في أول بادرة من نوعها في اليمن، نظمت جمعية الفردوس التنموية النسوية بالتعاون مع منظمة ((سي اتش اف)) الامريكية الدولية، السبت 25/8/2009 مائدة مستديرة لعدد من الصحفيين، أقيمت في المركز اليمني لحقوق الإنسان بمحافظة عدن ، تمهيداً للحملة الإعلامية التي تقودها جمعية الفردوس تحت مسمى حملة ((الأصوات الصامتة))، والتيتستهدف الأطفال عديمي الهوية، المتمثلين في أطفال الخطيئة وأطفال المهشمين، ممن لم تستخرج لهم شهادات ميلاد حتى ألان. وفي مستهل الجلسة تحدثت الأخت كفى الهاشلي ممثلة جمعية الفردوس عن أهداف الحملة المتمثلة في إظهار القضية للرأي العام وإيجاد شراكة قوية من قبل منظمات المجتمع المدني لتبني الموضوع على المدى البعيد وأوضحت ممثلة الجمعية بان الحملة ستستمر 15 يوما ابتداء من الأول من أغسطس وحتى ال15 من الشهر نفسه. ودعت ممثلة الجمعية الصحفيين إلى المشاركة الفاعلة في مثل هذا الموضوع من خلال كتابة التحقيقات أو التقارير والمقالات الصحفية للتعريف بموضوع الحملة وأهدافها. ويعلق الأستاذ محمد قاسم نعمان رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان في عدن على ما قالته كفى مؤكدا بان الأطفال عديمي الهوية لا يشملون أطفال الخطيئة فحسب بل هناك الكثير من العائلات الريفية في اليمن لاستخراج شهادات ميلاد لأبنائها. يتساءل الصحفي نشوان العثماني عن كيفية تصنيف مثل هذه المواضيع وهل يمكن أن نعتبرها ظاهرة أم مشكلة ومن أي منظور تنظر الجمعية إليها هل من منظور إسلامي أم لبرالي. وتدافع ممثلة الجمعية هنا عن ما طرحة نشوان مؤكدة بان الجمعية أخذت بعين الاعتبار الجانب الديني وقد قدمت بمذكرة إلى مكتب الأوقاف في مديرية البريقة دعتهم فيها إلى تعميم خطبة الجمعة للحديث عن هذا الموضوع وتضيف كان هناك تجاوب من قبل بعض أئمة المساجد وكذا عدد من المؤسسات التي بدورها تبنت عدد من الحالات وترى بأنه من غير المنطقي أن ننظر إلى الخطاء دون النظر إلى نتائج هذا الخطاء ويشاطرها الرأي الأستاذ محمد قاسم نعمان حيث يرى إن تبني مثل تلك المواضيع لا يعني تشجيع للخطيئة وإنما يجب أن ننظر إلى الدوافع التي أدت إلى ارتكاب الخطيئة مدعما حديثه بعدد من الأمثلة. وفي مجمل إجابتها على سؤال الصحفي وائل القباطي حول تسهيل المهمة للصحفيين فإن الجمعية قد رتبت في حملتها نزولا ميدانيا للصحفيين إلى منطقة السيسبان حيث توجد أعلى نسبة من الأطفال عديمي الهوية وتشرح كفى حالة هذه المنطقة فسكانها من المهمشين الذين جاءوا بعد أزمة الخليج ولم تصرف لهم الهويات حتى ألان وقد سعت بعض الجمعيات لاستخراج 400 شهادة ميلاد لبعضهم. ومن وحي التجربة يتحدث الصحفي مرزوق ياسين عن تحقيق كان قد كتبه عن سكان تلك المنطقة وعن الأطفال عديمي الهوية وإن الهوية عملية تربوية من وجه نظره ومثل تلك الحالات يجب أن تراعى وأن نهتم بمثل هؤلاء الأطفال ويجب أن لا نشعرهم بعقدة الذنب بل نهتم بهم حتى يكونوا فاعلين في المجتمع اختتمت الأخت كفى الهاشلي ممثلة جمعية الفردوس الجلسة بدعوة وجهتها للصحفيين لحضور ورشة تدشين الحملة والتي ستكون في الأول من مايو في مقر جمعية الفردوس في مديرية البريقة.