شهدت جبهات القتال في محور "رازح" خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء مجزرة دموية فريدة، أبيدت خلالها مجاميع كبيرة من المتمردين، ممن ما زالت جثثهم تملأ محيط مطار رازح "المهجور"، الأمر الذي لجأت على أثره القوات الحكومية إلى استخدام مكبرات الصوت للمناداة لانتشال الجثث. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في محافظة صعدة أن عشرات المتمردين قتلوا، وتم إلقاء القبض على آخرين بعد هجوم مضاد شنته القوات الحكومية باسناد طائرات مروحية على مجاميع حوثية كانت قد هاجمت بعد منتصف ليل أمس الاثنين موقع مطار رازح القديم بمئات المقاتلين، ودارت رحى حرب طاحنة استمرت زهاء الساعة والنصف. وتفيد المصادر: أن القوات الحكومية التي كانت في موقع المطار لم تكن تتجاوز الأربعين مقاتلاً، نظراً لعدم حيوية الموقع من الناحية العسكرية، فآثرت قيادتها الانسحاب تكتيكياً من الموقع، غير أنها عادت بعد نحو ساعتين ونصف مع وحدة عسكرية أخرى، وباسناد الطائرات المقاتلة، وشنت هجوماً كاسحاً على قوات التمرد من ثلاثة اتجاهات، سطرت خلاله بطولات منقطعة النظير، فقتلت عشرات المتمردين، والقت القبض على عدد آخر منهم، فيما ولت بقية الفلول أدبارها، ونجحت الطائرات المروحية مع الخيط الأول من فجر اليوم الثلاثاء في رصد عدد من المتمردين الفارين، الذين تحصنوا على مسافة غير بعيدة من الموقع بانتظار وصول الامدادات لمعاودة كرة الهجوم، ووجهت لهم ضربات قاتلة، وبددت شمل من نجا منهم. وتؤكد المصادر: أن القوات الحكومية التي استعادت الموقع وجهت في حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم نداء بمكبرات الصوت للحوثيين لارسال من ينتشل جثث قتلاهم من داخل ومحيط موقع مطار رازح، في نفس الوقت الذي أسعفت أربعة متمردين مصابين من بين من تم اعتقالهم إلى وحدة الميدان الطبية المتقدمة. هذا وتقول المصادر أن الأجواء في رازح ما زالت تنذر بمواجهات ساخنة خلال الفترة القادمة، حيث رصدت القوات الحكومية تحركات لمجاميع حوثية، يعتقد أنها بصدد التحضير لهجمات جديدة. جدير بالذكر أن "مطار رازح" هو مطار مهجور منذ سنوات طويلة، ولم يعد صالحاً للاستعمال، وتتخذه القوات المسلحة مقراً لإحدى وحداتها العسكرية.