ثمة مصالح إستراتيجية سياسية وأمنية وإقتصادية لدول الخليج العربي تحتم عليها القبول بإنضمام اليمن إلى المنظومة الخليجية بالرغم أن الخليجيين يدركون هذه الحقيقة لكنهم يحاولون أن يتجاهلوا ذلك نتيجة التفاوت الاقتصادي الملحوظ، حيث حسبوها إقتصادياً ولم يدركوا الحقائق الإستراتيجية على المدى المتوسط والبعيد على كافة الأصعدة. فعلى الصعيد الأمني تمثل اليمن عمق استراتيجي هام للأمن الخليجي، وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة فإن الإرتهان على الحماية الغربية هي مساءلة وقتية سوف تنتهي عندما تنتهي مصالحهم في المنطقة. ولأن فلسفة الأنظمة الخليجية الأمنية إتكالية فإنها سهلة الإبتزاز والتجاذبات أمام أطماع الاستراتيجيات الإقليمية. واليمن قوة إقليمية لا يستهان بها لحماية منطقة الخليج العربي حالما تخطت مشاكلها الإقتصادية، فالمنطق الديمغرافي يؤكد أن دول الخليج العربي تعاني من نقص في الثروة البشرية وهي من أهم عناصر القوة، فاليمن تمثل كثافة سكانية يمكن الاعتماد عليها في حالة السلم أو الحرب. فعلى الصعيد الديمغرافي تعاني دول الخليج من زيادة ملحوظة في العنصر الأجنبي (العمالة الغير عربية) مما يمثل تهديداً للهوية الوطنية وبالتالي التنشئة والأمن الداخلي. وعلى الصعيد الاقتصادي اليمن تعد سوقاً إستهلاكية للمنتجات الخليجية في زيادة ألتجارة البينة وأرض زراعية يمكن الاعتماد عليها بمد السوق الخليجي بالمنتجات الزراعية بديلاً عن استيرادها من أوروبا وأمريكا وبأسعار أقل. وفي ظل الوضع الدولي الراهن الذي يشهد تكتلات وتحالفات، فإن المصلحة الإستراتيجية تستدعي بل وتحتم على دول الخليج العربي التشرف بإنضمام اليمن إليها خاصة مع بروز القومية الفارسية المدعومة بطائفية دينية ومذهبية أضحت تهدد أمن الخليج العربي في مرحلة غياب قومية عربية رادعة وعجز المنضمومة الخليجية عن مواجهة التمدد الصفوي الإيراني بعد أن كان العراق محاصراً له. وأزدادت الأهمية الإستراتيجية لإنظمام اليمن بعد احتلال العراق وزيادة النفود الإيراني في المنطقة عبر الأقليات الشيعية المواليه لطهران. إن الأهمية من هذا المنظور الاستراتيجي يؤكدان إن انضمام اليمن سوق يكبح التحدي التي تواجهه دول الخليج المهدد بالإنفجار الداخلي بسبب اضطراب الهويات كعنصر هام في العمالة وقوة عسكرية وفلسفة أمنية في الردع وسوقاً استهلاكية للمسألة الاقتصادية والتجارية، وأرضاً زراعية تغطي منتجاتها الأسواق الخليجية وبأقل التكاليف المادية.