شهدت الساعات الماضية معاركاً شرسة للقوات المسلحة والأمن، حققت خلالها انتصارات نوعية في مطاردة فلول التمرد والتخريب في العديد من جبهات المواجهة، مكبدة إياها خسائراً فادحة بالأرواح والمعدات، الأمر الذي أجبر المليشيات الحوثية على الفرار من العديد من المعاقل التي كانت تتحصن فيها. وأفادت مصادر محلية بمحافظة صعدة أن وحدة عسكرية شنت هجوماً كاسحاً على مواقع المتمردين في بالقرب من "بيت القحم" و"ذو سليمان"، وبسطت سيطرتها الكاملة على تلك المناطق، بعد أن ولت فلول التمرد الناجية من القتل الأدبار، في نفس الوقت الذي قام سلاح المدفعية بقصف مكثف لمعاقل المتمردين في مناطق "شرق عيان" و"التبة السوداء"، ودكها بالكامل. وكانت مصادر خاصة، أكدت ل"نبأ نيوز" أن القوات الحكومية واصلت منذ صباح أمس الثلاثاء اكتساح مواقع المتمردين على أطراف مناطق "حرف سفيان" في تقدم سريع وواسع، خاضت خلاله اشتباكات ضارية مع الجيوب الحوثية، وتمكنت من القبض على عدد من المتمردين، بينهم مصابون بجروح تخلى رفاقهم عن إخلائهم من ساحة القتال- طبقاً لتوجيهات قياداتهم التي تمنعهم من "الانشغال" بإخلاء المصابين والقتلى. م ن جهة ثانية قال مصدر محلي، إن عصابات الحوثي التخريبية أقدمت على تهجير سكان منطقة "قحزة"، وأجبرتهم على الخروج من منازلهم ومغادرة المنطقة تحت تهديد السلاح, مشيرة إلى أن عناصر التمرد قامت بالتمركز في منازل السكان، ونهبت ممتلكاتهم. واعتبر المصدر تلك الجريمة بأنها تضاف إلى سلسلة الجرائم البشعة لعصابات النهب والسلب التابعة للحوثي والتي ترتكبها بحق أبناء محافظة صعدة. وعلى صعيد آخر، سخر مصدر مسئول من مزاعم وادعاءات عناصر التخريب والتمرد "الحوثية " وما يدعونه عن التزامهم بوقف إطلاق النار وحرصهم على السلام في محافظة صعدة, وقال المصدر: إن تلك العناصر خرقت قرار تعليق العمليات العسكرية في اللحظات الأولى لإعلانه، وأن ما تدعيه تلك العناصر مجرد أكاذيب واهية ومنافية لما يجري على أرض الواقع من خلال ما تقوم به من أعمال تخريبية واعتداءات وخروقات متواصلة.
وأوضح المصدر: أن تلك العناصر تواصل عمليات الاعتداء على المواطنين، وأفراد القوات المسلحة والأمن، وعلى الممتلكات العامة والخاصة، وترويع الأطفال واختطافهم واحتلال منازلهم، بهدف الضغط على أسرهم لإجبارهم على القتال في صفوفهم. وأضاف: أن تلك العناصر واصلت زرع الألغام في الطرقات ونهب مزارع المواطنين بعد الاستيلاء عليها ومهاجمة المساجد والمدارس والمراكز الصحية واحتلالها واتخاذها متارس، وتفجير بعض المنازل وهدمها على رؤوس ساكنيها, ومهاجمة مخيمات النازحين ومنع وصول المساعدات الإنسانية وقوافل الإغاثة إليهم واتخاذهم دروعا بشرية، وتفجير كابلات الاتصالات مما تسبب في قطع الاتصالات عن صعدة وتدمير ونهب أكثر من سنترال في عدد من مناطق محافظة صعدة . وأشار المصدر إلى أن عناصر التمرد والإرهاب عمدت في الآونة الأخيرة إلى استهداف المعالم الأثرية والتاريخية في بعض مناطق صعدة, حيث تقوم تلك العناصر بين الحين والآخر بإرسال متسللين إلى مدينة صعدة لمهاجمة سور مدينة صعدة القديمة وقلاعها التاريخية وحصونها الشهيرة. وحمل المصدر تلك العناصر مسئولية خروقاتها وعدم التزامها بقرار إيقاف العمليات العسكرية , كما حملها مسئولية ما يترتب على قيامها بالاعتداء على المواطنين وعلى معالم محافظة صعدة التاريخية والأثرية التي تعتبر ملكا لأبناء الشعب اليمني كافة وارثا تاريخيا وحضاريا لا يجوز لأي كان المساس بها أو الاعتداء عليه.
وقال المصدر إذا كانت تلك العناصر جادة فيما تدعيه حول حرصها على السلام فان عليها الجنوح إلى السلم والكف عن اعتداءاتها وأعمالها التخريبية والالتزام بالنقاط الست التي سبق للجنة الأمنية العليا أن أعلنتها وأكدت عليها أكثر من مرة. استمع إلى شهادات حية يدلي بها النازحون بالصوت والصورة..