دعا البيان الختامي الصادر يوم أمس عن المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل (منارات) المناضلين الأحرار في فلسطين تكثيف جهودهم لإنهاء الوضع القائم علي الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسام، وبناء مجتمع متماسك يستطيعون من خلاله دحر الاحتلال وتحقيق الحلم الذي تركه لهم أسلافهم من الشهداء وقطع الطريق نهائيا على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واشار إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض اليوم لخطر شديد يتجلى باستمرار الحصار والعدوان والاستيطان التوسعي ورفض حكومة الاحتلال تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وأمام هذه السياسة العدوانية تتزايد هذه الأخطار بشكل كبير على المشروع الوطني الفلسطيني في ظل استمرار حالة الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وبما يوفر خلاله الفرصة للاحتلال لتنفيذ مآربه في الاستيلاء على المزيد من الأراضي. كما دعا البيان الذي صدر على خلفية الاحتفالية الفكرية التي أقامها المركز بمناسبة ذكرى يوم الأرض قيادات الأمة العربية استشعار مسئوليتها التاريخية للدفاع عن الأرض والمقدسات والعرض والحفاظ على الهوية العربية التي يستهدفها أعداء الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء. كما ناشد البيان فصائل العمل الوطني في فلسطين وفي الشتات استشعار مسئولياتهم التاريخية لتفويت الفرصة على من يريد تدنيس المقدسات واجتثاث الشعب الفلسطيني من جذوره من خلال استمرار تعميق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وهو ما يحتم على الأحرار والثوار لم شتاتهم وتوحيد صفوفهم وتجاوز خلافاتهم، للمضي بالشعب الفلسطيني في طريق التحرر واجتثاث عصابات الهاجانا ومن على شاكلتهم. ودعا أحرار العالم إلى المضي في تعرية وكشف أبعاد المخططات الصهيونية حتى يسلم المجتمع الدولي من شرورهم وآذاهم وتأمرهم على السلام العالمي. فيما أوضح الدكتور حمود العودي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء في كلمة له عن مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني: أن فلسطين ليست مجرد رمز لثورة الحق على الباطل ومصدر حقيقي لكل ثورات المظلومين على الظالمين بل وكل رسالات الخير في وجه الشر، ودعا إلى تعزيز وحدة وسلام أغلبية الخيرين في الأرض في يوم الأرض هذا في وجه جبروت وعنف وظلم العولمة المتوحشة وشرورها. وقال: "خيروا العالم وإنسانيته من مئات الملايين وقفوا مع عدالة القضية الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني ووقفوا في وجه الغزو والهمجي للعراق وأفغانستان والصومال وبعد وقوعه أكثر مما وقفنا نحن مع أنفسنا في هذه القضايا حتى اللحظة لان الكثير منهم هم الذين ما يزالون يصرون على ركوب البر والبحر ما أقاصي الدنيا ويأتوا ألينا بإصرار كي يفتحوا ثغره في جدار وأسوار الخوف والجوع والموت المحيطة بأهلنا في غزة العزة والكرامة العربية والإسلامية للأمة والشعوب والخزي والعار على السياسة والسياسيين فيها الذين يقيمون ويحرسون جدران الحصار هذه بهمه وعزيمة يتجاوز ما يفعله العدو الصهيوني نفسه. انه المجتمع المدني الإنساني الذي لا يميز بين حقوق البشر جميعا في الحرية والعدالة بسبب الدين والقومية أو الجغرافيا أو السياسة المجتمع المدني الذي يفعل بكلمة الحق في وجه الباطل ما لا تفعله اقوي جيوش الأرض وترساناتها النووية ويصنع بالسلام والديمقراطية ما لا تصنعه القوة الجبروت السياسي والعسكري في أي مكان". من جانب آخر، أكد المهندس عبد الرحمن العلفي المدير التنفيذي لمركز منارات: أن هذه المناسبة تشكل إدانة صارخة للمستوطنين الذين ذبحوا على امتداد الأرض الفلسطينيةالمحتلة ملايين أشجار الزيتون في السنوات القليلة الماضية لحرمان الفلاح الفلسطيني من مصدر رزقه، باعتبار شجرة الزيتون رمزا من رموز فلسطين. وأشار إلى أن "يوم الأرض" يشكل معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب العربي الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم، رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل، التي كانت وما زالت تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب العربي الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه. وقال العلفي: "مازال الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته الإرهابية ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، واستفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في الجدار، وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل، لفرض هجرة قسرية على أبناء شعبنا الفلسطيني في المدينة ولا زالت أرض فلسطين المباركة منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تتعرض المرة تلو الأخرى للتهويد ومحاولة اجتثاث الوجود العربي والإسلامي منها من جذوره". فيما أكد محمد عبد العزيز الرنتيسي- ممثل حركة حماس بصنعاء- على أهمية يوم الأرض كونه يوم انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الظلم والعدوان، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في مثل هذا اليوم من العام 1976م فضحوا همجية ووحشية الاحتلال الصهيوني لافتا إلى معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته وحقه في الدفاع عن أرضه ومقاومة الاحتلال الغاصب بكل الوسائل، مشدداً على التمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم التفريط في الأرض وحق العودة.
