"اريد نصرا سريعا ومحققا لابدوا كامبراطور قوي" القائد: "ممكن ذلك ولكن خسارتنا بالجنود ستكون كبيرة" الامبراطور: "التاريخ يذكر الملوك فقط.. نفذ فحسب"!
سمعت تلك الكلمات من أحد الافلام التاريخية التي تجسد معاناة البشر المتكررة وقتلهم وتدميرهم بايدي اخوانهم من البشر، والغاية واحدة وهي التملك والتسلط.. تلك الغاية التي دائما ما تحور تحت مسميات كثيرة وتغطى باهداف نبيلة حتى اذا انكشفت الحقيقة بانت عورتها. الامبراطوريه الرومانيه حكمت واحتلت العالم القديم باسم الديمقراطية والتي بها سوغت استغلال مقدرات وعباد البلدان لنشر الديمقراطية.
تلك الامبراطوريه في خباياها سنجد ان الالاف المؤلفه من البشر قد ماتوا ليتمتع شخص ما بالامبراطورية، والادهى من ذلك ان لا ذكر لهم الا بكلمة "وقتل الالاف"، بينما سنجد التاريخ يمجد يوليوس قيصر مثلا ويذكره أكثر مما يذكر جماجم تلك الالوف التي تهشمت لتبني عظمة وغطرسة قائد مغرور مهووس بامتلاك العالم.. الالاف ايضا كانوا الرصيف الذي مشى عليه الاسكندر المقدوني وهانيبال ونابليون وهتلر.. الملايين كانوا وقودا لغطرسه العشرات من القادة الذين عقدوا صفقة مجحفة مع التاريخ لتمجيدهم طالما عاش التاريخ على ان يشبعوا نهم التاريخ الشديد بجثث واشلاء الملايين من البشر الذين لا حول لهم ولا قوة.
ألم يكن أحرى بالعالم ان يتذكر معاناتكم وألمكم ويعقد النية على اجهاض مشروع إبادة البشرية بأيدي البشر..! لمَ لا نعيش بسلام ونترك تلك الملايين لتعيش وتسطر أروع آيات التضحية في ميادين الابداع المدني..!؟
أليس الاجدر بنا كبشر العيش بسلام واطفاء فتيل العنصرية والطائفية..!؟ أليس الاجدر بنا ان نقول لقادة الحروب كفى.. ماعدنا وقودا لاطماعكم.. فمشاعل الفكر والثقافة والفنون، وعلماء الدين والاحرار ذكرهم التاريخ لشخصهم رغما عنه من دون ان يسفكوا دما او يضلوا أمة. ولنقل جميعا للتاريخ: ستذكرنا، ولكن ليس بالالاف التي انتهت، وانما بالالاف التي عاشت وبنت وعمرت وتركت أعاجيبا شاهدة على حياتها..! ............................ * باحث دكتوراه، ذكاءاصطناعي، ماليزيا