يتسبب الاستخدام غير السليم للركبة في إصابة أجزاء عدة فيها بالأذى وربما التلف، خاصة أثناء ممارسة صغار السن من المراهقين والشباب لأنواع معينة من الألعاب الرياضية. وأحد نتائج هذا هو إصابة التهابية تطال الوتر الذي يربط ما بين عظمة الرضفة (الصابونة)، وبين عظمة القصبة، وهي العظمة الأمامية الكبيرة في الساق، إذْ يشعر المرء المصاب حينها بألم في الركبة عند السكون، ويزداد مع الحركة كالهرولة أو الوثب أو حتى مجرد المشي. كما أن تكرار الالتهاب مع ظهور ندبات تحت الجلد وحول الوتر أو تمزق فيه، أمر يتطلب التدخل الجراحي لإصلاحه. * الأسباب والأعراض يعتبر القفز أو الوثب المتكرر أحد أهم أنشطة حركية الجسم المسببة لهذا الالتهاب، كما أن تكرار قطع المسافات الطويلة بالدراجة الهوائية، أو الهرولة والمشي على المنحدرات، أو المرتفعات وحتى على درج السلالم، كلها تُؤدي إلى نفس الإصابة، لأن كل حركات هذه الأنشطة البدنية تضع عبئاً من الإجهاد المتواصل بشد وتر صابونة الركبة، الأمر الذي يؤدي إلى التهابها. وهناك حالات تزيد فيها احتمالات حصول الالتهاب الوتري هذا نتيجة عدم استقامة كل من الحوض والفخذ والساق والقدم، كمن لديه توسع في الحوض أو هبوط في قوس القدم أو صكك في الركبة، الذي سبق لصفحة الأسرة بملحق الصحة في «الشرق الأوسط»، الحديث عنه قبل عدة أسابيع. وتتمثل الأعراض التي قد يشكو منها من لديه إصابة الوثب في وتر الصابونة من: ألم يشعر به المصاب حول الوتر، أو بشكل أكبر عند الضغط عليه، وربما حتى خلف الصابونة. انتفاخ في مفصل الركبة أو في منطقة التصاق الوتر بعظمة القصبة الساقية. ألم عند الوثب أو الهرولة أو المشي خاصة عند عبور المنحدرات أو المرتفعات. ألم عند ثني مفصل الركبة أو مده. وربما يحصل تمزق في الوتر أو قطع فيه، مما يسبب ألماً شديداً يأتي بشكل حاد ومفاجئ، مما يمنع الإنسان من القدرة على مد أو ثني الركبة. ويستطيع الطبيب بالفحص السريري وبتصوير الركبة بالرنين المغنطيسي تشخيص وجود هذه الإصابة. * العلاج ويعتمد العلاج على جملة من الأمور: وضع الثلج لمدة نصف ساعة تقريباً على منطقة الوتر الملتهب، مرة كل 3 أو 4 ساعات، وذلك لمدة يومين أو ثلاثة، أو حتى يزول الانتفاخ والألم. تناول الأدوية المخففة من عمليات الالتهاب والمخففة للألم من نوع غير الستيرويد، كالبروفين أو الفولتارين، وفق ما يراه الطبيب المُعالج. ارتداء سوار أو مشد حول الركبة. وجود قطع في الوتر أو تكونت حول الوتر ندبات نتيجة الالتهاب المزمن أو تكراره، يتطلب جراحة لإصلاح هذا الاختلال. وتختلف المدة التي تستغرقها عملية الشفاء من الإصابة لدى المصابين بين بضعة أسابيع إلى أشهر، والأصل هنا ثلاثة أمور: الإسراع بالشفاء يتطلب إعطاء راحة للركبة من تكرار إجهادها بأي نشاط بدني يسببه، والعكس صحيح. طول مدة الشعور بالألم من دون البدء في العلاج، يعني طول المدة التي يستغرقها زوال أعراض الالتهاب. العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية لا يعتمد على عدد أيام أو أسابيع الراحة، بل على شفاء الركبة وزوال علامات الالتهاب منها. هدف العلاج الطبيعي وغيره هنا هو تمكين المصاب إلى العودة لممارسة الأنشطة الطبيعية في أسرع وقت ممكن بعد التأكد من الشفاء تماماً. وبشكل عام، فإن بمقدور المصاب العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية إذا ما كان: التمكن من ثني أو مد مفصل الركبة إلى آخر مداها من دون ألم. عودة الركبة والساق إلى قوتهما الطبيعية أسوة بما في الجانب الآخر من الجسم. زوال الانتفاخ من الركبة. التمكن من الانحناء والمشي وجلوس القرفصاء. اما الوقاية فتتمثل في تجنب وقوع الشيء المسبب للحالة، وهو تكرار الاستخدام السيئ للركبة من دون