علمت "نبأ نيوز" من مصادر رسمية أن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد استدعت رؤساء اللجان المتخصصة (رئيس لجنة الخدمات، اللجنة الاجتماعية، اللجنة المالية) بمديرية السبعين من أمانة العاصمة، وباشرت اليوم الأربعاء التحقيق معهم على خلفية قضايا فساد مالي وإداري، كانت "نبأ نيوز" أول من كشف عنها للرأي العام. وبحسب المصادر ذاتها، فإن عضو النيابة المنتدب من قبل هيئة مكافحة الفساد، والذي يتولى التحقيق في القضية، هو نفس العضو الذي تعرض للطرد من قبل "عادل النجمي"- مدير مكتب المجلس المحلي بمديرية السبعين، والذي على أثر الحادثة أحيل "النجمي" إلى النيابة الجزائية بتهمة التعدي على عضو سلطة قضائية أثناء ممارسة عمله، وتم حبسه غير أن القضية تم حلها بالعرف القبلي (جيهان الله، والتحكيم)- على حد تعبير المصدر. بحسب تقرير سابق نشرته "نبأ نيوز" فإن تحقيقات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مع رؤساء اللجان التخصصية بمديرية السبعين جاء على خلفية قيام أحد أعضاء المجلس المحلي بمديرية السبعين في شهر يوليو 2009م بتقديم بلاغ إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، كشف النقاب فيه عن مخالفات وتلاعب بالمال العام, وقضايا فساد مالي وإداري، متورطة بها أطراف عديدة بمديرية السبعين. وقد باشرت الهيئة التعاطي مع مضمون ذلك البلاغ اعتبارا من بعد منتصف أغسطس 2009م، حيث طالبت برسالة خطية مدير عام مديرية السبعين بتقديم إيضاحاً حول قيامه بتنفيذ عدة مشاريع ب"التكليف المباشر"، دون إعلان مناقصات لها، على الرغم من أن أقل مشاريع تم تنفيذه بالتكليف لا تقل كلفته عن خمسة ملايين ريال, وبما يعد مخالفة صارخة لقانون المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية. وبحسب مصادر موثوقة، فإن البلاغ المقدم للهيئة شمل أكثر من (11) قضية فساد ومخالفة مالية وإدارية، قامت بارتكابها المكاتب التنفيذية، ولجنة المناقصات والمزايدات بالمديرية، وتم إسناد تلك الاتهامات بوثائق رسمية دامغة، ومن تلك الاتهامات: - تنفيذ مشاريع بالتكليف أو الأمر المباشر، تقدر قيمتها بمئات الملايين. - شراء أصول ثابتة غير مرصودة في الموازنة من النفقات التشغيلية، التي لم تصرف حتى نهاية العام 2008م (الوفورات)، وتم صرفها عهدة، ولم يتم إخلائها حتى اليوم.. - تعديل الحساب الختامي للعام 2008م، بعد مناقشته وإقراره من قبل المجلس المحلي. - عدم عرض الجرد السنوي على المجلس المحلي للأعوام (2006م- 2007م- 2008م). - سحب مبالغ من البنك المركزي اليمني تحت مسمى "وفورات"، بعد الامتناع عن استغلال تلك الأموال طوال السنة المالية لتحويلها الى "وفورات"، رغم أنها مرصودة لتمويل مشاريع خدمية وتنوية. - القيام بتسوير نادي "وحدة صنعاء" من موازنة المديرية، بالرغم من عدم وجود أي اعتمادات مالية للنادي في موازنة 2009م, وتم تنفيذ التسوير بالأمر المباشر، بأسم المقاول/ القادري.. علماً أن نائب رئيس النادي هو الأمين العام لمديرية السبعين الأخ/ محمد الصادق، وهو ما يعد مخالفاً لقانون السلطة المحلية ولائحتيه التنفيذية والمالية وقانون المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية، وكذا قرار وزير المالية (1) بشأن تعليمات تنفيذ موازنة 2009م. وعلى خلفية رسالة هيئة مكافحة الفساد، فإن المجلس المحلي لمديرية السبعين انشق على نفسه، بين فريق مؤازر للعضو الذي تجرأ على الوقوف بوجه لوبي الفساد، وبين فريق متورط .. وبادر رئيس المجلس المحلي بالمديرية بعقد اجتماع استثنائي بتاريخ 11- 08- 2009م، كرس معظمه لمناقشة ما قام به أحد أعضاء المجلس المحلي من إبلاغ هيئة مكافحة الفساد بتلك الاختلالات والتلاعبات التي حصلت في المجلس المحلي والمكاتب التنفيذيه.. وهو ما وصفها رئيس المجلس المحلي ب"التصرفات التي تسيء للمجلس"- بحسب محضر الاجتماع الاستثنائي المنعقد بتاريخ 11-8-2009م- وتحتفظ "نبأ نيوز" بنسخه من المحضر- والذي دعا أيضاً إلى احالة العضو الى اللجنة المسلكية بالأمانة للتحقيق معه حول تلك "التصرفات"، الأمر الذي قد يترتب على ذلك إسقاط عضوية ذلك العضو، عقاباً له على حمايته للمال العام، وإخلاصه الثقة والأمانة التي أولاها إياه الشعب والقيادة السياسية..! وفي الوقت الذي اعترض أحد الأعضاء الحاضرين على إحالة الموضوع الى اللجنة المسلكية، فإن بقية الأعضاء لم يحضروا الاجتماع، لعدم توجيه الدعوة لهم لحضور الاجتماع الاستثنائي، طبقاً للإجراءات الصحيحة المتبعة في مثل هذه الحالات، والمنصوص عليها في قانون السلطة المحلية، ولائحته التنفيذية.. وهو ما يعد مخالفة إدارية جديدة تضاف الى مخالفات المجلس المحلي. حيث تبين الوثائق- التي حصلت عليها "نبأ نيوز"- أن (16) عضواً فقط من أصل (30) عضواً حضروا الاجتماع، الذي انعقد في إحدى مدارس المديرية لبحث الموضوع، بعد ان تلقى مدير عام المجلس مذكرة من هيئة مكافحة الفساد لتقديم ايضاحات حول بلاغ العضو المعزز بالوثائق. أعضاء مجلس محلي، ومسئولون وموظفون في أمانة العاصمة، أعربوا عن استيائهم البالغ من التحركات المحمومة التي يقوم بها من وصفوهم ب"لويي الفساد" من أجل النيل من الشخص الذي قدم البلاغ للهيئة.. ودعوا الأستاذ أحمد الآنسي رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، والأستاذ عبد الرحمن الأكوع وزير الدولة أمين العاصمة، إلى الضرب بقوة أوكار الفساد في مديرية السبعين، وغيرها من مديريات الأمانة، ومهما بلغت مناصبها وصفاتها، لأن اليمن أكبر وأغلى منها. وأشاروا في أحاديث ل"نبأ نيوز" إلى أن الفاسدين هم العدو الأشد خطورة من "القاعدة" أو "الحوثيين" أو "المخربين"، أو أي قوة تتربص بالوطن سوءً، كونهم مؤتمنين، وطعنوا الوطن وقيادته في الظهر، غيلة وغدراَ، دونما اكتراث لحساسية وخطورة المرحلة، أو احترام لأحد..!!