موخراً زادت معاناة المرضى بالكلى وأقفلت أبواب المستشفيات أمامهم وأصبح الموت المحقق هو الشبح الذي يطارد حياتهم ليلاً ونهاراً يبحثون عن من ينقذهم من الهلاك فلم يجدوا سوى الموت ينتظرهم لا دواء ولا مستشفيات تستقبلهم لتمد إليهم يد الرحمة.. إنها حياتهم المندثرة وهم أحياء يعبث بها القدر وتقسو عليهم الأيام ، وتغيب عنهم رحمة البشر وتبقى أمامهم رحمة الله التي لا قنوط منها، في ظل غياب دور المرافق الصحية المنتشرة في كل مكان ولكنها أسماء بلا أجسام يافطات معلقة على جدران المباني توحي بوجود صرح طبي ولكنها في حقيقة الأمر هي عبارة عن دكاكين لسلب ما بجيوب المرضى المساكين! لم اصدق وأنا اسمع سرد قصة امراة مريضة بالكلى عندما اشتد عليها الألم بأن ذويها عجزوا عن تخفيف معاناتها وكانوا عند زيارة المستشفيات تأتيهم الإجابة عن سؤالهم بالقول المأثور والمعتاد إسماعه : لا يوجد ماء خاص لغسيل الكلى عندنا «مادة غسيل الكلى» يقول سارد القصة: أخيراً اهتدى أهل المريضة إلى مغسلة الموتى ليجدوا من يغسلها ويكفنها ويواري جثمانها الثرى . من يرحم هؤلاء المرضى وهل لنا أن نجد الإجابة عند الجهات المعنية؟ يفترض بوزارة الصحة أن تكون مسئوليتها حماية المواطن من الأمراض الفتاكة وتوفير الأدوية لمعالجة المرض والوقاية منه، وفروا دواء لمرضى الكلى وفروا مادة غسيل الكلى ارحموا مرضى الكلى فهم أمانة في اعناقكم إلى يوم القيامة.