سعادة الوالد الرئيس /علي عبد الله صالح - وفقه الله وسدد على طريق الحق خطاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: أبعث إليك هذه الرسالة وكل فخر أني ابن من أبناء اليمن، وبلد عليها رئيس مثلك في حكمته وسياسته للأمور، مازلت أتذكر ثباتك في وحدة اليمن إذ ظهرت شجاعتك وحكمتك في رفض كل تدخل أجنبي في الأزمة، وجعلت ذلك خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فاليمن واحدة مهما طال انفصال الشطرين؛ وتحقق المقصود بحمد الله ومنته. ثم تكرر الأمر مع احتلال جزر اليمن فثبتَّ ثبات الأبطال, وأظهرت الحكمة اليمانية في سياسة اليمن وعادت أراضي بلدنا الغالي، وتصريحاتك في فتح باب الجهاد إلى فلسطين أثناء العدوان الصهيوني عليها. ووقوفك الحالي سدًّا منيعاً في وجه التمرد الحوثي الرافضي المجوسي الذي أراد أي يفسد البلاد والعباد بمبادئه الهدامة. هذا كله يا والدي العزيز يسجل لك أيها البطل في كتاب التاريخ الذي لا يمكن أن يتجاهله أحد، بل حفر ونقش في قلوبنا نحن أبناء اليمن. ولكننا نعتب عليك في تعاملك الأخير مع اليمنيين - الذين يتهمهم الغرب بالإرهاب – ووضعت يدك في يد خارجية تكيد الإسلام وأهله على مر التاريخ المعاصر وخاصة أمريكا، لحل قضيتهم، وليس هذا ما عهدناه عليكم، وكما تعلم ولا يخفى عليك أن هذه الدولة ما دخلت أرضا إلى أفسدتها وأذلت أهلها، والتاريخ والواقع يشهدان على ذلك، وأما أفغانستان عنا ببعيد والعراق الحبيب. واسمح لي سيادة الرئيس وفقك الله لكل خير بأن أبدي رأيي في القضية – تنظيم القاعدة - كابن من أبناء اليمن يدين بالإسلام؛ ويرغب بأن يبقى قائده ووالده في أحسن صورة وأن يسجل له التاريخ كله بصماته الرائعة كقائد مسلم عربي شهم شجاع حكيم يسعى لرضى ربه قبل كل شيء، وحريص على لم شمل أبنائه في وطن واحد تحت ظل الشريعة الإسلامية، وألخص رأيي في النقاط التالية: 1) أن تتولى والدي الرئيس أمر هذا الملف شخصياً، وأن لا يتولاه غيرك، ممن قد يخرج علينا بتصاريح وبيانات تخدم أعداء الخارج قبل الداخل، وتأزم الموقف مع القاعدة أكثر. 2) عدم السماح للغرب وخصوصا أمريكا التدخل في شؤون اليمن وقضاياه مهما كانت الأسباب أو الضغوطات، فإن شعب اليمن المسلم يصبر على الجوع والعطش ولا يصبر على الذل والهوان. 3) إشراك علماء الشريعة العاملين في حل الأزمة للتفاوض مع القاعدة على ضوء الشريعة الإسلامية. 4) أن الحل الوحيد كما قال تعالى في سورة الحجرات: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) [الحجرات: 9 - 10]، وكما ذكر سبحانه الدعوة إلى الإصلاح بالعدل والقسط، والتقوى سبب في حلول رحمته سبحانه على البلاد والعباد (لعلكم ترحمون). وأعلم يا فخامة الرئيس- حفظك الله- أن اليمن اليوم هي بلد الإسلام المسلمين؛ وأنت السد المنيع لهذا البناء العظيم، وأنت على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، فالله الله أي يؤتى الإسلام من قبلك، وهذا امتحان من الله قد ساقه إليك فإن نجحت فيه فقد حزت خيري الدنيا والآخرة، وأربأ بك ياصاحب الحكمة أن تختار الأخرى. وأخيراً : فإني أسأل الله عز وجل أن يحفظك من كيد الأعداء، وأن يصلح لك البطانة، وأن يقوي عزائمك لكل ما فيه صلاح لليمن وللإسلام والمسلمين، وأن يحفظ يمننا من كيد أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين. ابنكم المغترب أبو عمر المدني .