ربما لا يعلم الكثيرون وهم يبدأون يومهم كل يوم باحتساء كوب من القهوة ان هناك تاريخا حافلا خلف اكتشاف هذا المشروب الذي اصبح من العناصر الاساسية في جدول كل منا. الباحث في تاريخ القهوة سيجد الكثير من القصص حول اول من احتسى القهوة ولكن الحقيقة هي ان القهوة أكلت اولا. اذ تروي الحكايات ان راعي اغنام عربيا، يدعى خالدي لاحظ ان اغنامه قد اصابتها حالة من النشاط بعد اكلها حبوب نبات معين. ولاكتشاف ماهية المادة التي انعشت قطيعه قام خالدي بغلي هذه الحبوب وفي رواية اخرى اكلها كما هي ولاحظ التأثير المنشط لها. ولكن القصص حول البلد الذي اكتشفت فيه القهوة تختلف فبعضها يقول اليمن والبعض الاخر يقول اثيوبيا وغيرهم يقولون تركيا. وفي المعرض الذي يعنى بإنجازات وتاريخ العرب المقام في مدينة مانشستر حاليا تحت عنوان «الف اختراع واختراع» يتعرف الزوار على قصة القهوة وتاريخها من خلال مخطوطات ورسومات لأول المقاهي وللقوافل التي تحمل الحبوب والتي تعود لأصول عربية. وايا كان البلد الذي اكتشفت فيه حبوب القهوة فمن المعروف ان بداية زراعة شجرة البن في الجزيرة العربية كان في حوالي عام 1110 ميلادي وتقريبا في نفس هذه الفترة بدأ العرب بإعداد الشراب كما نعرفه الان عن طريق تحميص الحبوب وغليها. تروي الحكايات ان اول محل لبيع حبوب القهوة كان في القسطنطينية في اواخر القرن الخامس عشر وتبعته اقامة اول مقهى هناك. وفي بعض الاقاصيص يعود استخدام كلمة «موكا» الى الميناء اليمني الذي كانت تصدر منه القهوة الى سيلان والهند. مع انتشار استخدام المشروب بين العرب بدأ التجار في التسويق له في اوروبا وحسب بعض الاقاصيص فإن اول بلد استقبل المشروب كان فينيسيا في عام 1600 تبعته اقامة اول مقهى في ايطاليا في عام 1654. بالنسبة لأوروبا كان المشروب قد اصبح جزءا من الروتين اليومي فافتتح اول مقهى في انجلترا عام 1652 وافتتح التاجر ادوارد لويد مقهى يحمل اسمه عام 1688 وهناك كان اول استخدام لكلمة «تيبس» او البقشيش، اذ كان رواد المقهى الذين يرغبون في خدمة اسرع ومقعد مريح يلقون بقطعة نقود معدنية في حاوية معدنية مكتوب عليها (للحصول على خدمة افضل) «to insure prompt service TIPS». وترجع الروايات استخدام السكر في تحلية القهوة الى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر الذي افتتح اول دار للقهوة في باريس بعد ان اهديت اليه شجرة بن. وهكذا اكتسبت القهوة المزيد من المستهلكين حتى وصلت الى العالم الجديد مع رحلات الاستكشاف فيقول بعد المؤرخين ان الكابتن جون سميث ادخلها الى اميركا والبعض الاخر يؤكد دخولها الى كندا اولا. وهكذا يمضي تاريخ القهوة حتى اختراع ماكينة الاسبرسو في فرنسا عام 1822 وصناعتها في ايطاليا في 1905 وتبع ذلك اختراع الة تقطير القهوة حيث استخدمت ميليتا بينتز الورق النشاف كفلتر للقهوة. ولا عجب بعد هذا التاريخ الحافل ان تصبح القهوة من اثمن السلع في العالم بعد البترول ولكن ايضا لان محبي القهوة لا يرضون عنها بديلا فهي اصبحت تحتل مكانها الثابت في النشاط اليومي لكل منهم. ش - أ