كشفت مصادر "نبأ نيوز" في أمانة العاصمة صنعاء عن فساد مالي وإداري، وانتهاك صارخ للوائح والقوانين ينخر مرافق مديرية السبعين بالأمانة، وعن بلاغات مرفوعة لهيئة مكافحة الفساد بحق العابثين بمستقبل الوطن، غير أن أصحابها باتوا مهددين بالطرد من الوظائف بعد تسريب معلومات عن وقوفهم وراء البلاغات. وأكدت المصادر: أن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد باشرت الاسبوع المنصرم بالتحري عن قضايا فساد في مديرية السبعين بأمانة العاصمة، وطالبت برسالة خطية مدير عام مديرية السبعين بتقديم إيضاحاً حول قيامه بتنفيذ عدة مشاريع ب"التكليف المباشر"، دون إعلان مناقصات لها، على الرغم من أن أقل مشاريع تم تنفيذه بالتكليف لا تقل كلفته عن خمسة ملايين ريال, وبما يعد مخالفة صارخة لقانون المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية. وأفادت المصادر: أن الهيئة باشرت تحرياتها على خلفية قيام أحد أعضاء المجلس المحلي بمديرية السبعين الشهر الماضي بتقديم بلاغ إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، كشف النقاب فيه عن مخالفات وتلاعب بالمال العام, وقضايا فساد مالي وإداري، متورطة بها أطراف بمديرية السبعين وبحسب مصادر موثوقة، فإن البلاغ المقدم للهيئة شمل أكثر من (11) قضية فساد ومخالفة مالية وإدارية، قامت بارتكابها المكاتب التنفيذية، ولجنة المناقصات والمزايدات بالمديرية، وتم إسناد تلك الاتهامات بوثائق رسمية دامغة، ومن تلك الاتهامات: - تنفيذ مشاريع بالتكليف أو الأمر المباشر، تقدر قيمتها بمئات الملايين. - شراء أصول ثابتة غير مرصودة في الموازنة من النفقات التشغيلية، التي لم تصرف حتى نهاية العام 2008م (الوفورات)، وتم صرفها عهدة، ولم يتم إخلائها حتى اليوم.. - تعديل الحساب الختامي للعام 2008م، بعد مناقشته وإقراره من قبل المجلس المحلي. - عدم عرض الجرد السنوي على المجلس المحلي للأعوام (2006م- 2007م- 2008م). - سحب مبالغ من البنك المركزي اليمني تحت مسمى "وفورات"، بعد الامتناع عن استغلال تلك الأموال طوال السنة المالية لتحويلها الى "وفورات"، رغم أنها مرصودة لتمويل مشاريع خدمية وتنوية. - القيام بتسوير نادي "وحدة صنعاء" من موازنة المديرية، بالرغم من عدم وجود أي اعتمادات مالية للنادي في موازنة 2009م, وتم تنفيذ التسوير بالأمر المباشر، بأسم المقاول/ القادري,.. علماً أن نائب رئيس النادي هو الأمين العام لمديرية السبعين الأخ/ محمد الصادق، وهو ما يعد مخالفاً لقانون السلطة المحلية ولائحتيه التنفيذية والمالية وقانون المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية، وكذا قرار وزير المالية (1) بشأن تعليمات تنفيذ موازنة 2009م. وعلى خلفية رسالة هيئة مكافحة الفساد، فإن المجلس المحلي لمديرية السبعين انشق على نفسه، بين فريق مؤازر للعضو الذي تجرأ على الوقوف بوجه لوبي الفساد، وبين فريق متورط .. وبادر رئيس المجلس المحلي بالمديرية بعقد اجتماع استثنائي بتاريخ 11- 08- 2009م، كرس معظمه لمناقشة ما قام به أحد أعضاء المجلس المحلي من إبلاغ هيئة مكافحة الفساد بتلك الاختلالات والتلاعبات التي حصلت في المجلس المحلي والمكاتب التنفيذيه.. وهو ما وصفها رئيس المجلس المحلي ب"التصرفات التي تسيء للمجلس"- بحسب محضر الاجتماع الاستثنائي المنعقد بتاريخ 11-8-2009م- وتحتفظ "نبأ نيوز" بنسخه من المحضر- والذي دعا أيضاً إلى احالة العضو الى اللجنة المسلكية بالامانة للتحقيق معه حول تلك "التصرفات"، الأمر الذي قد يترتب على ذلك اسقاط عضوية ذلك العضو، عقاباً له على حمايته للمال العام، وإخلاصه الثقة والامانة التي أولاها إياه الشعب والقيادة السياسية..! وفي الوقت الذي اعترض أحد الاعضاء الحاضرين على إحالة الموضوع الى اللجنة المسلكية، فإن بقية الاعضاء لم يحضروا الاجتماع، لعدم توجيه الدعوة لهم لحضور الاجتماع الاستثنائي، طبقاً للاجراءات الصحيحة المتبعة في مثل هذه الحالات، والمنصوص عليها في قانون السلطة المحلية، ولائحته التنفيذية.. وهو ما يعد مخالفة ادارية جديدة تضاف الى مخالفات المجلس المحلي. حيث تبين الوثائق- التي حصلت عليها "نبأ نيوز"- أن (16) عضواً فقط من أصل (30) عضواً حضروا الاجتماع، الذي انعقد في إحدى مدارس المديرية لبحث الموضوع، بعد ان تلقى مدير عام المجلس مذكرة من هيئة مكافحة الفساد لتقديم ايضاحات حول بلاغ العضو المعزز بالوثائق. أعضاء مجلس محلي، ومسئولون وموظفون في أمانة العاصمة، أعربوا عن استيائهم البالغ من التحركات المحمومة التي يقوم بها من وصفوهم ب"لويي الفساد" من أجل النيل من الشخص الذي قدم البلاغ للهيئة.. ودعوا الأستاذ أحمد الآنسي رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، والأستاذ عبد الرحمن الأكوع وزير الدولة أمين العاصمة، إلى الضرب بقوة أوكار الفساد في مديرية السبعين، وغيرها من مديريات الأمانة، ومهما بلغت مناصبها وصفاتها، لأن اليمن أكبر وأغلى منها. وأشاروا في أحاديث ل"نبأ نيوز" إلى أن الفاسدين هم العدو الأشد خطورة من "القاعدة" أو "الحوثيين" أو "المخربين"، أو أي قوة تتربص بالوطن سوءً، كونهم مؤتمنين، وطعنوا الوطن وقيادته في الظهر، غيلة وغدراَ، دونما اكتراث لحساسية وخطورة المرحلة، أو احترام لأحد..!! ويبقى السؤال: متى سيأتي اليوم الذي تبلغنا فيه هيئة مكافحة الفساد بأن المتهمين أمسوا وراء القضبان؟