كشفت مصادر "نبأ نيوز" في الضالع عن وصول قادة الحراك في لحج وأبين مساء الاثنين إلى مدينة الضالع، وبدء استعدادات واسعة لمواجهات وصفت بأنها "انتحارية"، تعتزم خلالها مليشيات الحراك النزول إلى الشارع بالاسلحة، والاصطدام بالقوات الحكومية، فيما استنفرت سلطات الضالع أجهزتها المختلفة، وتلوح في الأفق نذر أحداث صاخبة قد تشهدها الساعات القادمة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز": أن قيادات حراك لحج وأبين والضالع بدأت في ساعة متأخرة من ليل الاثنين اجتماعاً في منزل صلاح الشنفرة بمنطقة "غول سبوله"، وانضم لاجتماعها "ناصر الخبجي"، وقادة المليشيات الارهابية المسلحة (طاهر طماح، وسامي ديان، وعلي سيف)، بجانب عدد غير قليل من قادة الحراك من عدة مناطق يمنية جنوبية.. وأحيط مكان الاجتماع بعشرات العناصر الارهابية المدججة بالسلاح. وأضافت المصادر: أن الاجتماع جاء بناء على توجيهات أصدرها علي سالم البيض، دعا فيها كافة فصائل الحراك في الجنوب إلى التوجه إلى الضالع، والاستعداد لإقامة ما أسماه ب(مهرجان التحدي والغضب) يوم الأربعاء، بغية "كسر الحصار الأمني الذي تفرضه السلطات عليها"- على حد تعبيره. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" التي اطلعت على نص رسالة "البيض"، فإنه طلب منهم الخروج إلى الشوارع "بشكل انتحاري" حاملين أسلحتهم، ومواجهة قوات الأمن "مهما كانت التضحيات"، واقتحام النقاط الأمنية، ومهاجمة المراكز الأمنية والعسكرية، والسجن، ومقرات حكومية تم تحديدها، وذلك "لإثبات أنهم ما يزالون أقوياء بدون طارق الفضلي". وطبقاً لمعلومات حصلت عليها "نبأ نيوز" من مصادر مقربة من الحراك، فإن الحراك يعتزم إقامة مهرجانه صباح الأربعاء في "ملعب الصمود" بمدينة الضالع، وأنه حدد منطقة "الحصين" كموقع بديل للملعب في حال فاجأتهم السلطات الأمنية بمحاصرة الملعب بقوات كبيرة.. واشارت الى أن الحراك سيدفع بمسيرة "غير مسلحة" الى تلك المواقع، ليتسنى لها تسجيل "حضور سلمي"، فيما سيدفع بمليشياته المسلحة من خارج موقع التجمهر لتفجير المواجهات لتكفل له حالة الذعر والفوضى سقوط ضحايا، يستغلهم في تصعيد العنف- كما جرت العادة. وفي تطور آخر، كشفت مصادر "نبأ نيوز" عن بدء خطوات عملية للجناح الثاني للحراك المناويء لفصائل "المجلس الأعلى للحراك الجنوبي"، لتشكيل محور مستقل يضم (ردفان، ويافع، وأجزاء من الضالع). وافادت المعلومات: أن قادة "المجلس الوطني للحراك"، و"اتحاد شباب الجنوب"، و"هيئة النضال"، والذين يتركز نفوذهم في المناطق المذكورة آنفاً عقدوا امس الأول اجتماعاً "سرياً" في يافع، بحثوا خلاله سبل تشكيل محور مستقل للحراك، وتشكيل هيئة قيادية عليا من عناصرهم في تلك المناطق الثلاث حصرياً، باعتبار تنظيماتهم هي المغذي الرئيسي لأنشطة الحراك الانفصالي، علاوة على كونهم يتبنون الدعوة لمشروع (الجنوب العربي)، بينما بقية تيارات الحراك التي يقودها "البيض" تتبنى مشروع "فك الارتباط" والعودة إلى صيغة ما كان يسمى ب(جمهورية اليمن الديمقراطية). وقالت المصادر: أن هذه التطورات جاءت- طبقاً لما تعتقده قيادات المحور الثاني "الجديد"- ليس فقط على اساس الاختلاف في المشاريع الانفصالية، وإنما ايضاً إثر اتساع قاعدة الرفض لزعامة علي سالم البيض في أوساط الحراك، ورؤية البعض بضرورة التحرك السريع لاحتواء هؤلاء الخارجين من تحت مظلة "البيض" وتأطيرهم تحت مظلة جديدة تمتلك الكثير من الظروف التي تسمح لها بالرهان على سحب البساط من تحت اقدام المحور الأول الذي بدت عليه مؤخراً علامات الترهل الشديد، خاصة بعد خروج "الفضلي" منه، واختراقه بقوة من قبل أحزاب اللقاء المشترك لدرجة الذوبان النسبي في برامجها.. وفي الوقت الذي يحضر محور "البيض" في الضالع لمواجهات انتحارية، وينشغل محور "ردفان، يافع" لفرض نفسه قريباً على مسرح الأحداث؛ فإن اللجنة الأمنية لمحافظة الضالع التي يراسها المحافظ علي قاسم طالب، هي الأخرى تنهمك منذ مساء أمس في استعداداتها للمواجهة، وستعقد خلال ساعات الصباح الأولى لليوم الثلاثاء اجتماعها الأول، على أمل عقد اجتماع مسائي ثاني لتدارس آخر التطورات، فيما تنبي الأجواء الأمنية بحملة مداهمات استباقية لعدد من أوكار مليشيات الحراك الارهابية، خلال الساعات القادمة.. "نبأ نيوز" ستواكب التطورات عبر مراسليها من قلب مسرح الأحداث، وستوافي قرائها بكل جديد حال حدوثه..