لليوم الثاني على التوالي، تشهد جميع محاور القتال هجمات عنيفة متبادلة، تصدرها صباح اليوم الثلاثاء هجوم حوثي على جبل الدخان، وآخر على "وادي الخزان" بالملاحيظ، وثالث بمحاذاة مركز الجابري السعودي، وهجوم رابع- هو الأعنف- شنته قوات الجيش على مناطق آل عقاب بصعدة وقرب "جبل وهبان"، وخامس يزحف بقوات حكومية وشعبية نحو مناطق سفيان، وسادس استهدف تطهير العديد من مناطق محور الملاحيظ، بجانب هجمات نوعية محدودة نفذتها القوات اليمنية والسعودية وامتدت الى منطقة "حرض" التي دخلت حليبة المعارك حديثاً. ففي محور صعدة، تفيد مصادر "نبأ نيوز" أن وحدات من الجيش والقوى الشعبية، وفي أعقاب هجموم اجتاحت به أمس الاثنين "جبل المدور"، التحمت فجر اليوم الثلاثاء بوحدات عسكرية أخرى وبدأت باجتياح مناطق "آل عقال" من عدة محاور، في نفس الوقت الذي تقوم وحدات أخرى تتمركز في "جبل وهبان" بشن هجماتها على مواقع للحوثيين في المناطق المجاورة للجبل كانوا قد انطلقوا منها أمس الاثنين في محاولة للتسلل الى الجبل، إلاّ أنها باءت بالفشل. وإلى جانب الهجوم العنيف الذي تشنه وحدات الجيش والقوى الشعبية على "آل عقاب"، والذي ما زالت معاركه مستمرة حتى هذه اللحظة، فإن العمليات بمحور صعدة اتسعت لتشمل ضرب أوكار حوثية في "جبل الاحرش" و"جبل سربة" اللذان تتمركز فيها مجاميع حوثية، وقد رصدت تحركات عسكرية تشير إلى أن الجيش بصدد الزحف نحوهما خلال الساعات القادمة. وفي محور سفيان، تؤكد المصادر أن القوات الحكومية والشعبية المتحالفة استانفت منذ ظهر أمس الاثنين الزحف الذي كان قد توقف لأكثر من اسبوعين- لأسباب مجهولة- وأنها واصلت شق طريقها باتجاه "المجزعة" و"المربعة" و"وادي عبلة"، وأن معاركاً شرسة تخوضها القوات الحكومية والشعبية في مطاردة المجاميع الحوثية، وتدمير تحصيناتها، وآلياتها، ومعداتها الحربية.. حيث تؤكد المصادر أن الحوثيين تكبدوا خسائراً كبيرة قرب مواقع "النصر" و"الصمود" و"تبة شمسة" التي تتمركز فيها قوات الجيش، خلال هجمة فاشلة شنتها عليها. أما في محور الملاحيظ، فقد واصلت القوات الحكومية والشعبية عمليات التطهير التي شملت المناطق المحيطة بجبل "ظهر الحمار" والتي واصل الحوثيون شن هجماتهم منها على الجبل منذ أن استعادته القوات الحكومية، وكذلك منطقة "الجرائب" والتباب المطلة على "المنزالة".. وامتدت أيضاً الى "مفرق ذويب" و"تبة المطلة"، حيث تم توجيه ضربات مدمرة للأوكار الحوثية فيها. وفي الملاحيظ أيضاً، خاضت القوات الحكومية والشعبية اشتباكات شرسة بمواجهة المجاميع الحوثية التي شنت هجوماً على منطقة "وادي الخزان"، واستمرت المعارك زهاء الثلاث ساعات انتهت بانكسار المجاميع الحوثية وفرارها من منطقة الوادي بعد تكبدها خسائر كبيرة وتدمير. كما قام الحوثيون صباح اليوم الثلاثاء بشن هجوم على جانب من "جبل الدخان" الذي تم تحريره قبل بضعة ايام، غير ان المصادر تؤكد أن الهجوم انكسر بعد اقل من ساعتين من بدايته، بعد أن قوبل بتصدٍ شرس اسقط ما يزيد عن (20) مسلحاً حوثيباً بين قتيل وجريح. كما كشفت المصادر عن نشاط حوثي باتجاه مناطق "حرض"، حيث نفذت وحدات الجيش عدة هجمات على تجمعات للحوثيين في "وادي سر الموز" و"وادي لية" وعدد من المناطق القريبة من "الجرائب" التي ينطلق منها الحوثيون باتجاه "حرض" التي دخلت حلبة المواجهات منذ مطلع الأسبوع الجاري. أما الجانب السعودي، فعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته العديد من جبهاته، فإنه لم يكن بمنأى عن الهجمات الحوثية، إذ شهدت المنطقة المحاذية لمركزي الجابري من جهة "شدا" أمس واليوم هجمات حوثية متتالية، في محاولة لتعزيز نفوذ المجاميع الحوثية المتمركزة في الجابري، وفك الحصار الذي تضربه عليها وحدات عسكرية تابعة للواء العاشر.. غير أن هذه الهجمات كانت تواجه بنيران كثيفة فتعود أدراجها خائبة، بعد أن تكون قد فقدت عدداً من مسلحيها بين قتيل وجريح. من جهتها، واصلت القوات السعودية شن الصولات المحدودة على المناطق المواجهة لجبل "جلاح" قرب "الخوبة"، وذلك على خلفية رصد تجمعات حوثية تحاول الحشد في المنطقة، أملاً في شل النشاط التجاري والاغاثي عبر منطقة "حرض" التي تعتبر أحد ألأهم المنافذ الحدودية بين اليمن والسعودية.. كما واصل الطيران السعودي الاغارة على عدد من المناطق الحدودية التي يرصد فيها تحركات لمجاميع أو مركبات حوثية.. وهو ما يعتبرها العسكريون طلعات روتينية "وقائية". ومع أن الاشتباكات تتجدد يومياً في جميع المحاور بهجمات متبادلة، غير ان مصادر عسكرية تؤكد أن هذه الاشتباكات تحدث مع فصائل حوثية صغيرة للغاية مقارنة بالمجاميع التي كانت تهاجم قبل شهر من الآن، وتقول أن الحوثيين يسعون من خلالها لارسال رسائل إعلامية بانهم ما زالوا موجودون، ليس اكثر، في الوقت الذي لم تعد مسألة القضاء عليهم نهائياً سوى مسالة وقت، حيث أن هناك عمليات تطهير واسعة طردتهم من الغالبية العظمى من المواقع الحيوية.