* باحث- الولاياتالمتحدة كنت قد كتبت في مقال سابق يحمل نفس العنوان ان اليمن على حافة بركان مرشح ان يعصف لا باليمن وحده بل بالجزيرة العربية ودول الخليج كذلك، وقد صدق حديثي للأسف الشديد وباسرع مما كنت اتوقع.. فقد قرأت بعد ذلك في الاخبار تحت عنوان: "الحوثيون يشهرون السلاح في وجه السعودية": "هددت جماعة أنصار عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يتزعم التمرد في محافظة صعدة (شمال اليمن) بنقل المعارك إلى الأراضي السعودية". ويوم السبت أكدت صحيفة "أخبار اليوم" اليمنية ايضا: أن "إعلام التمرد الحوثي، وفي خطوة إستباقية، كشف الرغبة الجامحة لدى عناصر التمرد في نقل معركتهم إلى أراضي المملكة العربية السعودية". أذن فنحن لم نعد امام مشكلة سخط سياسي واجتماعي لدى الجنوبيين، وتمرد "زيدي" لدى الشماليين، أو خلاف على الحكومة المركزية، او على أسلوب الحكم والتعامل مع السلطة الشرعية في القطر اليمني فحسب، بل اصبحنا امام احتمال انتشار نار فتنة التشرذم والاقتتال المذهبي البغيض خارج حدود اليمن وانتقالة الي الحيز الاقليمي..! ولكي تكتمل الصورة، ويتضح حجم المأساة ومدى الدمار الذي يمكن ان يحيق بالمنطقة، فما علي السادة المسؤلين والمعنيين بالأمر إلا ان يعلمو أن بعض جهات الصراع في اليمن تجري مناورات، وتستعد بالتسلح، وكأنها علي أعتاب حرب إقليمة لا هوادة فيها، وليس نزاع داخلي حول حقوق فئة من المجتمع- كما كان يتصور البعض.. فقد جاء تحت عنوان: "مناورات عسكرية رفيعة المستوى": "أن الحوثيين أجروا فجر يوم الجمعة مناورات عسكرية مكثفه في مناطق خاصة بهم، وقد سمع المواطنون في اغلب مناطق صعده دوي الانفجارات وإطلاق القذائف الثقيلة والرشاشات المتنوعة. وقد قال مراقبون محليون أن المناورات تأتي لرفع مستوي الجهوزية القتالية والمعنوية للحوثيين". والسؤال الهام والخطير هو: من أين لهؤلاء بتلك الاسلحة والتكتيكات العسكرية في المناورات؟ وضد من سوف تستخدم؟ ألا يؤكد هذا وجود ايدي خفية تحاول العبث بمصير اليمن وجيرانة، وتريد ان تزعزع الامن في منطقة الجزيرة العربية حتي يتسنى لها السيطرة على مقدرات منطقتنا الغنية بالثروات النفطية والمعالم التاريخية والاسلامية المقدسة..!؟ وما أطماع ايران الفارسية في اليمن وفي منطقتنا العربية ببعيد، فقد لعبت ايران دورا في السابق خلال مفاوضات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين الشيعية. وكانت أجهزة إعلام إيرانية في السابق قد دعت الشعب اليمني إلى الوقوف مع الحوثيين والالتفاف من حولهم ودعمهم بكل قوة. وقد تزامنت الدعوات الإيرانية مع ادعاءات من قيادات الحوثيين على "أحقية أبناء صعدة في استعادة جبل العرو وإمارات جازان وعسير ونجران" من السعودية، مبررة ذلك بأنها "فروع يجب أن تعود إلى الأصل"، وما يجري في العراق من تدخل فارسي، ونزاع مزعوم حول جزر الامارات العربية، والاضطرابات في جنوب المملكة كلها قضايا مترابطة، وتشير بكل وضوح وتأكيد الى تلك الايدي الفارسية الطامعة في المنطقة العربية. وحتي لا يتحول اليمن الى صومال جديد، أو سودان فيتمزق من الداخل، ويصبح عامل تمزق لجيرانة من الخارج نقول: على كل مواطن يمني مخلص لوطنه ولقومه ان يحتكم الى العقل ويترك الدعوات والنعرات الطائفية جانباً، ويتصدى لها بكل ما أوتي من قوة حتى لا يزج بالوطن والمنطقة العربية في نفق مظلم يكون ثمنه غاليا لليمن وللأمة العربية. وإلى أبناء اليمن وقيادات المعارضة في الخارج نقول: إن اطلاق أسماء أخرى على الانفصال والتشرذم (كقولكم: فك الارتباط بين شمالي البلاد وجنوبها) لن يغير من حقيقة الامر شئ، واذا كنتم تعانون من شئ، فالأجدر بكم بذل الجهد في اتجاة الوحدة، وتصحيح ما تعتقدون انه خطأ بدلا من العودة الى الوراء وهدم ما تحقق من انجاز. وإلى أبناء اليمن في الداخل- جميع أبنائه بمختلف مذاهبه ومواقعه الجغرافية- نقول لكم قولة رئيسكم الشرعي والوحيد الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية: "اليمن.. لن يكون شطرين فقط، شمالياً وجنوبياً، ستكونون قرى ودويلات، وستتقاتلون من باب إلى باب، ومن طاقة (شباك) إلى طاقة، ولن يكون هناك طريق آمن، أو طائرة تطير، أو سفينة تبحر من وإلى اليمن".. ذلك إن لم تعوا حجم الخطر المحيط بكم ومصيرية المرحلة التي تمرون بها أنتم والمنطقة المحيطة كلها. والى السادة المسؤلين لازلنا نقول: أيها السادة الرؤساء والامراء والملوك في منطقتنا العربية؛ أنقذوا اليمن قبل فوات الاوان، وقبل ان يلحق بالصومال والسودان.. أفيقوا، وادركوا الموقف في اليمن قبل ان يعصف هذا الطوفان بالمنطقة كلها.