أخيراً قرر شلال علي شايع الثأر لدم أبيه المسفوك غدراً، فيما عقد صلاح الشنفرة العزم على محاكاة بطولات أبيه وتخليد ذكراه الثورية، فوجها صباح اليوم الأربعاء مليشياتهم التخريبية إلى سوق الخضرة في الضالع، لتنهال تهشيماً بفرشيات البصل والبطاط، والاعتداء على الباعة العزل، في صولات متفرقة، أشبه بتلك التي كان يشنها جيل الثوار الأول على الانجليز، غير أن شجاعة جيل أبنائهم التقطت أنفاسها الأخيرة على فرشيات البصل، في فضيحة مخزية أججت إستياء الشارع الضالعي. فقد خرجت صباح اليوم وسط مدينة الضالع مجاميع صغيرة للغاية، من أنصار شلال والشنفره، وباشرت حال وصولها سوق المدينة أعمال شغب وتخريب، أحرقوا خلالها الاطارات، ثم هجموا على السوق، واعتدوا على بعض الباعة الذين تصدوا لهم، وقلبوا بسطيات وفرشيات الخضرة سافلها عاليها، وبعثروا سلال الخضروات إلى الأرض، في مشهد همجي لم يأت بمثله حتى برابرة القرون الوسطى. وتدخلت القوات الأمنية بعد وقت قصير جداً من ذلك، ففرت من أمامها فلول الهمج، غير أنها ألقت القبض على عدد منهم، وهرع أبناء الضالع لاغاثة المنكوبين الذين لم يجد "شلال" و"الشنفرة" من هم أشد منهم بأساً لفتل عضلات مليشياتهم عليهم. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنه رغم عودة الهدوء لبعض الوقت إلاً أن همج الحراك، الذين فروا إلى الأزقة الداخلية للمدينة، شكلوا خلايا مصغرة باغتت الناس، وأعادت كرة الهجوم على نفس الباعة، بعد أن كانوا قد أعادوا ترتيب بضائعهم، وجمعها من الأرض.. وانهالوا عليها تهشيما بالهراوات، وفروا عائدين أدراجهم في غضون دقائق.. وأشارت إلى أن المشاهد الهمجية التي ترجمها الحراك أثارت إستياءً بالغاً في الأوساط الشعبية في الضالع، التي تطوع عدد من أبنائها في البقاء داخل السوق لحماية الباعة البسطاء، الذين معضمهم من أرياف الضالع. هذا وقد أصدرت السلطات الأمنية توجيهاتها بنشر قوة أمنية خاصة بحماية السوق على مدار ساعات اليوم، فيما توجهت قوة أخرى لالقاء القبض على بعض العناصر الذين تعرف عليها الأهالي.