حماية لها، فوجود عضلات قوية في الفخذ يحمي الصابونة ووترها الممتد إلى عظمة القصبة في الساق، وارتداء أحذية مناسبة لحجم القدم ومناسبة أيضاً لنوع الرياضة التي يمارسها الشخص. وهذا الأمر يتطلب أخذ مشورة المدرب الرياضي. ومن الضروري التنبه إلى أن لتمارين الإحماء قبل ممارسة أي نشاط رياضي أو مجهود بدني، يقي كثيراً من الإصابات التي تصاحب المجهود الذي لم تتهيأ له بعد العضلات أو المفاصل أو الأوتار. * أخبار طبية أظهرت إحدى الدراسات الحديثة في الولاياتالمتحدة التي شملت أكثر من 3 آلاف شخص من البالغين، أن هناك علاقة قوية بين الاضطرابات في الشخصية من الجانب النفسي والعصابي وبين الحساسية، وأن العلاقة تختلف في تأثيرها على النساء بصفة غير تلك التي لدى الرجال. ودرس الباحثون حالات الحساسية لدى من يعانون من الاكتئاب، أو اضطراب الشخصية العصابية، تلك التي لديها قابلية للانفعال أو النرفزة، والقلق، وتقلب المزاج. وتبين للباحثين من جامعة كولومبيا بنيويورك أن الاكتئاب أحد العوامل المؤدية إلى ظهور حالات الحساسية، إذ أن 50% ممن يعانون من الاكتئاب بالمقارنة مع من ليسوا كذلك لديهم هم عرضة للإصابة بالحساسية. كما وأن عرضة الإصابة بالحساسية عند من لديهم اضطرابات عصابية في الشخصية هي أكثر بنسبة 20% مما هو حال غيرهم من السليمين. وبتدقيق أكبر في نتائج المعلومات، وجد الباحثون أن علاقة الاكتئاب بالحساسية هي لدى النساء دون الرجال، بينما تأثير اضطرابات الشخصية العصابية كان أوضح لدى الرجال دون النساء. الدراسة التي نشرتها مجلة الطب النفسي البدني في عددها الأخير توضح جانباً من العلاقة، لكن الآليات لا تزال مبهمة، لأن كثيراً من النظريات ربطت بين مناعة الجسم لدى من يعانون من اضطرابات نفسية دون تعليل علمي واضح يُسهم في علاج المشكلتين. والدراسة الجديدة تضيف معلومة ربما تساعد على حل اللغز بطرح جانب الاختلاف بين النساء والرجال، مما يستدعى بداهة دراسة تأثير الهرمونات الأنثوية والذكرية على كلا الأمرين، أي الحساسية والاضطرابات في الشخصية. هل قلة إحساس المدخن بالطعم المر، سبب في إقباله على التدخين ابتغاء طعم دخان التبغ؟ وما علاقة الإحساس بطعمه في رغبة المدخن للتدخين أصلاً؟ هذه بعض الأسئلة التي حاول الباحثون من جامعة ويسكونسن مادسون وجامعة أوتاه الإجابة عنها من خلال دراسة جينات الطعم المر أو تحديداً جينات فينايلكربامايد gene-phenylthiocarbamide (PTC) أو بي تي سي، وعلاقته بطعم دخان التبغ لدى المدخنين. النتيجة الغريبة كانت اكتشاف أن من لديه من المدخنين، أنواعاً أقل انتشاراً من جينات الطعم هو أقل تدخيناً من غيره. ووضح الدكتور دال كانون الباحث الرئيس في الدراسة أن اعتماد الجسم على النيكوتين ينتج عن عدة عوامل جينية وتأثيرات معقدة لتأثيرات الظروف المحيطة بالإنسان، ودراستنا تؤكد أهمية أخذ العوامل الجينية في الاعتبار عند النظر إلى الاعتماد الجسمي على النيكوتين. الدراسة شملت حوالي 400 مدخن و200 غير مدخن، وتتبع توفر نوعين من جينات بي تي سي، وتبين أن من هم أقل إحساساً بالطعم المر هم أكثر رغبة في التدخين ابتغاء مجرد طعم الدخان. كم لم تجد الدراسة فرقاً في هذا الأمر بين النساء والرجال. الدراسة بحسب تعليق المراقبين الطبيين تفتح أفق أوسع في فهم آلية اعتماد الجسم على النيكوتين في دخان التبغ، ووفق ما وصلت إليه تحتاج تعميقاً أكثر في البحث عن وسائل تعتمد على جينات الطعم في وقف التدخين. وسبق لي في ملحق الصحة بالشرق الأوسط مناقشة جوانب مهمة في علم الإحساس بالتذوق، وأشرت حينها إلى أن الفهم الأدق له يساعد في توجيه الأبحاث نحو إنتاج مواد علاجية تسهم في وقف التدخين أو الإفراط في تناول الدهون أو السكريات. الشرق الاوسط