في شهر رمضان المبارك زادة معاناة المرضى بالكلى وأقفلت أبواب المستشفيات أمامهم وأصبح الموت المحقق هو الشبح الذي يطارد حياتهم ليلاً ونهاراً يبحثون عن من ينقضهم من الهلاك فلم يجدوا سوى الموت ينتظرهم لا دواء ولا مستشفيات ولا مراكز متخصصة تستقبلهم لتمد إليهم يد الرحمة.. إنها حياتهم المندثرة وهم أحياء يعبث بها القدر وتقسي عليهم الأيام ، وتغيب عنهم رحمة البشر وتبقى أمامهم رحمة الله التي لا قنوط منها، في ضل غياب تام لوزارة الصحة ومرافقها المنتشرة في كل مكان ولكنها أسماء بلا أجسام يافطات معلقة على جدران المباني توحي بوجود صرح طبي يخدم الوطن والمواطن ويخصص لها جزء من الميزانية العامة للدولة، ولكنها في حقيقة الأمر هي عبارة عن دكاكين لبيع البهارات وسلب ما بجيوب المرضى المساكين! لم اصدق وأنا اسمع سرد قصة إمراة مريضة بالكلى عندما اشتد عليها الألم بان ذويها عجزوا عن إيجاد مركز أو صالة غسيل الكلى في طول اليمن وعرضها وكانوا عند زيارة المستشفيات الحكومية والخاصة منها تأتيهم الإجابة عن سؤالهم بالقول المأثور والمعتاد إسماعه لكل مريض يأتي إليهم والإجابة هي: لا يوجد ماء خاص لغسيل الكلى عندنا { مادة غسيل الكلى} يقول سارد القصة أخيراً اهتدى أهل المريضة إلى مغسلة الموتى ليجدوا من يغسلها ويكفنها ويواري جثمانها الثرى هذه هي نهاية كل مريض بالكلى في بلادنا وأموال الدولة تنهب وتبعثر في شراء الأثاث والسيارات الفارهة للمسئولين والمتنفذين انه الفساد الذي ينخر جسم اليمن ويفسد ضمائر المسئولين في بلادنا هذا إذا كان هناك بقية لضمائر نحتسبها في اليمن. من يرحم هؤلاء المرضى يا وزير الصحة وهل لنا أن نجد الإجابة أم إن الوزارة في وادي والمرضى في وادي أخر ؟ وزارة الصحة يفترض أن تكون مسئوليتها حماية الوطن والمواطن من الأمراض الفتاكة وتوفير الأدوية لمعالجة المرض والوقاية منه بدلاً من البحث عن مكاسب مادية شخصية تنهك كاهل المواطن وتحول مجتمعنا إلى مجتمع عليل ، وفروا دواء لمرضى الكلى وفروا مادة غسيل الكلى ارحموا مرضى الكلى ياوزير الصحة فهم أمانة في عنقك إلى يوم القيامة.