هي في حالة سكون منذ 23/3/2009م .. لكنها ليست ابدا في حالة استقرار وهدوء.. فمنذ مقتل ابنها البار الشهيد احمد منصور الشوافي مديرعام مديرية خدير وهو يؤدي واجبه الوطني وهي ترنو الى لحظة هدوء وسكينة يحقق لها عودة القانون والعدالة والحرية والكرامة.. خدير التي ودعت قبل بضعة اشهر فقيدها الذي خدم الوطن في مواقع عديدة وقدم والده روحه في هذا المضار الشريف، تنتظر بفارغ الصبر من يعيد لها ابتسامتها التي افتقدتها بعد حزن شامل، لفها كما لم تعرف الحزن من قبل.. فنار الالم والحسرة التي تشتعل فيها جراء مقتل مدير عام المديرية السابق لن تنطفي حسب ابنائها حتى ينال القتلة جزاؤهم الرادع والعادل حسب عدالة السماء والقانون.
صالح حزام الكلالي- مدير عام المديرية الجديد رئيس المجلس المحلي- وصف ل"نبأ نيوز" جريمة مقتل الشوافي بالبشعة حيث ازهقت فيها روح بريئة مسلمة بدون وحه حق, كاشفا عن تمكن ادارته من ضبط اربعة اشخاص على ذمة القضية, مشيدا بحكمة ال الشوافي وصبرهم ورجاحة عقلهم عندما حكموا القاضاء ليقول كلمته دون الانجرار الى دوافع الغضب التي دائما تسفر عن نتائج لا يحمد عقباها , نافيا ان يكون هناك اي تمييع للقضية.
وقال: ان اجراءات التقاضي لا زالت مستمرة للوصول الى القتلة, ولفت الى ان اصابع الاتهام حتى الان موجهه نحو احمد عباس البرطي ومن كان معه لحظة تنفيذ عملية الاغتيال الاثمة. من جانبه قال مراد الزيلعي- مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية: ان منطقة خدير الامنة فجعت بمقتل ابنها احمد الشوافي, معتبرا عام 2009م بعام الحزن, مشيرا الى ان تفاضيل القضية تعود الى تاريخ 21/12/2008م عندما حضرت عصابة مسلحة يتزعمها البرطي وعصابة اخرى يتزعمها الحنش واقتحموا المجمع الحكومي وقاموا باغلاقه والتمترس امام بوابته, ليظل المجمع مغلقا لمدة 3 اشهر, وعندما جاءت لنا اوامر ملزمة بالدوام داخل المجمع قررنا الالتزام بالدوام, وتم التخاطب مع قيادة المحافظة بتعزيز الحماية الامنية وفعلا كان اول الملتزمين بالدوام الشهيد احمد منصور الشوافي كعادته عندما تولى مهام مديرية شرعب السلام والمخاء, ولكن العصابة المسلحة ارتكبت جريمتها الشنعاء في حق احد ابناء المديرية المخلصين. ونوه الزيلعي إلى ان دم الشوافي لا يهم ابناء المديرية فقط بقدر ما يهم كل ابناء المحافظة وكل انسان يرفض الظلم كما يهم الدولة والقانون كونه يمثل رئيس الجمهورية في منصبه الذي كان يشغله، مشددا على سرعة القاء القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاؤهم الرادع.
وكان ابناء مديرية خدير قد دشنوا فعاليتهم التضامنية الاولى قبل بضعة اشهر مع أولياء دم المجني عليه احمد منصور الشوافي وذلك بإقامة لقاء تضامني حضرته قيادات الداثرتين (41-40 و مشايخ ورؤ ساء مراكز تنظيمية وأعضاء المجلس المحلي والشخصيات الاجتماعية.
وطالب المتضامنون بطرد من وصفوهم بالشخصيات المارقة التي ليس لها أصل في خدير، مهددين بصعدة اخرى اذا لم يتم القاء القبض على الجناة وتقديمهم الى المحاكمة.. كما طالب المتضامنون الجهات الأمنية والتنفيذية والقضائية بسرعة تنفيذ الأحكام الصادرة من محكمة الاستئناف بتعز والتي تقضي بإعادة المتهمين بقتل احمد منصور الشوافي الى السجن وعلى رأسهم النائب البرلماني احمد عباس البرطي والسير في إجراءات المحاكمة مع استئناف العمل في الأجهزة القضائية.. وأشاروا الى ان المديرية ما كان لها ان تنعم بالخيرات والمشاريع والمنجزات التي تحققت لها منذ 15عاما الا بعد ان استطاع أبناء المديرية من خلال تكاتفهم من دحر من وصفوهم بأصحاب القلوب المريضة الذين يسعون في الأرض فسادا والذين سلبوا خيرات ومشاريع ودخل المديرية وباعوها لمصالحهم الشخصية, منوهين إلى ان تكاتف أبناء الدائرتين شكل عاملا مهما في رفع مستوى التنمية بالمديرية وان هذا التكاتف شكل حجرة عثرة أمام من وصفوهم باللصوص الذين يملئ عليهما الشيطان أفعالهم. في حين كان المئات من ابناء ومشائخ مديريات محافظتي تعز واب قد توافدوا في شهر يونيو 2009م الى اجتماع تشاوري في منطقة الحوبان بمدينة تعز وذلك على خلفية الافراج عن البرلماني احمد عباس البرطي المتهم ومعه اخرون بقتل الشيخ محمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير وشقيق وكيل محافظة تعز قبل بضعة اشهر.. وكان من بين الحضور الشيخ سلطان البركاني– رئيس كتلة الحزب الحاكم في مجلس النواب- الذي اشاد بشقيق المجني عليه محمد منصور الشوافي لتحليه بالصبر ولجوءه الى القضاء، والذي قال انه سيظل النافذة الوحيدة لاحقاق العدالة. فيما طالب الشيخ عبده محمد الجندي– بعدم الانفعال، وقال: اذا فشل القضاء في تحقيق العدالة سيكون من حق اولياء الدم اخذ حقهم بايديهم ولكن القضية ما تزال منظرة قضائيا ولم نصل الى درجة اليأس، معتبرا ان الشجاعة ليست في اشاعة الفوضى في هذه المحافظة او تلك، ولكنها في اتباع السلوك الحضاري.. وخرج الاجتماع التشاوري بتشكيل لجنة برئاسة الشيخ سلطان البركاني لمقابلة الأخ رئيس الجمهورية.