظرة قضائيا ولم نصل الى درجة اليأس، معتبرا ان الشجاعة ليست في اشاعة الفوضى في هذه المحافظة او تلك ولكنها في اتباع السلوك الحضاري، مقترحا ان يتم تشكيل لجنة برئاسة الشيخ سلطان البركاني لمقابلة الرئيس، وان يتم الطعن في حكم المحكمة الاستئنافية بتعز، والذهاب الى مجلس النواب للمطالبة باحترام القضاء على اعتبار ان المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، واختتم: نحن لا نكن العداء للمتهم لان المتهم بريء حتى تثينت ادانته. والقي الشيخ سهل ابراهيم عقيل– مفتي محافظة تعز- كلمة اشار فيها الى ان الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية هو الشاهد على تفشي المظالم وهدر الحقوق وغياب العدالة وتفشي الفساد في البلد. وشن عقيل هجوما كاسحا ضد القضاء في اليمن مشبها اياه ببحر متلاطم، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، واشار الى ان الشعب اليمني قدم التضحيات العديدة بدء من عام 62 م وحتى عام 90 م يوم الوحدة اليمنية التي انقذت هذه الامة من هذه المصائب، مبديا اسفه من استفحال الفساد في اليمن الذي جعلها في اسفل ذيل القائمة على مستوى العالم، مطالبا الحاضرين بالوقوف مع الحق في قضية مقتل الشوافي حتى تنتصر العدالة في النهاية. هذا وقد تم في نهاية الاجتماع التوصل الى تشكيل لجنة من خمسين شخصا لمقابلة رئيس الجمهورية وان يظل هذا الاجتماع قائما حتى الغاء القرار الجائر والاستمرار في تقديم الطعن بالغاء القرار الذي صدر عن المحكمة الابتدائية وتقديم الجناة الى العدالة حتى يتم تحقيق العدالة. الى ذلك كان قد صدر بيان عن ابناء مديرية خدير نددوا فيه بما اسموه العدالة الممسوخة التي تمثلت بالانحراف الخطير الذي آلت المحاكمة الابتدائية لعصابة القتلة المجرمين الغارقة اياديهم وافعالهم في دماء الشهيد احمد منصور الشوافي. وتساءل: كيف للجميع ان يفهم اطلاق سراح الجاني واعادة ملف القضية الى النيابة مرة اخرى تحت شبهة عدم سلامة الاجراءات؟، مطالبا مجلس القضاء الاعلى ان يلتفت لما يجري بعين المسئولية وان يعيد مناخ الثقة في نظام القضاء بما يشيع الامن والطمائنينة بين الناس ويكف ايادي العابثين والنافذين، مشيرا البيان الى ان ما جري ويجري لا يشعل الا روح النقمة ويعزز صلابة الموقف الثابت بحتمية القصاص من القتلة وهي عصابة الاجرام في المديرية التي يعرفها القاصي والداني وادانها مجلس القضاء الاعلى في بيانه الشهير ردا على رسالة مجلس النواب. البيان اتهم ما اسماها اياد خفية تريد اثارة الحالة المستثارة اصلا لطالما اشير اليها وبخطورتها وقال انها تحاول جر منطقة خدير بشكل خاص وتعز بشكل عام الى خلافات وفتن القتل والتخريب وتصدير الازمات التي تعاني منها مناطق يمنية كثيرة. واعتبر البيان ان اطلاق المتهم الاول في اغتيال مدير مديرية خدير لن يغير من حقيقة الواقع ومن طبيعة القاتل ولمن تمنحه ابدا صكوك البراءة وانه مخطيء من يساوره شك ان العدالة لا تكون فقط الا بقرار القاضي هذا او ذاك وان كانت ممن بيده النظام والقضاء اولى واوجب وهو هدف سامي تتطلع اليه الجماعات والامم وتسعى الى اقامتها والحق ان لم يمنح ينتزع. واختتم البيان التاكيد على ان ابناء المديرية ليسو عاجزين اليوم عن تصحيح المعوج ورفع المظالم وزجر العابث وردع المذنبين والقصاص من القتلة المجرمين وان ما بدر من صبر انما يعبر عن رغبة صادقة لتفويت نذر الشر التي تخيم على المنطقة. يشار الى ان محكمة خدير الابتدائية قد قضت في جلستها المنعقدة صباح يوم الاربعاء الماضي ببطلان اجراءات النيابة العامة المتخذة حيال النائب أحمد عباس البرطي المتهم بمقتل مدير مديرية خديرأحمد منصور الشوافي والافراج الفوري عنه، فيما احالت ملف القضية إلى النيابة العامة للتحقيق فيها من جديد في حين كان محامي الادعاء عبد الكريم الروضي قد اكد خلال جلسة سابقة ان هيئة الدفاع قدمت دفوعا غير صحيحة ولايمكن القبول بها، مشيرا الى ان القضاء اليمني سبق له وأن فصل في قضية تفجير المدمرة الامريكية كول وحادثة مستشفى جبلة كون هاتين الحادثتين فيهما عنصر اجنبي ما يجعل القضاء اليمني مؤهل للنظر في هذه القضية وغيرها.